الثلاثاء 09 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

هل خطوات الائتلاف إصلاح يخدم الثورة السورية؟

09 ابريل 2022، 11:56 م
أحد اجتماعات الائتلاف الوطني
أحد اجتماعات الائتلاف الوطني

آرام – عائشة صبري:

وسط الجدل الذي يسود الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إثر خطوات تغيير بدأها رئيس الائتلاف سالم المسلط، الأحد الفائت، بإقالة 14 عضواً ثم إلغاء أربع كتل مع أعضائها، وما قابلها من إنشاء المقالين لـ"تيار الإصلاح" وإصدارهم البيانات معتبرين ما حصل "انقلاباً"، تدور أسئلة كثيرة لدى السوريين.

ولعلّ السؤال الأبرز هل الخطوات الجارية في الائتلاف إصلاح يشي بخدمة الثورة؟، وعن هذا يجيب الباحث في "مركز جسور للدراسات" وائل علوان، بأنَّ ما يجري في الائتلاف هو "تغيير بالفعل" والمعارضة عموماً تحتاج إلى تغيير، لكن "لا يُعتبر كلّ تغيير إصلاحاً".

ويوضح في حديثه لشبكة "آرام"، أنَّ الائتلاف لم يعدْ يُجْدِ فيه "الإصلاح الجزئي"، بل بحاجة لإعادة إنتاج بحيث تصبح مؤسسة تُعرّف نفسها بشكل صحيح وتنتظم بنيتها وتكون جاهزة من حيث الأداء لأيّ استحقاق سياسي قادم، ومن هذا المنظور فإنَّ الخطوة الحالية التي جاءت لتغيير الواقع المزري تعدّ "مهمة".

ويستدرك علوان، لكنَّها لا تكون إصلاحاً ما لم تكتمل بخطوات أخرى، وإتمام المعايير التي تم القياس عليها لمن تم إخراجه من الكتل والأعضاء من الائتلاف، بأن تسري على جميع الكتل والأعضاء الباقين، وأن يكون هناك "خطاً واضحاً لإعادة إنتاج المؤسسة" بحيث تؤدي أداءً جديداً يخدم الشعب السوري.

بدوره، الكاتب والإعلامي إبراهيم الجبين، يعتبر أنَّ  كلّ تغيير حتى لو كان "كشتبانياً" (كما يقال) "هو أمر مفيد"، لأنَّه يُحرّك الراكد ويُخرج ردود فعل لم تكن لترى النور بحالة الاستقرار الوهمي السابقة.

ويقول الجبين، لـ"آرام": إنَّ الائتلاف بعيد تماماً عن الشعب السوري، وهو "مؤسسة خاصة بالمستفيدين منها سواء من داخلها أو خارجها، وهذا ليس المطلوب من أعلى جسم يُمثّل السوريين".

ويضيف أنَّ الأمر ذاته، ينسحب على هيئة التفاوض واللجنة الدستورية التي باتت تتصرف خارج أيّ التزام بما يريده السوريون، بل يُعلن القائمون عليها أنَّهم يتصرفون وفق تفاهمات دولية غالبيتها غامضة ولا يجري إطلاع السوريين عليها، هذا -وفق الجبين- حال كانت موجودة أساساً وليست لتبرير استمرار عبث القائمين على هذه المؤسسات.

ومن وجهة نظر، رئيس الهيئة السياسية السابق في إدلب، رضوان الأطرش، فإنَّ المطالب الشعبية نادت على مدار السنوات السابقة، بـ"إصلاح الائتلاف"، لأنَّ حالة الركود بلغت منتهاها وباتت المؤسسة الائتلافية "فاقدة لحاضنتها الشعبية" أكثر فأكثر.

ويضيف بتصريح لـ"آرام" أنَّه وبعد الاصلاحات التي جرت مؤخراً ولم تنتهِ بعد، بات البعض ينظر إليها "نظرة إيجابية" والآخر يراها "غير كافية" ولا بدّ أن تطال شخصيات بذاتها، لافتاً إلى أنَّ حالة التشهير من قبل الأعضاء المقالين "إشارة خطيرة للغاية" قد تكون سبباً في هدم مؤسسة لها اعتراف دولي ومشاركة في ملفات عليها توافق دولي، ودعا الأطرش، الجميع للنظر إلى الأمام وتغليب المصلحة العامة.

ومن ناحية أخرى، يقول أحد الأعضاء المقالين (طلب عدم ذكر اسمه) لـ"آرام": إنَّ ما حدث من إقالات، "غير قانوني"، ولكي يكون قانونياً، تم إقرار نظام داخلي جديد يكون جاهزاً أمام المعترضين عن القرارات، لافتاً إلى أنَّ النظام الجديد لم يطلع عليه الأعضاء المصوتون وعندما طلب بعضهم الاطلاع كان الرد "التفافياً"، وقرارات الفصل تستهدف من يعترض على القرارات المرسلة منذ بدء مسار أستانا.

ويردف، أنَّ الإصلاح الحقيقي هو "إعادة فك وتركيب على أسس واضحة"، مشيراً إلى أنَّ المقالين كانوا على خلاف مع المهيمنين على الائتلاف، والنقاشات قديمة ومحتدمة بين الطرفين لكنّها كانت داخل المؤسسة وأصبحت اليوم خارجها، فيما جاءت قرارات الائتلاف بعد اجتماعه منتصف آذار/مارس الفائت مع وفد تركي.

دعوة لتشكيل "ائتلاف الظلّ"

منعاً لخلاف كسر العظم الذي سيزيد من بعثرة المعارضة السورية، من خلال نشوء ما يُسمّى الائتلاف الوطني-تيّار الإصلاح، يقترح الكاتب محمود عادل بادنجكي، على الغيورين من الائتلاف، الذين أُبعِدوا، أو انسحبوا أو يرغبون بالانسحاب، وبسبب قربهم من دائرة صنع القرار لفترة غير قصيرة، تشكيل "ائتلاف الظلّ"، أسوةً بحكومات الظلّ في الديمقراطيّات العريقة.

وعن هذا يقول بادنجكي، لـ"آرام": إنَّ ائتلاف الظلّ تكون مهمّته "كشف التنازلات، وتقديم الاقتراحات للتفاعل مع الأحداث والاستحقاقات"، ليميز السوريون المصلح من الفاسد، والصحّ من الخطأ.

ويضيف: عندما تتنافس حكومة ومعارضتها، تقترح المعارضة مشاريع بديلة لكسب تعاطف الجمهور، بغرض كسب ثقة الجمهور إن كانت مشاريعها ناجحة وقابلة للتنفيذ وتساهم بحلّ المشاكل، وهي رافعة لتحسين العمل في الحكومات القائمة.

وبالتالي، تنتج "حالة من المنافسة تُصحّح المسار"، وتكون حكومة الظلّ عيناً على الفساد تلاحقه وتفضحه، مضيفاً: "لذلك أقترح هذا الحلّ، ليثبتوا جدارتهم أمام الجمهور أوّلاً، وحتّى لا يساهموا في هدم ما تمّ تأسيسه، وليشيروا إلى الأخطاء لتصحيحها، إن كان غرضهم الإصلاح فعلاً".

التقارب التركي الجديد

يرى البعض أنَّ ما يجري في الائتلاف مرتبط بالتقارب التركي الخليجي والتركي المصري، مؤخراً، وعن هذا يوضح، الجبين، في حديثه معنا، أنَّ التقارب التركي مع السعودية ومصر وإنهاء حالة التنافر المحورية التي عانينا منها خلال الأعوام الماضية، "يجب أن يكون خبراً ساراً للسوريين، فهم أكثر من دفع ثمنه.

ويقول: إنَّ ما يُعرف أقل بكثير من الواقع، ولكن المعارضة السورية وبحكم انعدام الشفافية في عملها "لا تُطلع السوريين على مدى تدهور علاقاتها وتأثير ذلك على القضية السورية من كافة النواحي".

ويشير إلى أنَّ الحالة السابقة كرَّست نوعاً من الاستقطاب داخل مؤسسات المعارضة تعمل تركيا على حلّه وتقديم المساعدة للائتلاف عبر رؤى عديدة، لكن هذه الرؤى تصطدم بتمترس بعض النافذين داخل الائتلاف الذين يحاولون إبقاء الوضع على ما هو عليه.

وبرأي الجبين، فإنَّ الإصلاحات الحالية "لن تُغيّر شيئاً" مما يُريده السوريون وما تريده تركيا، بل هي جاءت للقول: "ها قد قمنا بالإصلاحات من تلقاء ذاتنا"، فيتم "انتقاء عدة أكباش فداء"، بعضهم يستحق الإبعاد فعلاً وترك من يجب إبعاده في مكانه.

ووفقاً للجبين، فإنَّ التغيير الذي أرادت له تركيا أن يكون مكمّلا للعديد من الخطوات التي اتخذتها مؤخراً لتذليل العقبات أمام تطبيع علاقاتها مع الرياض والقاهرة ومن قبلهما أبوظبي "لم يبدأ بعد"، وهو تغيير كان سيشمل جهات ذات وزن داخل الائتلاف ومن ثم هيئة التفاوض واللجنة الدستورية، واصفاً الإجراءات التي اتخذها رئيس الائتلاف ومن حوله بـ"التفاف استباقي على التوجّه التركي–العربي"، كي لا يطالهم التغيير حين يقع.

وتستمر المناكفات بين الائتلاف الوطني و"تيار الإصلاح"، عبر إصدارهما بيانات تبادل اتهامات، حيث اعتبر الائتلاف البيانات التي تنشر باسمه "مزوّرة" مؤكداً أنَّه سيلاحق الجهة التي تنتحل أوراق وشعارات الائتلاف.

من جهته الطرف الآخر يواصل نشر البيانات، انطلاقاً من ما أسماه "تيار الإصلاح" بـ"سياسة كشف التزييف"، وآخرها إصرار سالم المسلط على "التدليس وإخفاء الحقائق أمام صحفيين دعاهم إلى مقر الائتلاف بحضور أعضاء من "الفئة المرتهنة"، حسب البيان.

اقرأ أيضاً: