الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.70 ليرة تركية / يورو
40.57 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.38 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.70
جنيه إسترليني 40.57
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.38
...

1984

19 ديسمبر 2019، 10:41 ص

جاء في رواية 1984م لجورج أورويل هذه العبارة: (ولعلّ المرء لا يهمّه أن يحبّه النّاس بقدر ما يهمّه أن يفهموه).

وهذه العبارة بمثابة تراجيديا يعيشُها السّوريّ الثائر مع كلِّ خبرٍ مزعجٍ عن زيارة لمسؤولين عرب للنظام السوري أوإعادة تأهيل لهذا النظام المجرم أوفتح سفارة أوإعادة علاقة.

أوتعليقٍ من هنا أوهناك صادرٍ عن عربيٍّ كان حريًّا به أن يفهم عن سوريا ويعرف ما يعرفه السّوريّ نفسه من القهر الذي يعيشه في كلّ يوم.

أوتصريحٍ يمجّد النظام المجرم ويجرّم الشعب الثائر في سوريا ويعتبر الربيع العربيّ مؤامرةً والثورةَ تمردًا والثّوّارَ إرهابيّين والمعارضينَ مخرِّبين، ولا أعتقد أنّ واحدًا من هؤلاء قد عرف عن سوريا شيئًا، ولا عن عذاباتها، ولا عن ممارسات الأجهزة الأمنيّة فيها، ولا عن كون النظام عصابة لا أكثر.

فالسّوري الحرّ لا يريد من العرب أن يحبّوه بقدر ما يريد منهم أن يفهموه وأن يقدّروا ثورته التي كانت على نظامٍ لا على دولة وعلى عصابةٍ لا على بلد.

وعلى مجرمين لا على طائفة، وعلى قاطعي طريقٍ على الشّعب والأمّة لا على حاكمٍ وحكومة. وعلى رئيسٍ مغتصِبٍ لا على رئيس منتخَب، وعلى مافيات لا على مؤسّسات.

فهل وصلت إلى هؤلاء أخبارُ آلاف المعتقَلين السياسيّين ومعتقلي الرأي في السّجون؟ وأخبارُ آلاف القتلى الذين سحقتهم آلةُ الحرب والطغيان في حماة وحلب ثمّ في صحراء تدمر وسجونها؟ وهل سمعوا بمافيا النظام التي كانت تحكم وتسرقُ وتنهب أموالَ الدولة وملياراتها لتضعها في البنوك الغربيّة في وقتٍ يرزح فيه أكثر من نصف سكّان سوريا تحت خطّ الفقر؟ وهل سمعوا بسياسة الحزب الواحد التي تُقصي الآخر وتقتلُ المخالف وتنفي المعارض وتسجن صاحبَ الرأي؟ ربّما جهلوا أوتجاهلوا ولكنْ ستبقى الحقيقة نحن لا نريد من أحدٍ حُبَّه ولكنّنا نريد إنصافَه.