الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

الفتى "العجل".. كيف نصب على الأتراك بالملايين وسلم نفسه للإنتربول لاحقاً

05 يوليو 2021، 05:18 م
محمد إيدن
محمد إيدن

وصل إلى تركيا المحتال التركي الشهير، محمد أيدن، مؤسس لعبة "بنك المزرعة"، الذي نجح في جمع مئات ملايين الليرات التركية من آلاف الضحايا قبل أن يلوذ بالفرار.

وبعد ثلاث سنوات سنوات من صدور "إشعار إنتربول الأحمر" في حقه، وصل أمس الأحد، مكبل اليدين عقب تسليم  نفسه للقنصلية التركية في مدينة "ساو باولو" البرازيلية، صبيحة يوم الجمعة الفائت.

ونقلت السلطات التركية، الشاب المحتال من مدينة ساو باولو البرازيلية عبر طائرة للخطوط الجوية التركية، ووصل إلى مطار إسطنبول في تمام الساعة 22:10 مساء بالتوقيت المحلي.

واشتهر الشاب الذي استطاع الاحتيال بمبلغ قُدّر بنصف مليار ليرة تركية، على عشرات الآلاف من الضحايا بلقب "العجل" بين الأوساط التركية، وذلك عن طريق لعبة إلكترونية شبيهة بـ"المزرعة السعيدة".

تأسيس لعبة "بنك المزرعة"

أطلق محمد إيدن في نهاية شهر تموز/يوليو عام 2016، مستفيداً من صداقته لمبرمج هاوٍ، مشروعه لعبة "بنك المزرعة"، موعزاً ببدء مغامرته الجريئة والتي ستسمر لما يقارب العام ونصف.

تتشابه لعبة "بنك المزرعة" مع لعبة "المزرعة السعيدة" الشهيرة لحد بعيد، فهدف اللاعب الرئيسي تنمية قطيعه من الدجاج والماعز والخراف والأبقار. يؤمّن اللاعب الأعلاف لحيوانات مزرعته التي اشتراها، وفي المقابل يستفيد من منتجاتها ليحقق النمو.

لكن الفرق الرئيسي أن عمليات الشراء ضمن لعبة "بنك المزرعة" تتم بمبالغ مالية حقيقة، تحوّل لبنوك شركة "بنك المزرعة"، ويستطيع اللاعب سحب المبالغ المالية التي استثمرها في اللعبة مع الأرباح في الوقت الذي يريده وبلا انتظار.

444.jpg

وكان للميزة السابقة دور مهم في خلق حالة من الثقة والطمأنينة عند اللاعبين.،أما الدافع للانضمام لهذه اللعبة، فكان بالطبع الأرباح الخيالية الموعودة، والتي تصل لـ3 أضعاف المبلغ الرئيسي خلال سنة فقط.

حققت اللعبة ومنذ أشهرها الأولى شهرة واسعة، إذ استطاع مَن شارك، كسب أرباح لا يعادلها أي استثمار آخر، لم يتساءل المتحمسون للربح السريع عن المنطق الكامن في اللعبة، والذي يضمن استدامة الأرباح. ولم يدركوا أن الأرباح التي تسلّمها بعضهم لم تتعد كونها أموال استثمار بعضهم الآخر، في آلية شبيهة بالـ"التسويق الهرمي".

بطل التنمية الزراعية في تركيا

وبعد عشرة شهور من إطلاقه اللعبة برصيد من عشرات ملايين الليرات التركية وآلاف الأعضاء المساهمين، بدأ "أيدن" مرحلة جديدة ستطيل من عمر خطته الاحتيالية، وستأخذها إلى مستوى مناف للعقل.

مع إدراكه لانعدام الجدوى في النظام الربحي للعبته، قرّر "أيدن" أن يكسب لعبته الشرعية الزائفة بتأسيس عشرات المزارع ومراكز بيع لمنتجاتها في العديد من المدن التركية، وبدأ بالترويج لنفسه في المحيط الشعبي على أنه رائد الأعمال الشاب الذي سيحقق ثورة في القطاع الزراعي التركي. عبر إعلانات تلفزيونية في أشهر القنوات التركية، مستفيدا من وجوه المشاهير والمسؤولين المحليين، الذين حضروا افتتاحه للمزارع وألقوا المديح لـ"رجل الأعمال الشاب"، استطاع "أيدن" تحقيق مبتغاه، حتى شُبّه بالسلطان الشاب محمد الفاتح!

334.jpg

اقرأ أيضاً: ظهور قطع أثرية مسروقة من سوريا بأشهر متحف في العالم

وبوجود مزارع حقيقية تابعة للعبة ومراكز بيع لمنتجاتها، ومع حالة الثقة الناتجة عن عشرات الدعايات وحملات الترويج بحضور المشاهير والمسؤولين المحليين، ومع الحفاظ على نسب الأرباح العالية، تجاوز عدد المساهمين مالياً في اللعبة 130 ألف شخص، بمجموع بلغ الـ1.2 مليار ليرة تركية.

وبسبب انشغال الدولة التركية بالهزات التي تبعت محاولة الانقلاب الشهيرة عام 2016، لم تدرك البيروقراطية المالية التركية حجم الاحتيال الحاصل إلا متأخرةً، وذلك أواخر عام 2017. فحين إعلان "هيئة اسواق رأس المال" التركية عن إشارات استفهام كبيرة بحق مشروع "بنك المزرعة"، سيكون "العجل" محمد أيدن قد نجح في إخراج 350-500 مليون ليرة تركية من التداول لحساباته، ليختفي بعدها في عتمة الليل تاركاً وراءه عشرات الآلاف من الضحايا، الذين أدركوا حينذاك أن المزارع التي افتتحها "أيدن" مهجورة، وأن المنتجات الموجودة في نقاط البيع تم شراؤها من مزارع أخرى مع وضع شعار "بنك المزرعة".

لماذا العودة إلى تركيا؟

وأثار سبب تسليم "أيدن" نفسه بعد ثلاث سنوات من هروبه إشارة استفهام كبيرة، حيث يرى إسماعيل سايماز  - الصحفي التركي الشهير والذي نشر كتاباً تناول حكاية "بنك المزرعة" الفريدة - أنه من الصعب معرفة الدافع وراء قرار رجوعه، خصوصاً أنه نجح في التخفي داخل البرازيل على مدار السنوات الماضية من دون ترك أي رأس خيط للقبض عليه.

إلا أنه وبحسب "سايماز"، فإن "أيدن" ربما خسر أمواله بطريقة ما، أو أنه يطمح بعقوبة مخففة لا تتجاوز بضع سنوات، مذكّراً بالعقوبات المتواضعة التي نالها "نصابون" سابقون، حسبما نقل "تلفزيون سوريا".

666.jpg

شاهد إصداراتنا: