آرام – عائشة صبري
أجرت "وحدة دعم الاستقرار" في الشمال السوري، انتخابات "البرلمان الشبابي" في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي على مدى الثلاثة أيام الماضية، تحت شعار "لغدٍ أفضل"، في تجربة أولى وُصفت بـ"المميزة والفريدة من نوعها".
وفي تصريح خاص لشبكة "آرام" يقول منسق "وحدة دعم الاستقرار" رأفت حمدو: إنَّ التخطيط والتنفيذ لتشكيل البرلمان الشبابي بدأ منذ قرابة ستة أشهر، حيث تم تشكيل لجنة تأسيسية للبرلمان من كافة المناطق (عفرين، أعزاز، مارع، أخترين شمالاً، الباب، بزاعة، قباسين، جرابلس شرقاً).
ويضيف، إنَّ المهام الرئيسية للجنة التأسيسية هي "وضع الهيكلية والنظام الداخلي للبرلمان"، وبعد الانتهاء من التحضيرات والتجهيزات تم تعيين لجنة انتخابية ولجنة الطعون لإدارة العملية الانتخابية، مشيراً إلى أنَّ الإعلان عن الفائزين سيكون غداً الأربعاء في مبنى مجلس محافظة حلب بمدينة أعزاز.
ويلفت حمدو، إلى أنَّ إجراء انتخابات بالشكل العام ليست أول مرّة، فقد تمّت انتخابات للهيئات الطلابية ومكاتب الطلبة في جامعات الشمال السوري، ولكن بالنسبة لفكرة انتخابات برلمان شبابي هي المرّة الأولى في المنطقة.
هدف البرلمان
ويوضح حمدو، أنَّ الهدف الرئيسي من البرلمان الشبابي، هو "خلق منصة شبابية واعية" تُمثّل هموم وقضايا الشباب السوري بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم وأطيافهم، ويتمحور دوره حول مناقشة القضايا المجتمعية العامة وأبرز التطورات بما يخصّ فئة الشباب.
ويصف حمدو، سير الانتخابات بأنَّه "جيد جداً"، حيث شارك في العملية الانتخابية أعداد كبيرة لأعضاء 68 فريق تطوعي، بمشاركة 1245 عضو هيئة عامة، بالإضافة إلى أعضاء مستقلين وإعلاميين وذوي الهمم لدعم مرشحين عنهم يمثلون المناطق المذكورة.
دور مجلس محافظة حلب الحرة
رئيس مجلس محافظة حلب الحرة، المحامي عبد الغني شوبك، يقول في حديثه لـ"آرام": إنَّ الفكرة جاءت من قبل شباب وشابات يعملون في فرق تطوعية وجمعيات مجتمع مدني متوزعين في ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وعن دور المجلس، يوضح أنَّه يتمثل في الإشراف والدعم اللوجستي على سير الانتخابات، واستضافته في مراكزه العملية الانتخابية التي جرت على مدى ثلاثة أيام، مشيراً إلى أنَّ البرلمان الشبابي يُعدّ "تجربة رائدة" تهدف لتعزيز دور الشباب وانخراطهم في العمل العام، كي يتدربوا وينخرطوا في العمل الإداري والسياسي.
ويضيف شوبك، إنَّ عنصر الشباب مهم جداً في المجتمع، لذلك التعويل على شباب الثورة في نجاح تجربتهم موجود، خاصة أنَّ غالبيتهم تخرجوا أو مازالوا طلاباً في جامعات حلب بالمناطق المحررة، وبالنسبة لتوقعات نتائج المشاريع التي يقدّمها المرشحون، ذكر أنَّها ستنعكس على تطوير فئة الشباب وتمكين خبراتهم وانخراطهم في المؤسسات العامة، وتنظيم دورهم كنقابة مجتمع مدني يُعبّرون فيها عن آرائهم ليكون لهم دور أساسي في تنمية المجتمع لمستقبل أفضل.
تجربة فريدة من نوعها
من المشاركات في الإشراف على صناديق الاقتراع في مدينة عفرين، الصحفية رنا توتونجي، وتعتبرها "تجربة مميزة وفريدة من نوعها"، وترى في حديثها لـ"آرام" أنَّ تجربة انتخابات حرة ونزيهة وإبداء الرأي بكلّ شفافية، يطمح إليها جميع الشباب في المنطقة، لافتة إلى أن الانتخابات لاقت إقبالاً من كافة شرائح المجتمع لا سيما ذوي الهمم (الاحتياجات الخاصة).
وتقول توتونجي: إنَّ الانتخابات تهدف إلى مشاركة الشباب في المجتمع خاصّة أنَّه تم ترشيحهم وانتخابهم بعد الاطلاع على برنامجهم الانتخابي بما يخدم المجتمع، مؤكدة أنَّ الانتخاب يتم عبر اختيار مرشح ويضع الورقة بصندوق الاقتراع دون الكشف عن ما اختاره من أسماء، وتصدر عملية الفرز بشكل ديمقراطي، مضيفة: "نتمنى أن يكون مماثلاً في انتخابات رئاسة سوريا مستقبلاً".
يشار إلى أنَّ الانتخابات كانت بحضور ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة، ومجلس محافظة حلب الحرة ونقابة المحامين الأحرار، إضافة إلى رئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف بدر جاموس، وعضو اللجنة الدستورية هدى السرجاوي.
وبدأت العملية الانتخابية يوم السبت الماضي في مناطق "أعزاز، مارع، أخترين"، تلاها يوم الأحد في مناطق "الباب، بزاعة، قباسيين، جرابلس، واختتمت أمس الاثنين، في مدينة عفرين، لتعلن غداً الأربعاء النتائج في مدينة أعزاز.
ويُشرف على الانتخابات، مجلس محافظة حلب الحرة، ونقابة المحامين الأحرار، ونقابة المعلمين الأحرار، بالإضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني بصفة مراقب.
اقرأ أيضاً:
