كشف مسؤول في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، عن إجمالي المبلغ الذي تعهّدت بتوفيره الدول المانحة لدعم الشعب السوري خلال مؤتمر "بروكسل 6" المنعقد في العاصمة البلجيكية، مع التأكيد على عدم تمويل إعادة الإعمار قبل الوصول إلى حل سياسي.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي، قوله: إنَّ المبلغ الذي تعهدت الدول بتقديمه بلغ 6.4 مليار يورو (6.7 مليار دولار).
وأعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة عن تخصيص بلادها 800 مليون دولار لدعم الشعب السوري، وتعهدت ألمانيا بتقديم أزيد من مليار و300 مليون دولار، والنرويج بـ 155 مليون يورو، وفرنسا بـ 57 مليون يورو، وإيطاليا بـ 45 مليون يورو.
كما أعلنت قطر عن تخصيص 50 مليون دولار لدعم الشعب السوري، وذكر بيان لوزارة الخارجية القطرية أنَّ الإعلان جاء خلال كلمة محمد بن عبد العزيز الخليفي مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية أمام مؤتمر بروكسل.
بدوره، قال مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في كلمة له خلال مؤتمر بروكسل السادس حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة": إنَّ "المفوضية تعهدت بتقديم 3 مليارات دولار لدعم سوريا".
وأضاف بوريل: إنَّ "90% من الشعب السوري يعيشون في فقر، في حين يفتقر 60% منهم للأمن الغذائي"، مشيراً إلى ثقل العبء الذي تتحملّه دول مثل تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق لكونها دولا تستضيف لاجئين سوريين.
وشدد، على أنَّ الاتحاد الأوروبي لن يخفف العقوبات المفروضة على نظام الأسد ولن يطبع علاقاته معه قبل أن يستطيع السوريون العودة إلى ديارهم. وقدّر أنّ "الحرب الروسية سوف تزيد من أسعار الغذاء والطاقة وسوف يسوء الوضع في سوريا".
وأعرب المسؤول الأوروبي عن أمله في عودة "طوعية ودائمة وآمنة وكريمة" للاجئين السوريين، مشدداً على أنَّ المناطق السورية المحاذية لتركيا تكتسب أولوية من ناحية تقديم المساعدات.
وبحسب البيان الختامي للمؤتمر فإنَّ الجزء الأكبر من المبلغ (4.3 مليار يورو) سيُجمع هذا العام، فيما سيُقدّم الجزء المتبقي (2.4 مليار يورو) العام القادم 2023.
وأكد المانحون أنَّ هذا المبلغ لن يشمل تمويل إعادة الإعمار والبنى التحتية في سوريا "ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة".
وخلال المؤتمر قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون متوّجها إلى الجهات المانحة: إنَّ "السوريين لم يكونوا يوماً بحاجة إلى دعمكم أكثر من الوقت الحالي".
وأردف أنَّ النزوح السوري الهائل يتواصل في حين يبقى طفيفاً التقدم الذي تحققه دمشق على صعيد تلبية المطالب الدولية المتعلقة بالإصلاحات السياسية.
ولفت إلى أنَّ "الأزمة الاقتصادية مستمرة والعنف مستمر وخطر التصعيد قائم على الدوام، على الرغم من أن هناك جمودا عسكريا نوعا ما.. والدبلوماسية أصبحت أكثر صعوبة مما كانت عليه" جراء تأثيرات الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وكان المانحون الدوليون تعهدوا في مؤتمر بروكسل الخامس في أبريل/نيسان 2021 بتقديم 4.4 مليارات دولار مساعدات إنسانية للسوريين المقيمين داخل بلادهم، وللاجئين منهم والمجتمعات المضيفة في المناطق المجاورة.
اقرأ أيضاً:
