سلطت وكالة "الأناضول" التركية في تقرير لها، الضوء على ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على نحو ثلث مساحة سوريا بدعم من الولايات المتحدة، وتستهدف المناطق المحررة شمالي سوريا.

وقالت الوكالة، إن ميليشيا "قسد" تستخدم في استهدافها لمدن أعزاز ومارع والباب وجرابلس وعفرين وتل أبيض ورأس العين أسلحة أمريكية وروسية، كالصواريخ وقاذفات الهاون وصاروخ تاو المضاد للدروع وراجمات الصواريخ، وغيرها من الأسلحة ذات المنشأ الروسي والأمريكي.

وتعد مدينة تل رفعت الخاضعة لسيطرة "قسد" التي تبعد نحو 18 كلم عن الحدود التركية، واحدة من أكثر المناطق التي تستخدمها الميليشيا لاستهداف المساحات التي حررها الجيش الوطني بدعم من تركيا.

وسيطرت "قسد" على مدينة تل رفعت بدعم جوي روسي في عام 2016، وتتخذها حالياً منطلقاً للهجمات على الجيش الوطني السوري، وقوات الأمن التركية في منطقتي درع الفرات و غصن الزيتون.

ونقلت الوكالة عن مصادر في الجيش الوطني، أن الأسلحة الثقيلة لميليشيا "قسد" تتركز في قرى الطعانة وأم حوش و حربل وشيخ عيسى ومنغ وعين دقنة وكفركاشر ومرعناز ومياسة في ريف مدينة تل رفعت.

وأشارت المصادر إلى أن سيطرة "قسد" على مدينة تل رفعت في عام 2016 تسبب بنزوح نحو 250 ألفاً من سكانها إلى المخيمات المحاذية للحدود مع تركيا.

وبعد مدينة تل رفعت تأتي مدينة منبح التي تبعد 30 كيلو متر عن الحدود السورية التركية، ومدينة عين العرب (كوباني) على الحدود التركية، كمنطلقين آخرين لاستهداف المنطقة المحررة.

وأوضحت المصادر أن عناصر "قسد" يستهدفون مدينة جرابلس ومحيطها انطلاقاً من مدينة عين العرب، وقرى زور مغار وجب فرج و الشيوخ الفوقاني والشيوخ التحتاني ومن محيط نهر الساجور في منبج.

ولم تسلم مدينتي تل أبيض ورأس العين من استهداف "قسد"، فمنذ تحرير المدينتين ضمن عملية "نبع السلام" في عام 2019 لم تتوقف "ٌقسد" عن استهدافهما.

ولفتت إلى أن "قسد" تقوم بإرسال سيارات مفخخة للمنطقة المحررة، في استهداف مباشر للمدنيين، كما تقوم باستهداف عناصر الجيش الوطني على خطوط التماس.

وتسببت هجمات "قسد" على المناطق المذكورة منذ عام 2016 بمقتل مئات المدنيين وإلحاق أضرار كبير في المدراس والمشافي.

وبينت المصادر أن "قسد" بهجماتها هذه تهدف إلى منع عودة النازحين واللاجئين إلى أراضيهم بعد تحريرها.

وقتل عنصران من الشرطة التركية الخاصة في 10 من الشهر الجاري بعد استهداف موكبهما بصواريخ حرارية مضادة للدروع على الطريق بين مدينتي أعزاز ومارع، حيث أثبتت التحقيقات انطلاق الصواريخ من مدينة تل رفعت.

والاثنين، استهدفت "قسد" مدينة قارقاميش التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا بالصواريخ انطلاقاً من قرية جب فرج بريف مدينة عين العرب.

ولم تف روسيا بالاتفاق الذي توصلت إليه مع تركيا خلال عملية "نبع السلام" عام 2019، حيث نص الاتفاق على انسحاب "قسد" وكافة عناصرها من تل رفعت ومنبج.

اقرأ أيضاً: تصريحات أمريكية جديدة بعد إعلان أردوغان الحرب شمالي سوريا

كما لم تلتزم روسيا بتعهدها بسحب عناصر الميليشيا من طريق M4 ومن مسافة 30 كلم من الحدود السورية التركية التي لم تشملها عملية نبع السلام.

بالمقابل، لم تلتزم الولايات المتحدة بتعهد نائب الرئيس الأمريكي آنذاك (خلال عملية نبع السلام) مايك بنس بسحب عناصر "قسد" مسافة 32 كلم من الحدود السورية التركية، حيث تمركزت القوات الروسية في المناطق التي انسحبت منها واشنطن.

شاهد إصداراتنا: