الإثنين 08 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

خواطر على دفتر زائر للثورة السورية

27 اغسطس 2021، 11:06 ص

تتعدد الصور التي عاشتها وتصنعها الثورة السورية، والتي حققت أرقاماً قياسية في صنع التقارير التلفزيونية واللقاءات الصحفية، لمواقف وحقائق حققت خصوصية للثورة السورية، ليس لها مثيل سابقاً ولاحقاً في جميع كتب ودفاتر الثورات ...

في الشمال حيث لازالت الثورة تعيش- كما تعيش داخل كل سوري حر – تعيش الثورة في الشمال صباحاتٍ وكأن حرباً لم تقع، وكأن ناراً لم تأكل هنا ما تبقى من الأخضر قبل اليابس ...

مع الصباح مع كل صباح ولشدة الرغبة بالحياة، نشعر بأن الأسواق هي من ترتادنا وتزورنا، وكذلك المدارس والجامعات، وبأن الحياة هي من يرغب بنا لا نحن من نرغب بها...

مع كل صباح تتجدد الحياة وتصحو عيون الأطفال، على موعد جديد، ونهار جديد، بألعاب تغمرها البساطة والفقر، وطفولة تتجدد فيها الضحكات بعيداً عن نزاعات الكبار وأطماعهم، هم لا يعرفون شيئاً عن السياسة لكن عيونهم تملّكت جيداً إرادة الحياة.

عشر سنوات بأعراف الحروب والأزمات، كفيلة بأن تنهي الإرادة والحياة، وتصنع من الثائر يائساً ومن الحياة مأساة...

لكن في الشمال شمال سوريا، وصل الأمر أن تحوّل القذيفة بعد سقوطها مزهرية، وكذلك صاروخ لم ينفجر يمكن أن يصير ببراعة مدفأة، وانقطاع الكهرباء بات مسرحاً للإبداع والاختراع، ولن ننسى كيف جعل أبٌ أصوات الطيران والقذائف، مؤثرات صوتية للعبة يُضحك بها طفلته.

قد وصل السوري في ثورته إلى مرحلة ترويض الحرب والدمار، فصارت جزءاً من يومياته وروتينها الطبيعي، فما عادت تشكل عائقاً لحياته، و ما عادت تسلبه سعادته البسيطة، فلم تعد هذه الحرب على طولها ومرارها كابوساً يلاحق وجوده وحياته، ولا يعنيه أبداً أنه لربما سيموت بعد قليل، فيمضي في حياته مستمتعاً دون أن تخطر على باله خاطرة الموت، كالسائق يدرك أنه في أي لحظة قد يتعرض لحادث يفقده جزءاً من حياته أو حياته كلها، لكن ذلك لا يمنعه من متابعة مشوراه، مستمتعاً بكل ما يمكن أن يمنحه سعادة، ولا يثنيه للحظة عن ممارسة القيادة وفرحة الرياح في الطرقات كل يوم.

في كل الحروب هناك صناعة للموت، إلا سوريا، ومع كل شمس من صباحات الشمال، هناك صناعة للحياة، وترويضاً للموت، وقهراً للدمار والغبار، ولسان حال الناس يقول: " إن فشلنا حتى الآن في إسقاط النظام، فلن يستطيع هو إسقاط الحياة من حيات".

اقرأ:

شاهد إصدراتنا: