أحمد الحربي جواد - كاتب وصحفي
يجب أن نقرأ بصورة صحيحة عبر التاريخ من خلال تلك التجارب المريرة، أن الحرب والدمار هو النتيجة الحتمية لبروز اللادولة على حساب الدولة والمواطن، هذه الصراعات الناتجة من النظرة الضيقة وتغليب مصلحة المجموعة على المصلحة العامة تؤدي وبشكل مباشر أو غير مباشر إلى تفكيك النسيج المجتمعي للدولة والشعب.
عدت الدولة هرم إداري (متمثل بحكومته)، بأجهزتها التنفيذية وسلطات تشريعية وقضائية مستند على جملة قوانين ضمن رقعة جغرافية ذات حدود معترف بها دوليا وشعب وسيادة، وتعمل على تنظيم الإجراءات السياسية والأمنية والاقتصادية لتلك المجموعة لتقديم أفضل متطلبات المعيشة.
واجبات الدولة ومسؤولياتها، ذات علاقة مشتركة بين الحكومة والمواطن، تقدم الحكومة الأمن والأمان للموطن من خلال مؤسساتها الأمنية والعيش الكريم من خلال سياستها ومؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية... حسب إمكانياتها وقدراتها.
يتم إدارة تلك المؤسسات عبر أشخاص يختارون عبر آلية الانتخاب، وبشكل متفق عليه بين المواطن والحكومة بما يعرف بالعقد الاجتماعي.
وتعد كرامة المواطن وسيادة تلك الدولة من أكبر التحديات التي تواجهها معظم الدول بالرغم من بساطة طرحها في الإطار التقليدي المتعارف عليه.
تعرف اللادولة بسهولة أنها تلك القوى التي استغلت ضعف الدولة، وسيطرت على بعض المفاصل لاسيما الأمور المتعلقة بالأمن والسياسة والاقتصاد وبما لا يتلاءم أو يضر المواطن بشكل أو آخر، بحثا عن مصالح شخصية أو لاعتبارات أخرى دون النظر للمصلحة العامة.
وتعتبر الدولة العميقة اللاعب الخفي الذي يقوم بإدارة الدولة من وراء الستار، لتمثل سلطته الخفية، مسيطرة على كافة مفاصل الدولة كبيرها وصغيرها، وتعمل الدولة الخفية مع المصلحة العامة أو ضدها حسب أيديولوجيتها الخاصة، حتى في الدول العظمى مستمدة قوتها من قدراتها على العمل بشكل عميق لا يلفت الأنظار إليه.
الفوضى واللادولة:
ولدت صراعات الشخصيات السياسية والاقتصادية المتنفذة، فاقدة القيم والمبادئ ولا توجد لديها أي خطوط حمراء، تصبح هذه اللادولة نقمة على المواطن والمصلحة العامة ويأخذ تأثير ذلك الصراع على مفاصل الدولة بشكل كامل، وتؤدي عرقلة عجلة النمو وتوقفها وصولا إلى صراعات دموية وحروب داخلية، تفكك هذه الدولة كما حدث في الحرب الأهلية الإسبانية والدكتاتور(فرانكو1939-1975) فترة حكمه بعد الحرب، او تلك الحروب والثورات التي اندلعت في جمهوريات الموز (أمريكا الجنوبية)، وما سببته من دمار تلك الدول.
إذا يمكننا تصنيف اللادولة بالعدو الأول لوجود الدولة بمقوماتها الأساسية ... بالتالي يجب أن ندق ناقوس الخطر.
اقرأ:
- دراسة: لاجئو سوريا يلعبون دورًا إيجابيًا في دول شمال أوروبا
- الجيش التركي يحيد 35 عنصرا من "قسد" شمال سوريا
- صحيفة بريطانية: لماذا لا يزال بشار الأسد في السلطة؟
- توجيه البوصلة العربية في الذكرى العاشرة للثورة السورية
شاهد إصدراتنا: