الثلاثاء 23 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

حلب .. المدينة التي لطالما كرهها بشار الأسد

23 اغسطس 2021، 04:24 م
حلب .. المدينة التي لطالما كرهها بشار الأسد

مصطفى الأحمد

إعلامي سوري

23 اغسطس 2021 . الساعة 04:24 م

يمكن الملاحظة أن مدينة حلب هي آخر من ثار على النظام في سوريا ، وهي أكثر مدينة تعرضت للدمار على يده ، وبصورة انتقامية، لم يكن الهدف منها إخماد ثورتها ، وإنما تدمير كل معالمها المميزة ، التاريخية والصناعية والتجارية والاجتماعية .

كما أن حلب أكثر مدينة تعرض سكانها للتهجير الداخلي والخارجي، بنسبة تزيد عن الـ 70 بالمئة، وأغلبهم لم يسمح لهم بالعودة، رغم سيطرة النظام عليها منذ أكثر من سنتين، وعودة الهدوء والاستقرار إليها ، بمساعدة القوات الروسية التي تدير الأمن في المدينة .

 وحلب هي المدينة الوحيدة التي سمح النظام بنهب مصانعها وتدميرها وبيعها ، ولم يقم بأي جهد لتوفير الحماية لها، بل يعتقد الكثيرون بأن أدواته ورجالاته هم من قاموا وبشكل مقصود، بهذه الأعمال التخريبية بحق الصناعة الحلبية. بينما لم يحدث نفس الشيء في باقي المدن التي ثارت على النظام مثل المدينة الصناعة في حمص والمدينة الصناعية في دمشق ، فهما لم تتعرضان لأي أذى ولم تتعرض المنشآت الموجودة فيهما، للنهب والتخريب، على الرغم من أن الأعمال القتالية كانت تجري بالقرب منهما .

وأخيرا، حلب هي أكثر مدينة رحل عنها أثرياؤها ورجالات أعمالها، ويعتقد الكثيرون أن أكثر من 90 بالمئة من الصناعيين الحلبيين، انتقلوا بأعمالهم بشكل نهائي إما إلى تركيا أو إلى مصر أو السودان وغيرها من الدول. ولم يتبق اليوم في حلب، من بين آلاف المعامل والمنشآت والورش، سوى بضعة مصانع، لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، أغلبها متوقف عن العمل .

ويرى الكثير من المحللين السياسيين ، أن روسيا أدركت بشكل مبكر نوايا بشار الأسد ونظامه، برغبته بتدمير حلب، صناعيا وعمرانيا وسكانيا، لهذا كانت أول مدينة تعيد السيطرة عليها، بداية العام 2016 ، كما أنها المدينة الوحيدة التي تدار من قبل روسيا، ولا يسمح لبشار الأسد بزيارتها، أو لقواته بلعب دور كبير فيها .

كما يرون أن تدمير حلب ومدينة الموصل ، كان مخططا له دوليا، باعتبارهما أهم مدينتين سنيتين في سوريا والعراق .. ففي حين قامت قوات التحالف الدولي بتدمير الموصل، فإن بشار الأسد تعهد لوحده بتدمير حلب وتهجير سكانها .

والبعض الآخر، يتحدث عن سبب الحقد الأسدي على مدينة حلب، بأنه يعود إلى الدولة الحمدانية التي امتدت إلى الموصل ، والتي كانت الدولة العلوية الوحيدة في التاريخ، ثم سقطت على يد الفاطميين .

فعلى ما يبدو أن بشار الأسد وطائفته، لا يزالون ينظرون إلى الحلبيين على أنهم وافدين، وقد سرقوا منهم دولتهم التاريخية ، التي يجب أن تعود إليهم .

ومهما يكن من شأن هذه التفسيرات التي تتحدث عن سبب الحقد الأسدي على مدينة حلب، لكن هذا لا ينفي أننا اليوم أمام واقع لا مفر منه، بأن الصراع الدولي على سوريا، إذا كان حقيقيا، فإن حصة حلب من هذا الصراع، تتجاوز النصف، إن لم يكن أكثر .

اقرأ:

شاهد إصدراتنا: