اعتذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، الخميس، عن تشكيل الحكومة، بعد أكثر من تسعة أشهر على تكليفه بتشكيلها، مبيناً أنَّ سبب الاعتذار هو خلاف في وجهات النظر مع الرئيس اللبناني، ميشال عون، حول تأليف الحكومة.
وقال "الحريري" خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه "عون"، اليوم الخميس: إنَّ "موقف الرئيس عون لم يتغيّر، والتعديلات التي طلبها جوهرية وتطال تسمية الوزراء المسيحيين". حسب الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام.
وأضاف: "تناقشنا في الأمور التي لها علاقة بالثقة، واقترحت على "عون" منحه مزيداً من الوقت للتفكير في التشكيلة، إلا أنَّ (الرئيس عون) قال لي إنَّه من الصعب أن نصل إلى توافق فاعتذرت عن تشكيل الحكومة والله يعين البلد".
وكتب في تغريدة على حسابه في تويتر مرفقة بتسجيل مصور: "قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة".
قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة #الله_يعين_البلد pic.twitter.com/KLqfGJNi5w
— Saad Hariri (@saadhariri) July 15, 2021
وكان الحريري التقى أمس الأربعاء، بالرئيس اللبناني، وقدّم له ورقة بأسماء 24 وزيراً مقترحاً ضمن التشكيلة الحكومية التي وضعها حسب مبادرة الرئيس الفرنسي، ومبادرة رئيس مجلس، النواب نبيه بري.
واعتبر أنَّ التشكيلة المذكورة قادرة على وقف الانهيار في لبنان، مشيراً إلى مضي تسعة أشهر على محاولات تشكيل الحكومة، وأن وقت الحقيقة جاء، بحسب تعبيره.
تصريحات "الحريري" جاءت بعد زيارة أجراها إلى مصر، والتقى خلالها بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، الذي زار لبنان في نيسان/أبريل الماضي للدفع نحو تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة.
ويعتبر الطرح الحكومي المرفوض اليوم، الطرح الثاني بعد ورقة تشكيلة حكومية أرسلها الرئيس اللبناني إلى رئيس الوزراء المكلف، في 22 آذار/مارس الماضي، وأسهمت بارتفاع وتيرة الخلاف بين الجانبين حيال الملف الحكومي.
وكلّف الرئيس اللبناني، سعد الحريري بتشكيل الحكومة في 22 / 10 / 2020، بعد استقالة حكومة حسان دياب في 10 / 8 / 2020، تحت ضغط الشارع اللبناني المطالب باستقالة الحكومة ومحاسبة المتسببين بانفجار بيروت الذي ألحق خسائر كبيرة في الأرواح والبنى التحتية.
وبدأ الحريري منذ تلك الفترة مباحثات سياسية مع القوى والأطراف اللبنانية في سبيل التوصل لتشكيل حكومة من الاختصاصيين، ذات مهام محددة، للقيام بالإصلاحات ومحاربة الفساد، بغرض جذب الاستثمار والدعم الدولي لإعمار بيروت، وفق خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في زيارته الثانية إلى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.
ومن أبرز أسباب تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية، تشبث "التيار الوطني الحر"، الذي يقوده جبران باسيل ويشكّل حلفاً مع "حزب الله" والرئيس اللبناني، بالثلث المعطّل في الحكومة، وهو ما يرفضه "الحريري"، باعتباره سيطرة على الحكومة، ومصادرة لقرارها.
اقرأ أيضاً:
- الموت يغيب الأديب والكاتب السوري عبد الله زنجير
- ماذا تريد روسيا لقاء موافقتها على تمديد دخول المساعدات للشمال السوري؟
- ثوار حلب يرثون أبرز المسنين الذين ساهموا بدعمهم في الثورة السورية
- "تحرير الشام" تعتقل طبيباً بطريقة تعسفية بعد اقتحام عيادته في الدانا