الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

شاب مصري يغامر بحياته للحصول على الجنسية الحمصية!

27 يونيو 2021، 10:10 م
قبر الساروت في إدلب، والمدعو أحمد الشافعي
قبر الساروت في إدلب، والمدعو أحمد الشافعي

عائشة صبري - آرام

أثار شاب مصري جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول ناشطين محليين صورةً له مرفقة بخبر اغتياله في مدينة إدلب شمالي سوريا، أمس السبت، حيث يزعم المدعو "أحمد الشافعي" أنَّه من ثوار مدينة حمص ويسكن في إدلب.

واتخذ من صوره التي طبقّها عبر برنامج (فوتوشوب) وهو برفقة الشهيد عبد الباسط الساروت، باباً للاستعطاف معه، فحسابه على "فيسبوك" يوجد عليه معظم الناشطين والعاملين في الثورة السورية، وكان مراراً يدَّعي تعرُّض حياته للخطر إذ نجا من أربع محاولات اغتيال لتكون الخامسة هي القاضية على حياته، لكن سرعان ما انكشفت حيلته الأخيرة، وبات "أضحوكة".

وبعد افتضاح أمره، بدأ ينشر على صفحته ويرد على التعليقات، ليبرر بقوله: إنَّ "التسجيل المتداول هو لإصابته في 4 مايو/أيار الماضي"، حيث انتشرت صورته حينها وبطنه ملفوف بالشاش على أنّها رصاصة أصابته في مدينة إدلب، سبقها نشره صورة ليظهر شفاء قدميه من إصابة سابقة.
الشافعي.png
وحين تواصلت معه شبكة "آرام" للاستفسار عن آخر محاولة اغتيال في 14 الشهر الجاري ادَّعى فيها مقتل رجل مسن ينحدر من السويداء يدعى "إبراهيم أبو خالد" في تركيا (لم يحدد المدينة) وهو قد لحق بأهله هناك منذ شهر (حسب ادعائه)، أعرب عن استغرابه من محاولات الاغتيال بقوله: "كأنِّي هتلر رئيس ألمانيا، والله مضيعين وقتهم على الفاضي".

وبدوره، حسين الساروت شقيق عبد الباسط، وقائد "تجمع الشهيد عبد الباسط الساروت"، أكد لـ"آرام" أنَّ "أحمد الشافعي" لا أحد يعلمه منهم، فلا تربطه أيّة علاقة بالشهيد عبد الباسط، سواء عسكرياً أو إعلامياً، ولا أيّ شيء يجمعه مع عبد الباسط.

موجة سخرية

موجة سخرية كبيرة شهدتها حسابات الناشطين، فبعد موجة تعاطف إثر خبر "استشهاده"، تفاعل السوريون ولا سيما من هم من محافظات أخرى، من باب الفكاهة على الحماصنة أصحاب النكتة، إذ كتب الناشط الحلبي رجا قنطار في صفحته على فيسبوك: "أنا من كم سنة وبقول سلموا حمص وهاتو الجولان بدالها ما حدا بيرد علي، شوية حماصنة خلونا نصدق سالفة الشافعي ورجع طلع شوية حماصنة غيرهن كشفوا الفلم، الحماصنة اش بدهن من هالكوكب؟".

الناشطة الحلبية لارا مدنية تهكمت بقولها: "اتعلم احكي سوري متل الخلق يوال ولهجة الحماصنة صعبة عليك، ومالقيت غير الحماصنة هدول جننوا جماعة هولاكو وطفشون، النت عندك بالقبر أقوى من النت الي عندي بالبيت لك حدا بيستشهد بعصير التوت وبيرجع بعيش وبنزل بوستات يفضح كبرتك إلهي".

وسارع الناشطون الذين تداولوا الخبر لحذفه والتعليق بتهكم، ومنهم الإعلامي الحمصي أنس أبو عدنان، إذ كتب: "قصة أحمد الشافعي أو كما أصبح يسمي نفسه صديق الشهداء، أشبهه بشخصية (بو نايف) الذي يستخدم الشهداء في رواياته (اسألوا نعمان كان حاضر)، حتى الآن ما مصدق أنه ضحك علينا .. يختبئ خلف قال الله وقال الرسول، وينشر صور الساروت وأبو وائل الحمصي". كما بادر آخرون للتوضيح بأنّه محتال يجب الحذر منه، ومنهم سمير المطفي وتامر التركماني.
وائل.png

معلوماته عن حمص

رأى الصحفي فراس ديبة، في حديثه لشبكة "آرام" أنَّه من الطبيعي أن يخدع المدعو "الشافعي" كثيراً من الناس، بما أورده من تفاصيل لا يعلمها سوى الثوار الحمصيين الذين عاشوها، تخصُّ الثورة في حمص عموماً وأحيائها القديمة خصوصاً، كما لو أنَّه عايش يومياتها وشهد حصارها.

لكن هناك بعض التفاصيل التي من المفترض أن يكشفه الناس بسببها منذ زمن بعيد، حيث يظهر في تسجيلات مصورة في محيط من الواضح أنَّه ريف مصري ومقبرة مصرية، كما أنَّ "الشافعي" يحاول أن يقلّد اللهجة الحمصية في كتابته لكن بعض المصطلحات المصرية تفلت منه لتكشف أنَّه مصري (ياء غير منقوطة).
باباعمرو.png
وتوقّع "ديبة" أنَّ سبب فبركته لصور مع شهداء سوريين مثل "الساروت" وانتحاله شخصية ثائر حمصي، قد يكون ذلك نتيجة مرض نفسي أو بحثاً عن مصدر استرزاق من تبرعات البعض، إذ عمل "الشافعي" على استدرار تعاطف متابعيه، وبدأ بترويج أكذوبة أنَّه مستهدف للاغتيال، ثم تعرُّضه لعدة محاولات اغتيال وهمية في إدلب، كما ادّعى.

ويختتمها بتمثيلية مقتله ضعيفة الأداء، التي أنكر حصولها بعد ساعات من انتشار تسجيل مصور له يغرق في دمائه، ليتبيّن أنَّ المقطع تمثيلي، ويعلن بعد ساعات أنَّه لم يمت، دون أن يُبرر محتوى المقطع الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فعملية تمثيل الاغتيال كانت النقطة الأخيرة التي تسببت بكشفه، لكنَّه بقي مصراً على أكاذيبه.

وأشار "ديبة" إلى أنَّ المشكلة الحقيقية (برأيه) هي وجود نشطاء ادعوا معرفتهم الشخصية به، وما زالوا يتمسكون بروايته الكاذبة، وهؤلاء مسؤولون مسؤولية مباشرة عن تضليل الرأي العام بخصوص الشخصية التي تطلق على نفسها اسم "أحمد الشافعي".

وباعتقاد الصحفي أنَّ "الشافعي" لم يكن أول شخصية افتراضية مدعية على وسائل التواصل الاجتماعي ولن يكون الأخير، وسيبقى أمثاله يجدون من يصدّقهم ثم يروّج لرواياتهم الخيالية، وهذا يعود إلى طبيعة الشعبوية التي تحكم بشدة معايير الانتشار على هذه الوسائل.

التحقق من ادعائه

الإعلامي بدوي المغربل (أبو جعفر الحمصي)، هو أول من اكتشف ادعاء فبركة فيديو الاغتيال الأخير، وقال لـ"آرام": "بدايةً قبلت طلب صداقته على فيسبوك كونه يظهر نفسه أنَّه ثائر حمصي ويعيش في إدلب، لكن ما أثار استغرابي أنَّه يبدو صغير السن ويكتب منشورات عن قادة حمص وبعض أحداث الحصار للمدينة".

وأردف: "وهي معلومات حقيقية، لكنَّها لا تخلو من الأكاذيب والتحريض على الفتنة بين أهل المدينة وريف حمص، لجرّ القادات ممن يتهمهم (الشافعي) إلى الوقوع في فخ خلافاتٍ، تخدم نظام الأسد، ولم أبحث عنه حينها لظنّي أنَّه فعلاً حمصي".
الشمالي.png
حمص.png
وما دفع "المغربل" للتحقق من شخصيته هو تسجيله المصور الذي نشره نشطاء سوريون على صفحاتهم، فالصورة عند نشر خبر الاغتيال كانت غير واضحة لكن الفيديو واضح أنَّه مفبرك كونه لا يوجد فيه صوت ومدته بضع ثواني، والشخص الذي يحرّك (الشافعي) ظهرت ابتسامة على وجهه في مطلع التسجيل ويلبس كنزة عليها صورة اللاعب المصري محمد صلاح، ولون الدم زهر غامق وليس أحمر قانئ، واللون متوزع على الرأس والجسم وهو غير متخثر، إضافة إلى أنَّ الأبنية في محيطه مختلفة عن سوريا حيث ظهر في مقاطع يتحدث فيها عن الدين.

وبدأت خطوات التحقق أولاً بالتواصل مع أشخاص نشروا خبر الاغتيال، ومع غرفة عمليات في إدلب ومع نشطاء حماصنة في إدلب للتأكد من حدوث عملية اغتيال، وخلال دقائق تبيّن عدم وقوع أيّة حادثة، بعدها تحقّق "المغربل" من بعض الصور.

وأهمها صورة الغلاف على صفحته التي جذب المتابعين من خلالها وهو يجلس على طاولة مع الشهيد الساروت، يقول "المغربل": "أنا حسب ذاكرتي رأيت الصورة الحقيقية من قبل إذ تعود للشاب (محمد أيمن جعمور) عام 2016 فبحثت عنها ووجدتها، ووضعت الصور في برنامج يكشف الصور المفبركة وتواصلت مع مختصين فوتوشوب فأرسلوا لي الصور الحقيقية، وأيضاً تواصل معي أشخاص أرسلوا لي صوراً له تدل على أنَّه في مصر".
الشافعي والساروت.jpg
ومن التأكيدات أيضاً صورته عند قبر "الساروت" تبيّن أنَّها مفبركة، وفي أحد تسجيلاته على حسابه يظهر "الشافعي" وخلفه قبور لا مثيل لها في سوريا، وهي مقابر تشبه الفرعونية، وسألت أحد الأصدقاء المصريين فأكد لي أنَّ هذه القبور موجودة في مصر فقط، وسارعت بإخبار الإعلاميين أنَّ هذا شخص مصري يدعي أنَّه من حمص وكلُّ أهل حمص لا يعرفونه. حسب "المغربل".
قبر الساروت إدلب.jpg

اقرأ أيضاً:                    

شاهد إصداراتنا