الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

التعليم العالي: تحديّات وصعوبات.. جامعة حلب بالمناطق المحررة أنموذجاً

28 ابريل 2022، 05:42 م
جامعة حلب بالمناطق المحررة أنموذجاً
جامعة حلب بالمناطق المحررة أنموذجاً

آرام – براء عبد الرحمن

يواجه التعليم في مناطق الشمال السوري المحرر، تحديات ومصاعب متعددة، فقد تأثر قطاع التعليم بشكل بالغ نتيجة قصف النظام وروسيا للبنى التحتية للمدارس والجامعات ما أدى لكارثة تهدّد مستقبل الأجيال، خاصة أنَّ نسبة الطلاب غير ملتحقين بالتعليم بلغت 39 بالمئة وفق إحصائية لمنظمة "اليونسكو" الأممية.

ومع الواقع المرير الذي يعيشه الأهالي استطاع القائمون على المكاتب التعليمية إصلاح أكثر من 75 مدرسة في مناطق درع الفرات "الباب وجرابلس" شرق حلب بعد أن كانت شبه مدمرة، كما افتتحت الكليات والمعاهد والجامعات الخاصة والعامة، ومنها: جامعة حلب في المناطق المحررة، وجامعة الشام الدولية، وجامعة المعالي الخاصة، وجامعة إدلب وغيرها، إضافة لافتتاح جامعات تركية فروع لها في الشمال السوري منها: جامعة باشاك شهير.

جامعة حلب من التأسيس إلى التخريج

جامعة حلب في المناطق المحررة الواقعة في مدينة أعزاز شمال حلب، هي مؤسسة تعليمية رسمية تأسست عام 2015 وتتبع لـ"الحكومة السورية المؤقتة"، وبحسب رئيسها الحالي، الدكتور عبد العزيز الدغيم، فإنَّ الجامعة رغم الظروف الصعوبة التي تواجهها تمكنت من تخريج أكثر من 3140 طالب، منهم أكثر من 1200 طالب منقطع عن الدراسة بسبب الظروف الأمنية وعدم توفر الدراسات العليا قبل تأسيسها.

ويقول في حديثه لشبكة "آرام": "استطعنا تخريج 762 خريج وخريجة منهم 114 طبيب وطبيبة، ونقوم اليوم بتهيئة الظروف التعليمية الجامعية لأكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة، وأكثر من 500 دراسات عليا ماجستير ودبلومات التأهيل التربوي".

ويضيف الدغيم: "رغم قلة مصادر التمويل للجامعة واعتمادها على أقساط طلابها بنسبة تزيد عن 60% أسسنا ضمن حرم الجامعة في أعزاز أربعة طوابق خاصة بطب الأسنان ومخابره ومساحته تزيد عن 600 متر، وطابق جديد لقسم الهندسات يزيد عن 1200 متر، ويتسع لأكثر من 600 طالب".

وبالتالي، أصبح لدى الجامعة مجالاً لاستيعاب عدد طلاب أكبر، بالإضافة إلى تأسيس مركز الدراسات والأبحاث وتأسيس مدرج الجامعة ومسجد عبارة عن ثلاثة طوابق مكوّن من المصلى والمكتبة وقاعة مطالعة. وفق مدير الجامعة.

وفيما يخصّ شكل العلاقة بين جامعة حلب وجامعة إدلب، يؤكد الدغيم أنَّه "لا علاقة رسمية بين الجامعتين من حيث التنسيق أو الترتيب، لكن هنالك علاقة وديّة من حيث زمالة الهيئة التدريسية والطلاب، وهناك محاضرون يدرّسون في كلا الجامعتين، فلا قطيعة بيننا ونستقبل بعض طلاب جامعة إدلب حال طلب نقل بعض طلابها ضمن وفق نظام النقل".

غياب اعتراف دولي

يبدو أنَّ ما يؤرق آلاف الطلاب هو تأمين اعتراف دولي بشهادة جامعة حلب، ويجيب الدغيم، بأنَّ هذا السؤال الذي "يؤرق الطالب والإدارة والهيئة التدريسية والحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني، فلا يوجد اعتراف سياسي لأنّه لا اعتراف بالحكومة المؤقتة، لكنّنا نحاول توفير كافة معايير الجودة الأكاديمية من حيث الخطة التدريسية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وشهاداتهم السابقة، وبحال تم الاعتراف على مؤسسات الثورة والحكومة فسوف يتم الاعتراف بجامعة إدلب وحلب".

وحول إيجاد حلول، يشير الدغيم إلى أنَّ الجامعة سعت عبر إداراتها لفتح العلاقات الخارجية مع الجامعات التركية والدولية من أجل تسهيل خطوة الاعتراف الدولي وضمان حقوق شهادات طلاب جامعة حلب الحرة، وقد حصلت الجامعة على ترتيب على مستوى جامعات العالم حسب موقع "ويبوميتركس" المتخصص بتقييم الجامعات.

ويتابع مدير الجامعة: "قمنا بعقد شراكات مع جامعات تركية، وهناك عدد من طلاب جامعة حلب الحرة يدرسون اليوم في جامعات تركية منها: ماردين، حران، كاربوك وجامعة كوتاهيا وغيرها، بعد عقد اتفاقيات شراكة بين جامعة حلب والجامعات التركية، والطلاب يدرسون بشهادات جامعة حلب الحرة لكنّها حقيقةً ليست كافية".

وعن تأمين فرص العمل للخريجين من الجامعة، يوضح الدغيم، أنَّ هذه الأمور من مهام الحكومة المؤقتة والمجتمع، وليست من مهام الجامعة، مضيفاً: "نحن جهة تعليمية هذه مهمتنا ولا جامعة بالعالم تعلم الطالب وتوظفه، بل تهيئه للمجتمع وعلى منظمات المجتمع المدني والحكومة إيجاد فرص العمل للخريجين".

معاناة طلاب الجامعات

سليمان عدنان، انقطع عن تقديم آخر مادتين قبل تخرجه من جامعة حلب (نظام الأسد) عام 2011، بسبب مشاركته بالثورة وملاحقة مخابرات النظام له، ويقول لشبكة "آرام": "بعد تهجيرنا من مدينة دوما 2018 وصلت للشمال السوري لأكمل تعليمي وكنت قد استكملت المواد المتبقية لتخرجي في كلية الطب بالغوطة لكننا وبعد وصولنا للشمال قدمت جميع أوراقي مجدداً لجامعة حلب الحرة واستكملت في كلية الطب وحصلت على الشهادة".

ويستدرك: "لكنّي وحسب علمي أنَّ الاعتراف الذي حصلت عليه جامعة حلب هو في التخصصات النظرية والأدبية وليس بالعلمية كالطب، وبحالتي دخلت لتركيا بشهادتي ولا يحق لي لا ممارسة مهنتي كطبيب ولا إكمال تعليمي بالدراسات العليا والتخصصات، بل وبعد محاولة تقديم أوراقي في جامعة مرسين حصلت على قبول جامعي لكن دون الاعتراف بشهادتي التي حصلت عليها من جامعة حلب".

ويردف عدنان، "بعد انقطاعي عن إكمال المسيرة الجامعية لما يقارب عقد من الزمن وحصولي على الاستكمال بجامعة مرسين طلبوا مني مبلغ مالي يتجاوز الدفعة الأولى 35 ألف ليرة تركية، وأنا عاجز عن دفعه وتم إعادتي للسنة الثانية، ولا أعتقد يمكن الاعتراف بجامعة حلب قبل الاعتراف بالحكومة المؤقتة".

من جهته، سراج طالب في جامعة حلب بمدينة أعزاز قسم الإعلام يقول لـ"آرام": إنَّ جامعة حلب انجاز كبير للمحرر، وبدأ بأدنى الإمكانيات ليكون صرح لآلاف الطلاب السوريين بالمحرر، وأنا كطالب مهجّر موجود بالمحرر بدأت بعد انقطاعي استكمال دراستي في جامعة حلب لكن هناك صعوبات تواجه الطلاب فبعض الطلاب ليس بقدرته تأمين أقساط الجامعة".

ويتابع: "أنا مثلاً أعيش في مدينة الباب وجامعتي في أعزاز وبحال أردت الذهاب للجامعة بحافلات المجلس المحلي من الباب أو قباسين فينبغي أن أخرج قبل موعد بدء المحاضرات بأكثر من ساعتين أو ثلاثة، ناهيك عن الكلفة الباهظة لنقل للطلاب، ونحن ندرك كطلاب أننا بمنطقة حرب وتحتاج عقوداً لإعادة تأهيل جامعاتها وكافة قطاعاتها، لكن بمجرد تأسيس جامعة حلب بعد أقل من أربع سنوات على بدأ الثورة فإنَّ ذلك يعتبر إنجازاً وعلينا الصبر والتضحية".

وتضم جامعة حلب، 31 فرعاً مع المعاهد التقنية والأقسام وهي: "كلية الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة والعلوم الصحية والهندسة المعلوماتية وهندسة الميكاترونيك والهندسة الزراعية والهندسة المدنية والاقتصاد والحقوق والعلوم السياسية والإعلام والتربية والشريعة (والعلوم التي تضم قسم الكيمياء والرياضيات وعلم الأحياء)، والآداب والعلوم الإنسانية وفرع كلية الآداب يضم قسم اللغة العربية والإنكليزية واللغة التركية والجغرافيا والتاريخ".

كما توفر جامعة حلب أربعة معاهد تقنية هي المعهد التقاني الطبي والمعهد التقني الإعلامي والمعهد التقني لإدارة الأعمال والمعهد التقني للحاسوب، إضافة لإمكانية تقديم رسائل الماجستير لكلّ فرع وأطروحة الدكتوراه أصبح متاح لكثير من التخصصات.

والجدير ذكر، أنَّ الكثير من الطلاب يفضلون جامعة غازي عنتاب كونها جامعة حكومية تركية وقد افتتحت ثلاث كليات لها واحدة في الباب، وفرع في أعزاز، وآخر في عفرين، إضافة لتسعة معاهد أخرى في جرابلس، ومع توجه الكثير من الطلاب لاختيار الجامعة التركية بسبب شهاداتها المعترف عليها فقد واجه الطلاب متاعب الحصول على شهادة اليوس وامتحان اللغة التركية التومر الأمر الذي حرم آلاف الطلاب الالتحاق بالجامعة التركية وفضّل الالتحاق بجامعة حلب في المناطق المحررة.

اقرأ أيضاً: