شهد الشمال السوري خلال الأيام الماضية توتراً وتصعيداً إعلامياً، بين هيئة تحرير الشام، وجيش الإسلام، في حدث أعاد للأذهان حوادث القتال بين الطرفين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، قبل التهجير إلى شمالي سوريا.
وبدأت "هيئة تحرير الشام" مع بداية الشهر الجاري حملة إعلامية ضد جيش الإسلام، متهمة إياه بالتحضير لحملة أمنية تستهدف أفراداً يعملون لصالح الهيئة في منطقتي غصن الزيتون ودرع الفرات بريف حلب.
واتهمت هيئة تحرير الشام، جيش الإسلام بالتستر على شخصين كانا من بين المشاركين في مجزرة التضامن بدمشق، وهو ما نفاه الجيش.
وقال القيادي في الفيلق الثالث، الذي يعمل جيش الإسلام ضمنه، أبو عمر الهاشمي: "تابعنا ما يشن على الجيش الوطني خلال الأيام الماضية من حملة إعلامية على الحسابات الرسمية والرديفة لما يسمى "هيئة تحرير الشام" جبهة النصرة، والناطق الرسمي باسم جهازها الأمني تتحدث عن تجهيز أحد مكونات الجيش الوطني لحملة أمنية تهدف لاعتقال عناصر تابعين للهيئة في منطقة غصن الزيتون".
وأضاف أن الجميع يعرف أنه ليس ثمة تواجد أصلاً للهيئة في مناطق الغصن والدرع، وقد صاحب هذه الحملة الإعلامية (كما هو المعتاد) كمية مذهلة من السب والطعن والتخوين والكذب والافتراء.
وتابع في تغريدات على تويتر: "ومن الملاحظ أيضاً أن الجيش الوطني لم يعر هذه الحملة أي اهتمام نظراً لتكرر مثل هذه الافتراءات كلما شهدت المنطقة هدوءاً ملموساً بهدف تفريق الصف وتشتيت الكلمة".
وأردف: "ننصح أهلنا في الشمال المحرر بالحذر من هذه الحملات الدعائية الرخيصة التي تهدف لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في الشمال المحرر، والتنبه إلى المآرب الرخيصة لمثل هذه الحملات التي عهدناها منهم سابقاً"، مضيفاً: "نؤكد على المتنفذين في ما يسمى "هيئة تحرير الشام" بالكف عن افتعال المشاكل وتأجيج العداوات و الافتراء على الآخرين وسوق الذرائع المضللة التي من شأنها زيادة التوتر ودفع المنطقة نحو عدم الاستقرار".
وختم: "نحذرهم من أن أي اعتداء جديد قد يدخل المنطقة المحررة كلها في أتون اقتتال لن يستفيد منه سوى العدو المحيط بنا من كل جانب ولا ينعكس ضرره سوى على ثورتنا وأهلنا في المناطق المحررة".
بدوره قال عضو المكتب الإعلامي للفيلق الثالث في القيادة الموحدة - عزم، حمزة بيرقدار: "سألني سائل ما سبب الحملة الإعلامية ضد الفيلق الثالث ومكوناته؟ فقلت له من الأسباب وبكل بساطة هو أنه في كل عام يتكرر مشهد جموع الأهل والأحباب والخلان متكاتفين متلاحمين متآخين متماسكين ملتفين حول بعضهم، فعندما يشاهدون هذا يستشيطون غضباً وتمتلئ قلوبهم حِقداً وغِلاً فتبدأ ماكيناتهم الكاذبة المضللة المحرضة بالتجييش والافتراء، ظناً منهم أنهم سيؤثرون في تلك الجموع الطيبة التي اجتمعت على هدى ونور وجمعتهم أخوَّة الدين، وهم مهجَّرون من كافة مناطق سوريا لا العشيرة ولا العائلة ولا المناطقية هي التي تربطهم وإنما الدين، فلأجل ذلك تراهم يطلقون حملتهم المسعورة".
يذكر أن مصادر في الجيش الوطني السوري، استبعدت حدوث صدام عسكري بين الطرفين على المدى القريب، مؤكدة أن دخول هيئة تحرير الشام إلى ريف حلب الشمالي لا يخضع لاعتبارات الفصائل بقدر ما يخضع لتوافقات دولية وإقليمية.
اقرأ أيضاً:
• قادة الجيش التركي يتفقدون الحدود مع سوريا
• "الغارديان" تكشف عن هوية ستة أشخاص ظهروا في مجزرة "التضامن"
• بشار الأسد يزور إيران ويلتقي "خامنئي".. تفاصيل الزيارة
• قرار جديد من نظام الأسد بخصوص المعتقلين في سجونه
شاهد إصداراتنا:
