الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

سوريون يتفوقون بالدراسات العليا في قطر.. ما حكايتهم مع الثورة؟

17 مايو 2022، 07:07 م
المتفوقون في قطر: عمر عبد اللطيف - خالد أبو صلاح - أنوار العرفي - خليل هلوش
المتفوقون في قطر: عمر عبد اللطيف - خالد أبو صلاح - أنوار العرفي - خليل هلوش

آرام – عائشة صبري

يؤكد أبناء الثورة السورية على تمسّكهم بقضيتهم رغم المصاعب والشتات في بلدان اللجوء، إذ تتوالى النجاحات التي يُحقّقها الطلاب عبر تحقيق المراتب الأولى في جامعاتهم، وآخرها يوم الخميس الفائت، تفوّق عدد من طلبة الماجستير في معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر.

ولكلّ متفوّقٍ حكاية مؤلمة كلّلها بالنجاح، وتقول الصحفية، أنوار العرفي، التي نالت درجة الامتياز(A) في معهد الدوحة لشبكة "آرام": "حصلت على المرتبة الأولى بعد مناقشة رسالة الماجستير بمعدل 98 بالمئة، وكان هناك مشروع تخرّج حول القضية الفلسطينية، وحصلت فيه على أعلى علامة 4/4 أيّ ما يقارب 100 بالمئة".

وتوضح، أنَّها حصلت على منحة دراسية من منظمة "كرم" مقدّمة من سمو الأمير الشيخ تميم، بعد نيلها المرتبة الأولى في جامعة اليرموك الأردنية تخصص الصحافة والإعلام عام 2020، مضيفة: إنَّ "منحة موجهة بشكل كبير لطلاب دول النزاعات، وكنت الوحيدة من الدفعة حصلت على هذه المنحة الدراسية البالغ عددهم 14 طالباً/ة من جميع الجنسيات العربية".

وتشير العرفي، المنحدرة من حي بابا عمرو بمدينة حمص ولجأت مع عائلتها إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، إلى أنَّها درست الفصل الدراسي الأول من المعهد عن بُعد في مكان إقامتها بالأردن، وكانت هناك صعوبات كثيرة خاصّة أنَّها تتولى مسؤولية الاهتمام بأشقائها الصغار بعد وفاة والدتها منذ عام 2012 ومع ذلك تفوّقت في هذه المرحلة.

ورغم الشتات وابتعاد والدها عنهم بسبب اعتقاله من قبل نظام الأسد وصعوبة وصوله إليهم بعد الإفراج عنه في العام 2017 حيث يقيم في مدينة أعزاز شمال حلب، حققتْ إنجازاً كبيراً على المستوى الدراسي، مؤكدة استمرارها حتى نيل درجة الدكتوراه في اختصاصها، وتلفت إلى أنَّها بعد خروجها لقطر لا تستطيع العودة إلى الأردن لذلك انتقل قسم من إخوتها للعيش في تركيا خاصة لديها أخت تحتاج لعمليات جراحية.

المتفوقة أنوار العرفي في معهد قطر.jpg

مشروع تخرّج يعرّي نظام الأسد

من نشطاء الثورة البارزين في حي بابا عمرو بمدينة حمص، نال الإعلامي خالد أبو صلاح، درجة الامتياز(A) بمعدل (3.85 من 4)، ويقول في حديثه لـ"آرام": "تخرجتُ في برنامج دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة، بعد حصولي على منحة دراسية فيه قبل عامين، فور تخرجي في جامعة ماردين التركية بأعلى معدل في اختصاص العلوم السياسية والعلاقات والدولية".

وحول سبب اختياره لهذا الحقل العلمي، يوضح أنَّ برنامج دراسات النزاع في معهد الدوحة يقوم على عبور التخصّصات، وصُمّم على النظام الأميركي، "فدرسنا فيه خلال عامين 42 ساعة أكاديمية (13 مادة دراسية)، توزّعت بين مواد النزاعات، والعلوم السياسية، والوساطة والمفاوضات، واقتصاد النزاع، والدول الهشة، ومجالات العمل الإنساني في مناطق الحروب، واطلعنا على تجارب العديد من الدول التي خاضت نزاعات وحروب أهلية وتدخلات دولية".

وكان الحافز الأساسي لدراسة هذا المجال العلمي، حسب أبي صلاح، أنَّ برنامج دراسات النزاع يكاد يكون الوحيد في المنطقة العربية، فهو حقل غني وحديث حتى في الجامعات الغربية، وله صلة مباشرة بما يجري في سوريا، فالثورة السورية بعد أكثر من عقد على انطلاقتها، تحوّلت إلى "نزاعات مركبة داخلية وإقليمية ودولية"، مشيراً إلى أنَّ دراسة هذا المجال من ناحية أكاديمية يُقدّم فهماً أعمقاً لسياق ما يجري في الساحة السورية، وهذا بدوره يساعدنا أكثر على خدمة القضية السورية.

وعن رسالة الماجستير التي حصل فيها على العلامة التامة، يقول أبو صلاح: "درست فيها الآليات التي يُسيطر من خلالها نظام الأسد على المؤسسات السورية، فاخترت جامعة البعث في حمص، وكيف حوّلها نظام الأسد من مؤسسة عامة من المفترض أنّها تخدم المجتمع إلى أداة للقمع والسيطرة في الحراك الطلابي.

ويؤكد أنَّ الهدف من دراسة هذا الموضوع، هو العمل على تفكيك آليات السيطرة على الجامعات السورية، في سبيل إعادة هيكلتها وتنظيمها مستقبلاً بما يخدم المجتمع السوري، بعيداً عن الاستقطابات السياسية، والسلطة القائمة. مضيفاً: "قدمتُ العديد من الأبحاث الأخرى، حول سياقات الثورة السورية، والأطراف المنخرطة فيها، ووساطة الجامعة العربية ونماذج إعادة الإعمار الحالية في شمال وشرقي سوريا".

المتفوقان خالد أبو صلاح وخليل هلوش.jpeg

مناقشة الدعاية الإسرائيلية "هاسبارا"

بدوره، الصحفي عمر عبد اللطيف، نال درجة امتياز (A) (3.6 من 4) في ماجستير دراسات النزاعات والعمل الإنساني، يتفق مع زميله أبو صلاح، في إمكانية أن تسهم دراسة النزاعات في امتلاك أساليب ومنهجيات البحث العلمي الأكاديمي الرصين، وبالتالي التعمّق في فهم الأزمات ودراستها، إضافة إلى المساهمة مستقبلاً في إعداد أبحاث ودراسات رصينة تسهم في التراكم المعرفي.

ويتابع: "سواء فيما يتعلّق بسوريا التي نتطلع لأن تتحقق فيها مطالب الشعب السوري في زوال نظام الأسد وتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية، أو فيما يتعلّق بباقي الأزمات العربية، وكيفية المساهمة في تقديم معرفة رصينة تساعد في فهمها، وبالتالي حلّها على نحو يُحقق العدالة، إذ على كلّ صحفي أن يطوّر مهاراته باستمرار". 

ويروي في تصريحه لـ"آرام" أهمية مشروع تخرجه الذي ناقش فيه الدعاية الإسرائيلية "هاسبارا"، وكيف تصوّر إسرائيل، على أنّها دولة ديمقراطية لا يمكن أن تكون إلا ضمن المنظومة الغربية المتحضرة، وتسعى لتحقيق "السلام" في مُقابل طرف فلسطيني-عربي "عنيف ومتطرف" مضطرة للدفاع عن نفسها أمامه، إضافة إلى الترويج لفكرة أنَّ إسرائيل دولة صغيرة مهدّدة من محيط عدواني.

ويضيف المتفوّق المنحدر من حمص ويعمل في قناة الجزيرة منذ نحو عشر سنوات، أنَّ الدراسة سعت إلى معرفة ماهي المضامين الدعائية في الإنتاجات الإسرائيلية الدرامية والسينمائية، وهي مضامين مستمدة من أدبيات الدعاية الإسرائيلية التي تستند إلى وثائق وإرشادات أجهزة هاسبارا، ويتم تزويد المؤسسات الإعلامية وغير الإعلامية بها، وتجاوب الرسالة على أسئلة تتعلّق بهذه الدعاية، عبر منهجية تحليل المضمون.

وحول سبب اختياره لهذه الدراسة، يجيب عبد اللطيف، بأنَّ الأسباب كثيرة من بينها ندرة الدراسات التي تتناول "هاسبارا"، ومحاولة الحصول على معرفة وفهم أوسع وأعمق لكيفية توظيف إسرائيل إنتاجها السينمائي والدرامي في التسويق لسرديتها ومضامينها الدعائية بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، ومساهمتها في تشكيل ذاكرة ملايين المشاهدين حول العالم من خلال تبني الرواية الإسرائيلية والانحياز لها.

المتفوق عمر عبد اللطيف.jpeg

التمسّك بالقضية السورية

بعد مرحلة يأس عاشها المتفوّق خليل هلوش، المنحدر من مدينة القامشلي في جبل من جبال لبنان يُعدّ مقطوعاً، نال درجة الماجستير بتخصّصه في اللغة العربية بدرجة جيد جداً (3.4 من 4)، ويقول لشبكة "آرام": "بوصفي جزءاً من الشعب السوري البسيط الذي يؤمن بقضيته العادلة إيماناً ينطلق من مبدأ أخلاقي، كنت هناك ولا صوت يعلو على صوت اليأس الذي يُنذر بفقدان الأمل، فتقدمت لمنحة معهد الدوحة للدراسات العليا في برنامج اللسانيات والمعجمية العربية وتم قبولي وتخرجت".

ويلفت هلوش، إلى تقديمه مقالة خلال دراسة الماجستير عن "شعارات الثورة السورية"، وقصة تلخص مسيرته الشخصية وصعوبات الطريق التي عايشها خلال رحلة لجوئه إلى لبنان، وذلك حسب وصفه، "انطلاقاً من مبدأ أخلاقي يتحتم علينا أن نبقى متمسّكين بقضية الثورة السورية".

ويوضح هلوش وهو خريج جامعة دمشق، أنَّ مشروع تخرجه في برنامج اللسانيات والمعجمية العربية كان بحثاً بعنوان: "العلاقة بين الدال والمدلول في التراث العربي"، مضيفاً: "وذلك انطلاقاً بالإيمان بالتراث وبغية ربطه بالفكر اللساني الحديث، وإخراجه من بطون الكتب القديمة بحلة جديدة، وللاستفادة من التحليل اللساني الحديث في ربط تراثنا بالعصر الحديث.

المتفوق خليل هلوش.jpeg

وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، يرافقه رئيس مجلس الأمناء الدكتور عزمي بشارة، وزّع الشهادات على الخريجين البالغ عددهم 216 طالباً وطالبة بينهم 22 سوريّاً، منهم 144 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية و72 في كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية.

وحضر العديد من الشخصيات السورية حقل التخرّج، وفي مقدمتهم المهندس أحمد معاذ الخطيب الرئيس السابق لقوى الثورة والمعارضة السورية، والأستاذ فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وعدد من الصحافيين السوريين المقيمين في الدوحة.

خالد أبو صلاح وخليل هلوش مع معاذ الخطيب.jpeg

اقرأ أيضاً: