أعيد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا لولاية ثانية تمتد على خمس سنوات، بعدما تغلب على منافسته مارين لوبان التي حققت أعلى نتيجة لمرشح يميني متطرف في انتخابات رئاسية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958.
وقال ماكرون في خطاب أمام برج إيفل في باريس، مساء أمس الأحد: "أعلم أنّ عدداً من مواطنينا صوتوا لي اليوم ليس دعماً للأفكار التي أحملها بل للوقوف في وجه أفكار اليمين المتطرف"، وقدّم أجندة سياسية تركز على إصلاح الاقتصاد وتقوية الاتحاد الأوروبي.
وتقدّم ماكرون بنحو 58 بالمئة من الأصوات مقابل 42 في المئة لمنافسته مارين لوبان، رغم الفارق الذي يتجاوز 16 نقطة بين المرشحين الرئاسيين، إلا أنّ لوبان تمكنت من تقليصه إلى النصف مقارنة برئاسيات 2017، عندما خسرت أمام ذات المرشح بـ66.1 بالمئة مقابل 33.9 بالمئة، بفارق 32.2 نقطة.
من جهتها، قالت مارين لوبان: إنّها ستواصل الكفاح السياسي ضد الرئيس إيمانويل ماكرون في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران المقبل، واعتبرت أنّ ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل "انتصاراً مدوياً".
وإذا تمكنت لوبان، من الحفاظ على هذه القاعدة التصويتية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فإنَّ ذلك يرشحها للمشاركة في تشكيل حكومة ائتلافية، إذا أخفق حزب ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" من الحصول على 50 بالمئة من الأصوات، لذلك فالمعركة الانتخابية لم تنته بعد بانهزام اليمين المتطرف.
وقبل عقود، كان اليمين المتطرف منبوذاً في فرنسا، لكن مع حصول لوبان على 42 بالمئة من الأصوات أو ما يعادل نحو 14 مليون صوت، فذلك يشكل قوّة تصويتية كبيرة، وهي المرة الأولى في تاريخه يحصل فيها على نسبة تجاوزت 40 بالمئة، بعدما حقق في رئاسيات 2017، نسبة 33.9 بالمئة.
في حين، لم يسبق لفرنسا أن سجلت نسبة امتناع عن التصويت في انتخابات رئاسية كالتي سجلتها في رئاسيات 2022، بمعدل (28%) حيث ارتفعت النسبة 2.62 بالمئة مقارنةً برئاسيات 2017 التي سجلت نسبة امتناع عن التصويت بـ (25.38) بالمئة، وذلك منذ 1969 (31.1 %).
هذا ورحبّت سبع دول عربية، بفوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بولاية رئاسية ثانية، بحسب ما صدر من قادة وملوك وزعماء مصر والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين وفلسطين والعراق، وفق بيانات وبرقيات رسمية نقلتها وكالات الأنباء الرسمية لتلك البلدان.
وهنّأ قادة الاتحاد الأوروبي ماكرون بإعادة انتخابه رئيساً لفرنسا، ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنَّ أوروبا يمكنها "التعويل على فرنسا لـ5 أعوام إضافية"، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "أُبدي ارتياحي إلى التمكن من مواصلة تعاوننا الممتاز".
اقرأ أيضاً:
