الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.77 ليرة تركية / يورو
40.65 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.90 ليرة تركية / ريال قطري
8.64 ليرة تركية / الريال السعودي
32.40 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.77
جنيه إسترليني 40.65
ريال قطري 8.90
الريال السعودي 8.64
دولار أمريكي 32.40

نسويّةٌ وقِحةٌ وذكوريّةٌ قبيحة

20 أكتوبر 2021، 09:50 ص
نسويّةٌ وقِحةٌ وذكوريّةٌ قبيحة

أنس الدغيم

شاعر وكاتب سوري

20 أكتوبر 2021 . الساعة 09:50 ص

500 منشور للطّعن في هذه المبادرة

و1000 منشور لشتمِ القائمين عليها

و50000 منشور للتهكّم والسّخرية.

لو اجتمع عُشرُ هذه الأقلام المهزوزة على كتابة حلول لمشاكل مئات الأرامل في المخيّمات وغير المخيّمات لكان خيراً لها ولنا و لكثير من مشاكلنا الاجتماعيّة.

ولو قام كل من كتب منشوراً بدفع دولار واحد بدل منشوره الذي لا يقدّم ولا يؤخِّر، لساهمنا في تزويج عشرات الشباب وسترنا عشرات العائلات ولكفَينا مئات الأرامل بإذن الله.

ولكن أن تتحوّل هذه المبادرة إلى مادّة للتّنمّر من قِبَل الكثير من النساء (المكتفيات) واللواتي لم يجرّبن الترمّل ولا عرفن ما معنى أن تكون هناك أرملةٌ تسعى على أولادها دونَ رجلٍ مُعيل في هذه الزمن.

ولم تضق الأرضُ على إحداهنّ بما رحبت لأنّ ابنتَها مطلَّقةٌ أو استشهد زوجها، فهي تسعى إلى تزويجها من رجلٍ ولو كانت هي المرأة الرابعة.

بل وتزاود عليك بعض النساء بتجاهل بشريّتها وتقول لك: اكفوها مادّيّاً إن كنتم صادقين، وكأنّ الكفايةَ تكون بالمال فقط. (ما بدنا نحكي)

قرأت في كثيرٍ من المنشورات وردود الأفعال: نسويّةً وقِحةً أو ذكوريّةً قبيحةً

وكلاهما تتجاهلان هموم شريحةٍ عريضةٍ من مجتمعنا الذي لم تعد مشاكله خافيةً على أحد.

نسويّةٌ وقحةٌ ترى في النظام الأبويّ وتكوين أسرةٍ جديدةٍ تهديداً لسخافاتها المقزّزة.

وذكوريّةٌ قبيحة لا تهتمّ لأمر امرأةٍ فقدت ركنَ بيتها ورجلَها الذي كان عمادَ حياتها.

والأسوأ من ذلك: أن يستحضروا لك فتاوى لا تقرأ الواقع ولا قرأته

ويتخمون الصفحات بشروط التعدّد، وكأنّنا نعيش في مجتمعٍ مثاليّ والخيارات المتوفّرة سيلٌ متلاطم.

فياحضرتَكِ: عندما تترمّل إحدى بناتك، لا تزوّجيها إلا لشابٍّ وسيم يمتطي حصاناً أبيض ينزلُ عليكِ من بين الغيم.

ويا حضرتَكَ: عندما تترمّل إحدى بناتك وتعيش عندك مع أولادها

فقل لمن يطلبها للزواج على سنّةِ الله ورسوله:

اشترِ لابنتي ماكينةَ خياطة واكفِها وجزاك الله خيراً.

أكثر الذين ناقشوا الأمر أو طعنوا أو شتموا، لم يعرفوا أنّ هناك أكثر من 100 ألفِ أرملة بولَدٍ وغير ولد، ومن مختلفِ الأعمار، بل وأكثرهنّ نساءٌ شابّات لن يكتفين بمصروفٍ شهريٍّ ولا بسلّة إغاثة، ولكن هناك بشريّةٌ وغريزةٌ تحتاج الكفاية أيّها الملتفّون على بشريّتكم !!!

وبكلِّ عينٍ وقحةٍ وصفاقة يأتي أحدُهم ليكتب: جهادُ نكاحٍ بصورةٍ جديدة !

يعني عادي جدّاً أن ندفع بالأرملةِ إلى ارتكاب الخطيئة ولا تتزوّج متزوّج.

وعادي جدّاً أن نجعلَ من المتزوّج زيرَ نساءٍ ولا يسترَ على نفسه وعلى امرأةٍ أُخرى بالحلال.

ثمّ يبدؤون بسرد مشاكل الزواج الثاني والثالث، فيضعون ألفَ عصا في دولابِ العربةِ قبل أن تنطلق، ليس لشيءٍ إلا لأنها ستمشي على عظامهم وقد أوكِلَت لكثيرٍ منهم مهمّةٌ ومهامّ ليس هناك مكانُ سردِها.

ثمّ لا يفترضون إلّا أنّ استغلالَ حاجةِ الأرملةِ هو سيّد الموقف في هذه الحالة، مع أنّه قد تتكوّن أسرةٌ جديدةٌ قائمةٌ على الحُبِّ والإعفافِ والمودّة والرّحمة ويكونُ منها الأولادُ الناجحون والعاملون.

قُلْ لكلِّ المنظِّرين: عندنا مشكلة 100 ألف أرملة ويزيد، نريد حلّاً لها.

سيقفون عاجزين ويضربون أخماساً بأسداس، وينسحبون من أمامك كالأرانب، ليذهبوا إلى حساباتهم ويتابعوا إنجازَ مهمّةِ الهدم.

والله لا أجد أعظم من منهاج الله عزّ وجلّ وقد رسمه لنا في القرآن

وإنّ أيّ انحرافٍ عنه هو انحرافٌ عن البشريّةِ والفطرةِ السليمةِ قبلَ ذلك.

اقرأ أيضاً:

شاهد إصدراتنا: