كان يأمل الطفل عبد المحسن الحمادي الذي لم يتجاوز العام الأول من عمره، بحياة أقل صخباً، أقل خوفاً، لكنها الأمنيات التي لا يمكن أن تتحقق في محافظة إدلب شمالي سوريا، حيث القصف والدمار والموت يلاحق الأهالي من مكان إلى آخر وكأنه السيل الجارف، لا يبقى ولا يذر.
وقالت منظمة الدفاع المدني في إدلب على موقعها الرسمي، الأحد، إن الطفل عبد المحسن أصيب في غارة جوية لطائرة روسية على منزله في قرية بليون بجبل الزاوية جنوب إدلب.
وبينت أن الطفل فقد والده محمد وإخوته بلال (8 سنوات) وحسن (10 سنوات) فيما جرحت أخته الكبرى آية (13 سنة) وتم تحويلها إلى المشافي التركية لصعوبة حالتها الصحية.
في بليون حيث أصيب عبد المحسن، وبتاريخ السبت 7 كانون الأول/ ديسمبر 2019، وقعت مجزرة بحق المدنيين في سوق القرية المكتظ بالباعة والأهالي وعابري الطريق، كما دُمرت الغارة الروسية المكان بالكامل من محلات تجارية ومنازل سكنية.
وفي المشفى، يُحاول عبد المحسن التغلب على آلامه والشظايا التي ملأت جسده الصغير المنهك، ليفتح عينيه على أحد عناصر الدفاع المدني الذي نقله إلى المشفى، يبكيه هذا العنصر وحيداً، فلا أهل له بعد أن خسرهم بين شهيد وجريح ومكلوم.
في مجزرة بليون استشهد تسعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال اثنين منهم هم إخوة عبد المحسن، وأصيب 13 آخرون بينهم أطفال أطفال وأخته آية منهم، لكنه لا يدرك بعد ماذا حصل.
عبد المحسن واحد من 37 طفلاً أصيبوا فيما استشهد 13 آخرون خلال الأسبوع الأول من شهر كانون الأول الحالي بقصفٍ حربي روسي أو مروحي تابع لنظام الأسد، في انتهاك صارخ للقيم الإنسانية والقوانين الدولية؛ حيث تُقصف المدن والبلدات بطريقة عشوائية دون تمييز بين طفل أو رجل أو شيخ أو امرأة.