آرام – عائشة صبري
تفاعل ناشطون محليون مع قصة نجاح الطالب المتفوق في الثانوية العامة، عبد الرحيم منافيخي، الحاصل على مجموع 225 من 240 بالفرع العلمي شمالي سوريا، وذلك لما بذله من جهود جبارة رغم إعاقته وظروفه المعيشية القاسية.
وجاء إصرار "منافيخي" على إكمال دراسته التي انقطعت لمدة خمس سنوات، بعد رسوبه في الشهادة الإعدادية (التاسع) لدورة 2012، رغم حصوله على نتيجة 263 من 290 وكانت مرفقة بجملة "يرجى مراجعة مديرية التربية في حلب"، وذلك بسبب مشاركته في المظاهرات المناهضة لنظام الأسد.
ينحدر الشاب من حي الكلاسة في مدينة حلب مواليد 1998، وهو مولود بانقلاب أحشاء وقلبه يتواجد من جهة اليمين، لكنه لم يؤثر على طفولته التي عاشها بشكل طبيعي، وكان متفوقاً في دراسته وحفظ القرآن في عمر ثماني سنوات.
وفي حديثه لشبكة "آرام" قال "منافيخي": إنَّ "معاناتي بدأت في العام 2015 عندما أصبت بطلق ناري في البطن اخترق العمود الفقري ما تسبَّب بكسر أسفر عن شلل نصفي، ونُقلت على إثرها إلى تركيا لمدة ستة أشهر لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية".
وأضاف: "بعد تهجيرنا من مدينة حلب نهاية العام 2016، سكنا في قرية سلوم غرب حلب وكنتُ أجد صعوبة في كلّ شيء وبات لدي شعور بأنّّي عالة على مجتمعي، فقررت أن أتابع في تحقيق حلمي وهو دراسة الطبّ البشري".
العراقيل وتحقيق الحلم
يشرح "منافيخي" قصته: "بتشجيع من والدي ووالدتي بدأت الدراسة لأحصل على الشهادة الإعدادية، وكانت الدراسة في المنزل وأذهب إلى مدرسة القرية كطالب مستمع، وقدمت الامتحانات (طالب حر) وحققت نتيجة 255 من 280، فاقتربت خطوة من الحلم".
وتابع: "عند دراسة البكالوريا نصحني الأقرباء بدراسة سنة تحضيرية قبل أن أقدّم بشكل رسمي، لأتمكن من الحصول على درجات عالية، وحصلت على منحة دراسية من مدرسة القدس الخاصة في بلدة كفر ناها غرب حلب تشمل التحضيري والبكالوريا، وبعد أن وصلت إلى منتصف العام الدراسي في البكالوريا عام 2020 توقفتُ بسبب هجوم نظام الأسد على المنطقة".
وأردف: "بعد تهجيرنا الجديد إلى مخيمات مشهد روحين شمال إدلب، التهب مكان إصابتي فأجريتُ عملية جراحية في مستشفى بمدينة عفرين، وتقطعت بي السبل حتى أكمل دراستي، إلى أن صوّرني أحد الإعلاميين فرأى التقرير مدير مركز البيروني للمتفوقين الواقع في مدينة الدانا، فتواصل معي وأعطاني منحة شاملة".
وأضاف: "في ثاني يوم دوام لي في المركز انكسرت صفيحة معدنية في ظهري، وبعد أسبوع من الألم ونزيف الجرح وأخذ المسكنات، استطعت أن أعود للدوام في مطلع العام الحالي، فكان أمامي أقل من خمسة أشهر قبل تقديم الامتحان في الشهر السادس من العام الجاري، فحاولت المثابرة عبر دراسة الكتب والملخصات والاستعانة بالأستاذة عبر الهاتف، وبرنامج اليوتيوب".
وحين موعد تقديم الامتحانات، أوضح: "لم أستطع الدراسة في المخيم الإسمنتي المكون من غرفتين ولدي تسعة إخوة، فذهبت إلى منزل أختي الواقع في قرية ترمانين غرب حلب، حيث أفرغت عائلة أختي المنزل لي، وذهبت لمنزل آخر، ودرست وحققت النجاح، وأنتظر تقديم الدورة التكميلية لتحصيل علامات إضافية لأصبح طبيباً، وأشكر د. باسل ترمانيني المؤسس الأول لمركز البيروني للمتفوقين".
يشار إلى أنَّ المتطوع في منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" مرهف إسماعيل سلات، بعث رسالةً، بعد تفوقه في الشهادة الثانوية في الفرع الأدبي وحصوله على المركز الثالث على مستوى محافظة إدلب رغم تعرضه لإصابة أدت إلى بتر قدمه.
وكانت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، أعلنت مساء الخميس الفائت، عن أسماء الطلاب المتفوقين في الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في مناطق الشمال السوري المحرر، وبلغت نسبة النجاح في الثانوية العامة 50.9 في المئة للفرع العلمي، وفي الفرع الأدبي بلغت 37.2 في المئة.
اقرأ أيضاً:
- نظام الأسد يتلقى شروطاً جديدة لدخول صادراته الزراعية إلى السعودية
- بعد عام من تفجير مرفأ بيروت .. لبنان ينتظر العدالة الغائبة
- بالخريطة .. توزع السيطرة في درعا ومصير أسرى نظام الأسد
- "حزب الله" يفتعل معركة أثناء تشييع قيادي له في لبنان .. وهذه التفاصيل