الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

"الشيخ حيدر".. علوي عارض نظام الأسد والتأم جرحه بعد 12عاماً

24 يونيو 2021، 08:23 م
خرج من السجون وهو في حالة صحية سيئة ووزنه 40 كيلوجرام فقط
خرج من السجون وهو في حالة صحية سيئة ووزنه 40 كيلوجرام فقط

منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 تزامناً مع خروجه من سجون نظام الأسد التي تعرض فيها لما وصفه بـ"تجريد من الإنسانية"، بدأ حلم السوري عمار الشيخ حيدر، بلم شمل أسرته التي أُبعد عنها قسراً في وطنه، لمجرد أنه عارض الحاكم!

بدأت الحكاية حينما تعرض منزل والدته عام 2010 للاقتحام من قبل ميليشيات الأسد وهو في زيارة لها في مدينة مصياف غربي محافظة حماة وسط سوريا، بهدف اعتقال بتهمة "نشر أنباء كاذبة توهن نفسية الأمة".

ويقول "الشيخ حيدر" في حديثه لشبكة "آرام": "نظام الأسد لا يحتاج لأسباب من أجل اعتقال أحد، يكفي أن تكون معارضاً لسياساته لتصبح أحد المطلوبين له، كما أن غالبية سكان سوريا يعرفون ظروف الاعتقال في سجونه".

وأكد أنه بعد أشهر من الاعتقال، خرج من السجون وهو في حالة صحية سيئة ووزنه 40 كيلوجرام فقط، مقارنة بطوله البالغ 180سم، حيث كانت الثورة السورية في بدايتها وأصبح متفائلاً كما أغلب السوريين بزوال ظلم نظام الأسد.

وأضاف "عائلتي غادرت سوريا إلى الأردن عقب اعتقالي خوفاً من بطش النظام، وابنتي انخرطت في سلك التعليم هناك، ومنذ ذلك الحين بدأت مأساة الفرقة والبُعد عن الأسرة وحلمي بلم الشمل".

بعد مرور سنوات على الثورة السورية، اقتنع "الشيخ حيدر" أن العالم والقوى الفاعلة به ليس لديها مصلحة في نجاحها، كما أكد أن العديد من الأطراف الداخلية والخارجية لعبت دوراً قذراً في حرف بوصلتها.

وفي عام 2014، اتخذ قراراً بمغادرة سوريا، بعدما أصبح من الصعب عليه العثور على موطئ قدم آمن فيها، خاصة بعد تعرضه لاعتقال ثانٍ من قبل نظام الأسد، فذهب إلى لبنان التي لم يستطع من خلالها الوصول لأسرته في الأردن.

وتابع "كانت لبنان تُغلق الميناء الجوي صوب الأردن، وتكتفي بالميناء البري، وسفري عبره يعني دخولي لمخيم اللاجئين في الأردن وعدم تمكني من لقاء أسرتي التي وصلت هناك قبل الثورة وقبل إنشاء المخيمات".

اكتشف عمار أن حساباته بشأن لبنان والإقامة فيها كانت خاطئة بالنسبة له، بعدما تعرض للمضايقة من قبل ميليشيات حزب الله، رغم حرصه على السكن في مناطق بعيدة عن نفوذه، إلا أنه تفاجئ بنفوذها وتغولها الواسع هناك.

وكانت مداهمة منزله من قبل ميليشيات الحزب في أحد الأيام بدعوى ملاحقة الإرهاب والتطرف، السبب في اتخاذه قراراً بمغادرة لبنان، في الشهر التاسع من 2015، وذلك بعد عام كامل من وصوله إليها.

اقرأ أيضاً: نظام الأسد يبتز أهالي المعتقلين في سجونه لسرقة أموالهم

الكثير من الأمور كانت مريحة بالنسبة له في تركيا، حيث أكد أنه وجد تعاطفاً شعبياً مع السوريين إضافة إلى الرعاية والتسهيلات من قبل الحكومة، لكن ما لبث وأن تغيرت الأمور نوعاً ما، جراء الصراع مع المُعارضة على مسألة اللاجئين.

وأشار "الشيخ حيدر" أنه في أواخر 2016، كانت أمامه فرصة لجلب أسرته إلى تركيا، إلا أن دراسة ابنته وتفوقها في ظل تراكم الأقساط الجامعية عليها وعدم القدرة على السداد حال دون ذلك، حتى منعت القوانين التركية حصول السوريين في الأردن على فيزا عام 2017.

مرت سنوات البُعد عن الأسرة بصعوبة، إلى أن لاحت له فرصة للاجتماع بها بعد نحو 12عاماً من الفراق، عبر فيزا تم إصدارها بناءً على دعوة من مواطن تركي باعتباره صديقاً لهم ويودون زيارته لمدة 14 يوماً فقط، وفق القانون التركي.

وأردف "للأسف مشكلتي لم تُحل كما فهم البعض من خلال الفيديو الذي انتشر للحظة معانقتي ابنتي في المطار، ما يحدث حالياً مجرد لقاء مؤقت، وكلي أمل أن تصبح هذه الزيارة دائمة".

واستدرك "نحن أمام تحدٍ جديد، قدمت لهم على إقامة سياحية وهو ما يعطيني مزيداً من الوقت، من أجل إمكانية حل مشكلتي ولم شملي بعائلتي، وهناك وعود إعلامية تركية بإثارة قضيتي لأعلى المستويات".

في سياق آخر، "آرام"، سألت "الشيخ حيدر"، عن علاقته بشقيقه، ما يسمى "وزير المصالحة" لدى نظام الأسد علي حيدر، فأكد أنها مقطوعة بشكل تام منذ شهر مايو/أيار 2010.

اقرأ أيضاً: فوّاز الأسد.. شبيح التهريب وحاكم اللاذقيّة المجرم

وحول سبب القطيعة قال: "الخلاف مع نظام الأسد لا يعتبر خلافاً سياسياً بعدما أوغل في دماء السوريين مقابل التمسك بالحكم، بل أصبح خلافاً على المبادئ والأخلاق، وكل من يتعاون معه أو يرضى بفعله اتخذ تجاهه نفس الموقف، حتى وإن كانت أُمي".

وأضاف "حدث بيني وبينه جدالاً منذ إخلاء سبيلي 2011، حيث كان يحاول إقناعي بأن هناك دولة ومؤسسات تابعة لها ويجب حمايتها والحفاظ عليها، وهو ما لا أؤمن به، فقد ابتُلعت تلك الدولة والمؤسسات مع قبل حزب البعث وبعدها من الطغمة الحاكمة مع عائلة الأسد".

يذكر أن "الشيخ حيدر" نشر قبل أيام تسجيلاً مصوراً على صفحته في "فيسبوك"، يظهر لحظات مؤثرة للقائه بابنته مروة في مطار إسطنبول، ما أثار تفاعلاً وتضامناً واسعاً معه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان الأب السوري قد أضرب عن الطعام عام 2019 تحت شعار "أصبحت وزناً زائداً على هذه الأرض"، بسبب عدم تمكنه من مقابلة ابنته وزوجته المقيمتين في الأردن.

وحاول عدة مرات اللجوء بطريقة غير شرعية إلى أوروبا إلا أنها باءت بالفشل، ثم قرر أن يعتصم بالقرب من القنصلية الكندية لكن الحراس رفضوا ذلك.

شاهد من إصداراتنا: