التابو والمحرم في المجتمعات الشرقية كلمة لطالما أثارت حولها الكثير من عواصف الرأي، في مجتعاتٍ تحكُمها العادات والتقاليد البالية وإن حُدثت وتطورت مفاهيمها.

ماهو التابو؟ سؤالٌ يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع هذا المصطلح، وإلى ما يودي إليه فكراً ! أم أخلاقاً! أم جماداً؟.. وغيره من أفكار الذهن البعيدة في تحليل هذا المصطلح العميق.

التابو هو مجموعةٌ مترابطة، بين أخلاق وعادات وتقاليد، وسياسة وجنس ودين، محظورٌ الحديث فيها، لا لأنها مُحرّمة أو مُجَرَّمة!، إنما لأجل من وضعها في أُطر الخط الأحمر الممنوع تجاوزه والحديث فيه.

هل هو صناعة مُسيّسة مُمنهجة، أم هو ضَربٌ من شَبكة معقدة؟، تكونت من أصنام العادات والتقاليد والأعراف، توارثتها الأجيال وحافظت عليها كحفاظها على ماء وجهها.

حرام، عيب، اصمت، لا تتحدث، التكلم ممنوع، هذا مشين، هناك فضيحة... إلخ وغيرها من مصطلحات تنم عن الفقر الثقافي لقائليها ومعتنقيها، والمدى الشاسع في تغلغل انتشار الجهل في مجرد فتح الحديث فيها، والذي ينُم على رسوخ قواعدها في أنها محرمات وخطوط حمراء، الصمت فيها كالفرض والواجب وتجاوزها كمن يستلُ سيفَ الفِتنةِ ليوقظ مضاجعها.

إذن التابو هو ما حُرم قبولُه، أو مناقشتُه، أو حتى التطرق لسبل وكيفية علاجِه، والتابوهات المشهورة في المجتمعات الشرقية، حُصنَت في ثلاثة أبواق وهي (الجنس – الدين – السياسة) ثلاثية اجتمعت لشيوع وسطوة العقل القديم، بحظر مناقشة الجنس أو تصويره، وسطوة رجال الدين، والاستبداد السياسي ومنع تداول السلطات وتجريم الخوض والنقاش فيها، والحصيلة ضيق في الفهم وغشاوة على عين الفكر في هذه الأمور الثلاثة، مما أدى إلى التعرض للخطر الدائم في تفكك المجتمعات، خاصةعندما تغزو الحروب الفكرية أواسط هذه المجتمعات وتدُك سندان الخطر فيها. ومن الحثيث بالقول،أن من يصنع هذه الثلاثية الحمراء رابطة مؤلفه،من مافيا السياسة يتوجها الجهل، وإنعدام الثقافه الدينية، والمجتمعية.

فكسر أصنامها واجب، والحديث فيها مُباح، وعلاجها فرض مجتمعي.