الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

مراكز التنمية السياسية.. إقبال متزايد وانتشار شمالي سوريا

21 ابريل 2022، 01:56 م
إحدى ورشات التدريب شمالي سوريا - أرشيف
إحدى ورشات التدريب شمالي سوريا - أرشيف

خاص آرام:

يعكس الإقبال الحالي لدى الطلبة السوريين في مناطق الشمال السوري والدول المجاورة للتسجيل بقسم العلوم السياسي وحضور البرامج التدريبية والدبلومات السياسية والعلاقات الدولية، الحاجة الماسة لمراكز التنمية السياسية، ونشر التوعية والثقافة السياسية، عقب اندلاع الثورة السورية، إثر عقود من تجهيل ممنهج من نظام الأسد للسوريين بأهميتها وممارستها، بل وإبعاد الطلبة والمهتمين بدراسة خيار العلوم السياسية بالجامعات السورية.

وحول أهمية التنمية السياسية في سوريا يقول المسؤول في مركز مسارات للتنمية السياسية، حمزة الوزير، لشبكة "آرام": إنَّ "التنمية السياسية أصبحت بعد اندلاع الثورة السورية حاجة ملحة لتمكين الشباب الفاعل من أدوات الممارسة السياسية والتنظيمية ضمن إطار الرؤية الوطنية الشاملة، فثمة علاقة ثنائية مرتبطة بين الديمقراطية والتوعية السياسية وتغيير ثقافة البعث التي رسخت عبر عقود الاستبداد والجيش العقائدي وهذا ليس بالأمر السهل".

ويضيف: "نهدف من خلال مركزنا الذي افتتحنا له أفرع متعددة في تركيا وشمال غربي سوريا، إلى تلبية حاجة السوريين في استعادة قرارهم، وحياتهم السياسية المشروعة كباقي دول العالم المتحضر، وملء الفراغ والفقر السياسي الذي يعاني منه السوريون، والحاجة الماسة لبناء كوادر سورية قادرة على الممارسة السياسية والمشاركة بصناعة القرار وصناعة كوادر متدربة على أسس العمل التنظيمي و الحزبي والشأن السياسي والدبلوماسي".

انتشار مراكز التنمية السياسية

 مع انتشار مراكز التنمية السياسية ومراكز الأبحاث تخصّصت مراكز بنشر "مفهوم التنمية السياسية وامتلاك مهارات التحليل والبحث السياسي، والتفكير والتخطيط الاستراتيجي، ونشر الثقافة السياسية"، وحسب الوزير، فإنَّ هذا الانتشار "حاجة مهمة للراغبين بالعمل في الشأن العام"، ليكون عملهم عن دراية وتخصّص لاسيما أن خطورة عدم وجود مشاريع  معنيّة بالتأهيل والتثقيف السياسي سيترك الشباب السوري بدون تأهيل احترافي، ويتم اجتذابهم إلى المشاريع المعادية للهوية الوطنية الجامعة.

ويشير إلى مركز "مسارات" يقوم بأنشطته فيزيائياً في أماكن مختلفة من الشمال السوري، وعبر البرامج الافتراضية على الإنترنت، لنشر مفهوم التنمية والممارسة السياسية ضمن جملة دورات وتدريبات وبرامج تنمية سياسية متنوعة يشرف عليها نخبة من المختصين والمشرفين.

أهمية التنمية السياسية ونتائجها

من جهته، مدير معهد "آفاق" للفكر والعلوم السياسية، والمحاضر في قسم العلوم السياسية بجامعة حلب الحرة، محمد بقاعي، يتحدث لشبكة "آرام" عن أهمية التوعية والتنمية السياسية من خلال جملة تدريبات ودبلومات يقوم بالإشراف عليها ضمن معهد "آفاق" في مدينة إعزاز شمال حلب، موضحاً أنَّه يسعى لتوعية المجتمع السوري سياسياً عبر تقديمه برامج دبلومات سياسية مقسمة عبر أربع عناوين وهي: "أساسيات العلوم السياسية، والممارسة السياسية، والعلاقات الدولية، والتحول الديمقراطي".

أما عن طريقة العمل فيقول بقاعي: "نعمل على تزويد السوريين بالمحرر بالمهارات المعرفية من خلال تزويده بالمعرفة العلمية حول المواضيع السياسية من خلال نخبة من المدرسين والمختصين بالعلوم السياسية، إضافة للمهارات التدريبية القائمة على مهارات عملية، كتقديم مقترحات سياسات وزيارات لممارسة انتخابات بالمجالس المحلية والمؤسسات المدنية، وعقد جلسات وورش عمل فزيائية وافتراضية لتزويد المتدربين بالمهارات المطلوبة".

وينوّه إلى أنَّ ذلك العمل، "قد ترك بصمة بالمحرر"، والدليل على ذلك، هو الإقبال الكبير والواسع على المعهد للتسجيل بالدبلومات والبرامج التدريبية الخاصة بالعلوم والتنمية السياسية، لا سيما إقبال فئة الإناث، ما يدل على وصولنا لشريحة مهمة كانت مغيبة عن العملية السياسية، كذلك اندفاع الشباب بالتعرف على المجال السياسي وفقه الواقع السياسي، مشيراً إلى أنَّ هذه الفرصة لم تكن متاحة قبل الثورة التي أفسحت لنا المجال لذلك".

وعن دور معهد آفاق، يوضح بقاعي، أنَّ المعهد استطاع نشر التنمية السياسية ونقل الأفراد المتدربين من خلال الدبلومات السياسية من الحالة الاجتماعية الراكدة، إلى الحالة السياسية الفاعلة، مضيفاً: "رأينا الكثير من الشباب تحوّلوا لفاعلين بالكثير من الملفات بعد اشتراكهم بجملة التدريبات الخاصة بالعلوم والتنمية السياسية كالفرص التطوعية واتحاد الطلبة وحملات المناصرة، وهذا نجاح تدريباتهم التي تلقوها".

وفي هذا السياق، تقول "نور" إحدى طالبات قسم العلوم السياسية، لـ"آرام": إنَّ أهمية محاضرات ودبلومات والبرامج التدريبية الخاصة بالتنمية السياسية تكمن بأنها جزء لا يتجزأ من التقدّم السياسي في المحرر لتحقيق الاستقرار والتعددية وبدء عملية التحول الديمقراطي التي حرمنا منها نظام البعث ومن ممارستها لعقود".

وتشير حقيقة تلك البرامج الخاصة بالتنمية السياسية، -حسب الطالبة- إلى محو الأمية السياسية وتقدّم سياسي يسمح لنا كنساء بمشاركة القرار والممارسة السياسية لا سيما أنّنا بحاجة لتفعيل دور المرأة السورية سياسياً، والتي كان دورها أساسياً في الثورة السورية مدنياً وعسكرياً وطبياً وإغاثياً وإعلامياً، وعبر مشاركتها بالمظاهرات والتنسيقيات، ولابدّ من وصول المرأة السورية لمتابعة العمليات السياسية المحلية والخارجية والمشاركة بصناعة القرار.

وتعرف التنمية السياسية بأنّها عبارة عن مجموعة من الوسائل التي تستخدمها الدول في تطوير سياستها الداخلية والخارجية، وتهدف إلى تطبيق استراتيجية سياسية تؤدّي إلى تطوير حالة الضعف السياسي وترسيخ دولة المواطنة.

وقد ظهر مفهوم التنمية السياسية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحصول أغلب الدول على استقلالها بعد أن كانت مستعمرات أوروبية، ولجأت الدول إلى تطوير قدراتها السياسية عبر تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الأكثر كفاءة سياسية، وهكذا أصبحت التنمية السياسية من العوامل المهمة، والمؤثرة في نمو وتطور الدول وتحولت لعلم يدرس بالجامعات.

اقرأ أيضاً: