الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

قصة مؤثرة لمعتقل أمريكي وآخر بريطاني في سجون نظام الأسد

01 يناير 2022، 03:37 م
معتقلات نظام الأسد
معتقلات نظام الأسد

كشفت الإذاعة العامة الأمريكية "أن بي آر"، تفاصيل قصة مؤثرة لمقتل أمريكي وآخر بريطاني لأكثر من 3 سنوات بسجون نظام الأسد في سوريا.

وكان نظام الأسد يعتقل الأمريكي كيفن داوز منذ عام 2012، وينكر ذلك، وكشف وجوده في السجن عبر السجين البريطاني جراح العظام عباس خان، الذي أشار إلى أن الأمريكي معتقل بالفعل في سوريا.

وأفرج عن داوز بعد تدخل روسي عام 2016 لدى نظام الأسد، وقدمت واشنطن الشكر لموسكو على ذلك، لكن الأخيرة وبخت الأمريكي وقالت إنه دخل سوريا بطريقة غير شرعية، وحذرته من العودة وقالت: "نأمل ألا يضع نفسه في موقف مماثل مرة أخرى".

وقال داوز للإذاعة؛ إنه كان بلا مأوى على مدى السنوات الثلاث الماضية، ويعاني من الآثار الجسدية والعقلية للتعذيب المروع، الذي تعرض له في سجون سوريا.

وأضاف "أعاني من تلف دائم في الأعصاب في قدم واحدة على الأقل وفي معصمي، لا أعرف، لكن كل شيء يبدو أصعب".

وأوضحت الإذاعة أنه التقى بعباس خان، الذي قتل في سجون النظام عام 2012، في مركز تابع للمخابرات العسكرية يعرف باسم الفرع 235 أو "فرع فلسطين"، الذي يعرفه السوريون بأنه واحد من أسوأ مراكز الاعتقال، وقتل فيه الكثيرون.

وأشارت إلى أن زنزانتيهما كانتا متجاورتين تحت الأرض، ولا يوجد ضوء نهار. كان يسمع فقط معاملة خان بوحشية. يقول: "كانوا يرشونه بالماء الساخن ويضربونه".

في عام 2011، قالت الإذاعة: "انجذب الرجلان إلى إلحاح موجة الربيع العربي من الاحتجاجات والانتفاضات ضد الحكام المستبدين، التي اجتاحت الشرق الأوسط، وأراد خان "إحداث فرق"، وفقا لما قالته شقيقته سارة، من منزلها في لندن." 

وأضافت سارة: "لقد خرج في آب/ أغسطس 2012 للعمل في المستشفيات الميدانية على الحدود التركية، لقد كان متحمساً للغاية".

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2012، عبر إلى شمال غرب سوريا، حاملاً خوذة وسترة واقية من الرصاص وإمدادات طبية، وأملاً لا أساس له أن حظه سيجعله يقوم بعمل لافت.

وبعد فترة وجيزة، تم القبض عليه من قبل الموالين لنظام الأسد عند أحد الحواجز. 

وقال إنه كان مقيّد الرأس واليدين ونُقل بسرعة إلى سجن في العاصمة السورية، حيث كانت استجواباته مستمرة وقاسية.

وكان مستجوبوه يقولون له؛ إنه تابع لوكالة المخابرات المركزية، يقول داوز قبل أن يضيف: "كانوا يصيحون ويضربوني"، ثم كشف أنه سمع نفس المعاملة عندما وصل خان إلى الزنزانة المجاورة له.

ونشأت بين الاثنين علاقة صداقة وثيقة، رغم أنه لم يكن باستطاعتهما إلا الهمس في الظلام.

وقال داوز؛ إنهما انهمكا في عقد اتفاق بينهما مفاده: "من يخرج أولا، يتحدث عن الشخص الذي ترك وراءه".

وأضاف: "كما ترى، كان السوريون يخفون حقيقة أنهم كانوا يحتجزونني".

عندما حصل خان على الفرصة الأولى ليخبر العالم الخارجي عن كيفن داوز، فعل ذلك، وهو أمر يسر داوز كثيرا وفق موقع إذاعة "آن بي آر".

أوفى عباس خان على عهده، إذ أخبر عائلته التي نجحت في الاتصال به عن الأسير الأمريكي في الزنزانة المجاورة، وحث على تنبيه المسؤولين الأمريكيين حول ذلك.

وقالت شقيقته سارة: "تلقينا مكالمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد ذلك بوقت قصير وأخبرناهم بما نعرفه".

ومباشرة بعد أن افتضح أمر اعتقاله، تحسنت معاملة داوز في السجن، وتوقفت جلسات التعذيب اليومية، وفق ما ذكره موقع الإذاعة الأمريكية.

وقال داوز: "لقد وضعوني في زنزانة مضاءة على عكس الزنزانة السوداء المليئة بالقمل التي كنت محتجزا فيها حتى ذلك الحين" ثم تابع: "أنا مدين لعباس بالكثير".

في المقابل، ازدادت معاملة السجانين التابعين لنظام الأسد لخان سوءاً، حيث تروي شقيقته سارة أن والدته دُعيت إلى دمشق في كانون الأول/ديسمبر 2013. 

وأسرّ الأم ذلك الخبر، حيث اعتقدت أنه سيتم إطلاق سراح ابنها في النهاية، قبل أن يخرج عليها ضابط سوري ويقول لها: "أريد أن أقدم لك تعازي".

اقرأ أيضاً: حريق ضخم يخرج أكبر مصافي الغاز في إيران عن الخدمة

وزعم مسؤولو حكومة الأسد أن خان كان مكتئبا وشنق نفسه، وهو أمر لا يصدقه داوز، الذي يقول: "في هذه الزنازين، لم تكن هناك أي طريقة لشنق نفسك، ولا حتى أي شيء لتشنق نفسك عليه"، ثم تابع: "لم يكن لديه سبب للانتحار، كان ذاهبا إلى المنزل".

وتم إرسال جثة خان إلى لبنان ثم شحنت في النهاية إلى بريطانيا. 

وفي تشرين أول/ أكتوبر 2014، عقب تحقيق بريطاني رسمي، وفقا لتقارير إخبارية بريطانية، قالت هيئة محلفين؛ إنه لا يمكن التأكد من السبب الطبي للوفاة، لكنها خلصت إلى أن "الدكتور خان قُتل عمدا دون أي مبرر قانوني".

شاهد إصداراتنا: