السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

حكاية بلد (بومبي المدينة التي مات سكانها دفعة واحدة)

دقائقُ قليلةٌ كانت كفيلةً بأن تُنهيَ الحياةَ على أرضِ مدينةِ بومبي الإيطالية

إنفجارٌ بركانيٌ أدى إلى تدميرِ المدينةِ والقرى المجاورةِ لها حينَ اجتاحَها بركانُ جبلِ فيزوف عامَ تسعةٍ وسبعينَ للميلاد فغطّتها أطنانٌ من الرمادِ والحُممِ البركانيةِ لتختفيَ عن الوجودِ أكثرُ من ألفٍ وستِمئةِ عامٍ ويتجمدَ سكانُها في الوضعياتِ التي كانوا عليها نفسَها.

أُعيدَ اكتشافُ المدينةِ التي تقعُ بالقربِ من نابولي الإيطالية في القرنِ الثامنِ عشر وتعتبرُ وجهةً سياحيةً +18 (لمن هم فوقَ الثامنةَ عشرَ فقط)، حيث لا يسمحُ فيها باصطحابِ الأطفالِ وذلك لما تحتويهِ جدرانُها من رسوماتٍ إباحيةٍ تُصوِّرُ ممارساتٍ جنسيةٍ خليعةٍ حيث أرجعَ الكثيرونَ سببَ حصولِ الكارثةِ فيها إلى أنها عقابٌ إلهيٌ على أهلِ بومبي المهووسينَ بالجنسِ، كما تمت مقارنتُهم بقومِ لوطٍ وأطلقوا على بومبي اسمَ مدينةِ الزنا.

تشكِّلُ المدينةُ بالنسبةِ لعلماءِ الآثارِ شغفاً  كبيراً  لاستكشافِ جوانبِ الحياةِ في الإمبراطوريةِ الرومانيةِ في القرنِ الأولِ ما بعدَ الميلادِ ومعرفةِ ما حصلَ آنذاكَ، حيثُ أصدرَ الباحثونَ دراسةً أظهرت شدةَ الحرارةِ الناتجةِ عن ثورانِ البركانِ إلى الحدِ الذي تحولت فيهِ جماجمُ الضحايا إلى مادةٍ تشبهُ الزجاجَ فيما تمكنوا من تحديدِ وصولِ درجاتِ الحرارةِ إلى خمسِمئةٍ وعشرينَ درجةٍ مئويةٍ من تحليلِ الخشبِ المتفحّمِ في الموقعِ.

ولأنَ المنازلَ والأشجارَ طُمرت تماماً احتفظت بشكلِها الأصليِ، وقد تمَّ العثورُ على العديدِ من المتاجرِ والمحلاتِ التي مكنّت من التعرفِ على نوعيةِ الحِرَفِ والمهنِ المتداولةِ في ذلكَ الوقت.

فالمدينةُ التي كانت نهراً لا ينضبُ من الفنِ هي اليوم محيطاً لا حدودَ له من آثارٍ وتحفٍ تعكسُ حياةً جميلةً عاشَها أهلُ بومبي قبلَ حوالي ألفيِ عامٍ ولعلَ أسرارَها لم تنتهِ بعد.

فهي فضاءٌ واسعٌ للبحثِ عن الفنِ والجمالِ وتتميزُ بعمرانِها حيثُ كان أغلبُ سكانِها من الأثرياءِ، وشوارعُها مرصوفةٌ بالحجارةِ ويولونَ أهميةً كبرى للمنزلِ الذي يعكسُ بنظرِهم منزلةَ صاحبِه وما وصلَ إليه من ثروةٍ ومكانةٍ لذا فالآثارُ الفنيةُ التي وجدَها المنقّبونَ جاءت كلُها من البيوتِ، وحتى أن المنازلَ سميَت بعد ذلك على اسمِ الجدارياتِ أو التماثيلِ أو أبياتِ الشعرِ التي نُقِشَت عليها كبيتِ العُشاق" (House of The Lovers) الذي اكتسبَ اسمَه من البيتِ الشعريِ المكتوبِ على جدارٍ فيهِ: "العشاق كالنحل، يعيشونَ حياةً حلوةً كالعسل".

ولربما من كتبَ هذا البيتَ لم يكن يخطرُ في بالِه أن حياتَه ستنتهي بهذه الطريقةِ ويختفيَ وجودٌ كاملٌ، وتبقى الجدارانُ تحكي قصةَ من ماتوا في لحظةٍ ثارَ فيها بركان.

اقرأ:

شاهد إصدراتنا: