الحديث عن عودة سوريين بشكل طوعي من أوروبا، مستغنين عن جنة اللجوء الأوروبية، لم يعد حديثا عن حالات فردية ومتفرقة، وإنما هناك أعداد كبيرة بالفعل، بعضها يقول إنه دفع أموالا طائلة من أجل العودة إلى تركيا، أو غيرها من الدول العربية، بما فيها بعض المناطق الآمنة في سورية..
وفي البحث عن أسباب عودة هؤلاء، نجد أنها كثيرة، أبرزها اختلاف العادات والتقاليد والثقافات، وصعوبة التأقلم والاندماج، الذي دفع البعض لأن يتخذ قرارا نهائيا بالعودة إلى حيث يتوافق مع حياة أسرته، متنازلا عن جميع المزايا المالية وغيرها، التي تقدمها الدول الأوروبية للاجئين.
لكن يبقى هذا الكلام عاما، لا سيما وأنه لا يوجد إحصائيات دقيقة عن أعداد العائدين، وظروفهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية، لكن الكثيرين يؤكدون بأن هوية العائدين، هم من مختلف البيئات، بما فيها المنفتحة، ما يعني بأن قرار الهجرة من أوروبا لا علاقة له أحيانا بالموقف الديني أو الثقافي من المجتمع الأوروبي.
وطبعا هذا لا يلغي أو يقلل من أهمية المزايا الأخرى في أوروبا، كالتعليم والصحة ورعاية الأطفال، والتي تجبر اليوم الكثير من اللاجئين السوريين على الاستمرار في الإقامة في أوروبا، متحملين كل الظروف الصعبة التي يواجهونها هناك، بحجة تأمين مستقبل أولادهم على الأقل، بعد أن ضاع مستقبلهم.
أعتقد كخلاصة للكلام السابق، أن الكثير من السوريين، ومن جيل الآباء على وجه الخصوص، سوف يعودون إلى سوريا، إذا ما استقرت الأوضاع الأمنية فيها، وحدث تغيير مهم على الصعيد السياسي، وتبقى المشكلة في جيل الأبناء الذين نشؤوا وترعرعوا في أوروبا، فهؤلاء هناك شك أن يعودوا، وحتى لو عادوا، فإنهم لن يستطيعوا البقاء فيها إلا لبضعة أشهر أو حتى لبضعة أيام..
اقرأ:
- حقيقة اغتيال رئيس مافيا تهريب البنزين من لبنان إلى سوريا
- لاجئ سوري يكشف ملابسات جريمة معقدة في النمسا
- الضريبة في تركيا
- لحام يزعم رفضه الإقامة الذهبية إن عُرضت عليه.. وموالون يسخرون: "حاجتك عاد"
شاهد إصداراتنا: