آرام – عائشة صبري

تفوّق في شهادة التعليم الأساسي "التاسع" لدورة العام 2021، في مديرية التربية والتعليم بمحافظة إدلب شمالي سوريا، 21 طالبة، وطالبان اثنان عبر حصولهم على العلامة التامة 280 درجة، ولكلّ متفوّق قصة نجاح وتهجير ومعاناة في ظلّ الظروف التي تعيشها المناطق السورية.

وأقامت مديرية التربية في 22 الشهر الجاري حفلاً لتكريم المتفوقين في الشهادات الثانوية والتاسع، سبقها في 12 الشهر ذاته، حفل تكريم الطلاب المتفوقين في إدلب برعاية "فريق الاستجابة الطارئة"، وتكريم الطلاب المتفوقين المكفوفين بإدلب برعاية منظمة "كود ديز".

ومن بين المتفوّقين في شهادة التعليم الأساسي التقت شبكة "آرام" مع الطالبة آلاء محمد قعويرة (مواليد 2006) المهجّرة من مدينة حلب منذ نهاية العام 2016، وتقيم في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، لافتة إلى أنَّها بدأت مرحلة الصف التاسع في مطلع أيار/مايو 2020.

وتحدثت "آلاء" عن تفاوت المستويات في الصف بمعهد "المنصور" في مدينة الدانا، عند بداية العام الدراسي، وذلك ناجم عن تهجير الطلاب ونزوحهم، ومع ذلك استطاع الأساتذة توحيد المستويات بعد شهر من دروس المراجعة، وأصبحت الدروس في الشهر السادس من العام الماضي بشكل منتظم ويومي ما عدا يوم الجمعة، وبعدها أصبحت العطلة يومين في الأسبوع.

سرّ التفوّق

وعن سرّ تفوّقها أوضحت أنَّها كانت تحفظ الدروس بشكل يومي مع الحرص على عدم تأجيل دروس اليوم إلى الغد، مضيفة: "لم يكن لدي برنامجاً معيناً أتبعه بشكل نظامي في الدراسة، وكن المهم عندي أن أدرس أول بأول مع الأساتذة، وأترك يوماً أراجع فيه المواد التي لديّ ضعف فيها".

وأشارت "قعويرة" إلى اتباع أساتذة المعهد أسلوب المذاكرات والتسميع الشفهي بشكل شبه يومي وإلزامي في كافة المواد، فعدم التساهل ساعدنا أكثر على تثبيت المعلومات، وكان الأساتذة يتميّزون بصفة مهمة هي عدم التفريق واتباع المساواة بين جميع الطلاب، إضافة إلى عدم التسرع بإنهاء المنهاج الدراسي، فمتابعة الدروس يومياً مع الأساتذة يعدّ كافياً للحصول على نتيجة مرضية.

ولم تخلُ أيام الدراسة من التعب والصعوبات في بعض المواد، إذ نوّهت الطالبة إلى ضعفها في مادة اللغة العربية ومع المتابعة تمكنت من تجاوز الصعوبات، قائلة: "كنت أتعب على كل مادة وأعطيها حقها من الدراسة، وعند تقديمي المذاكرات وحصولي على العلامة التامة كانت دافعاً لي لأتعب أكثر على بقية المواد".

وأضافت: "ما شجعني أكثر هو وجود الحماس والمنافسة بيني وبين أصدقائي في الصف، وهذا يزيدني إصراراً وعزيمة، مع ثقة الأساتذة بي وقولهم لي: أنت مرشحة لنيل المجموع التام، وهذا دفعني أكثر لدراستي بدون ملل، وشعور الخوف أحياناً له حيز بالتفوق كونه يجعلني أدرس بجد".

كيفية الامتحانات

بالنسبة لأجواء الامتحان، أوضحت "قعويرة" أنَّه "كان لها رهبة وخاصة أول مادة، وأسئلة الامتحان تخللها أخطاء بطرحها، مثل امتحان العلوم كان السؤال الأول من نسخة كتاب قديمة، فحاولتُ فهمه حتى استطعت حل السؤال وكنت متخوفة من عدم صحة الإجابة، وكانت الرسمة بالعلوم غير واضحة نهائياً ومشتتة لعقول الطلاب".

وأردفت: أنَّ "امتحان الفيزياء تم فيه طرح سؤال عن العمل بإحدى المسائل وبشكل عام لم يكن لدينا درساً وافياً عنه، أي كان سؤالاً ثانوياً ومتطرفاً جداً لكنّي اجتزته بفضل الآنسة التي أوضحته في وقت الإعطاء، وامتحان العربي يتضمن أسئلة استنتاجية من خارج الكتاب تعتمد على فهم الطالب".

أمّا باقي المواد فلم يكن فيها أخطاء أو صعوبات، وبالنسبة للنتائج فقد شهدت تأخراً كبيراً في الوقت وعند ظهور النتيجة عاش البعض على أعصابهم بسبب ضعف التقنية عند مديرية التربية في رابط النتائج، حسب الطالبة.

وفي ختام حديثها، لفتت "قعويرة" إلى وجود أخطاء بالنتائج، حيث توقع طلاب متميزون حصولهم على علامات أعلى من التي حصلوا عليها، وما يدلّ على الأخطاء الموجودة بالتصحيح هي اختلاف المواليد لبعض الطلاب بشكل كبير، أي هناك مشاكل بإدخال البيانات.

يذكر أنَّ الأوائل بالتعليم الأساسي "التاسع" الذين حصلوا على المجموع التام هم: "عدنان رشاد أحمد  حاج قدور، عبد الله أحمد المواس، آلاء  محمد قعويرة، رغد شعبان عبود، رند وائل غفير، لمى عمر رسلان، لجين  محجوب عطا الله، رهام عبد الرحمن المرعي، ثريا عبد المطلب عوينات، تسنيم أحمد  حلاب، تسنيم عبد السلام الباشا، ريم إبراهيم  برغش، سنا مصطفى باجان، مروة إسماعيل الصادق، رقية سعد الشيخ، أمل عبد الحكيم شعشاعة، شهد يونس الموسى، أمامة مصطفى الكناكري، شهد  عثمان عثمان، خديجة سامر عبيد عبد الله، ميس محمود الخطيب، لين سمير شمة، لانا سمير حربا".

وبدأ طلاب الشهادتين في مديرية التربية والتعليم في إدلب في 18 الشهر الجاري، بتقديم امتحان الدورة التكميلية 2021، إذ بلغ عدد المتقدمين للدروة التكميلية: 5511 مادة للفرع العلمي، 1823 مادة للفرع الأدبي، 4794 مادة لشهادة التعليم الأساسي (التاسع).

وفي 29 الشهر الماضي، أعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، عن أسماء المتفوقين في الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في الشمال السوري، بينهم المتطوع في منظمة الدفاع المدني السوري مرهف إسماعيل سلات رغم بتر قدمه بإصابة سابقة.

وتفاعل ناشطون محليون مع قصة نجاح الطالب المتفوق في الثانوية العامة، عبد الرحيم منافيخي، الحاصل على مجموع 225 من 240 بالفرع العلمي شمالي سوريا، وذلك لما بذله من جهود جبارة رغم إعاقته وظروفه المعيشية القاسية.

اقرأ أيضاً:

• بعد القيادي بالمعارضة .. سفارة نظام الأسد في لبنان تعتقل شباناً من درعا
• "هلموا لإغاثتهم 5" .. مساعدات من إسطنبول إلى أهالي الشمال السوري
• إعلان الحرب والنفير العام في محافظة درعا
• "قسد" تقصف مارع وقرى شمال حلب وتشتبك مع الجيش الوطني

شاهد إصداراتنا