الجمعة 12 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

الأردن في عين العاصفة.. هل سيمر طريق القدس من عمّان؟

27 مايو 2022، 11:56 م
الأردن في عين العاصفة.. هل سيمر طريق القدس من عمّان؟

د. باسل معراوي

كاتب وسياسي سوري

27 مايو 2022 . الساعة 11:56 م

لا يخفي نظام ولاية الفقيه طموحه بالسيطرة على المنطقة العربية كلها وربّما أبعد من ذلك لتحقيق مشروعه الذي بدأ به منذ أكثر من أربعين عاماً، وقد تمكن من إحداث نجاحات لا يمكن إنكارها فقد أمسك بالقرار السياسي بأربع عواصم عربية وأضاف لها مدينة غزة في فلسطين المحتلة.

ونتيجة ذلك التمدد، أضحى يحيط بالخليج العربي بجناحين: جنوبي عبر ميليشيا الحوثي، وشمالي عبر تواجده ببلاد الشام وبات يشرف على الضفة الشرقية للمتوسط ومضيق هرمز ومضيق باب المندب. وباتت أدواته معروفة وهي الميليشيات والمسيرات والمخدرات وإثارة الفوضى في الدول قبل التمدد إليه.

وليس شرطاً وجود حاضنة شيعية (مع أهميتها) فقد سيطر على القرار السياسي لحركة حماس الفلسطينية السنيّة وبات مهوى أفئدة كثير من القومجية العرب وبقايا حركات اليسار.. وحتى من أقليات دينية غير مسلمة عبر ما يُطلق عليه بتحالف الأقليات.. فئة يستهدفها بخطابه الديني المذهبي وفئة بخطابة المعادي للشيطان الأكبر والصهيونية العالمية، وفئة يُضللها بشعارات المقاومة والممانعة للكيان الصهيوني واستغلاله للعواطف الدينية كتحرير القدس والمسجد الأقصى وإطلاق مختلف التسميات أو الاحتفالات أو المهرجانات دون القيام بإطلاق رصاصة عليه.. بل بات طريق القدس يمر من بغداد وحلب ودمشق وبيروت مقولات تثير الاشمئزاز أو السخرية عند السامعين فيما لازال جزء مهم من العرب وغيرهم يصدقونه بذلك.

هل سيمر طريق القدس من عمٌان؟

يبدو أنه لن يكون بعيداً ذلك الزمن الذي نسمع به ذلك الشعار.. إذ يشكل الأردن هدفاً محتملاً ومهماً وأسهل من غيره، إذ إن المملكة الأردنية الهاشمية تقع في قلب مثلث الصراع السعودي الإيراني الإسرائيلي.. تحدها الضفة الغربية غرباً والمملكة العربية السعودية جنوباً والميليشيات الإيرانية من الشرق والشمال المتواجدة بسوريا والعراق.

لا يوجد موقع أهم للميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من التموضع ببقعة تحد دولة الاحتلال والمملكة وابتزازهما، وليس من قبيل المصادفة أن يكون الملك الهاشمي هو أول من حذر من الهلال الشيعي عام 2004 ووقتها كانت بغداد تحت الاحتلال الأمريكي ومجلس حكم بريمر، وإنّما كانت خشية الملك من حكومة موالية لطهران في بغداد، وهذا ما حصل منذ العام 2005 إدراك الملك الأردني لخطورة المخطط الإيراني بعد فشل الروس (أو تعمدهم) بمنع سيطرة ميليشيات إيران على سهل حوران والمنطقة الجنوبية بفعل الاتفاق الذي تم إبرامه بعهد إدارة الرئيس ترامب بالعام 2018.

حاول الملك مسك العصا من المنتصف لئلا يتلقى ضربات الميليشيات بعد أن أصبح وجودهم على حدوده أمراً واقعاً.. أرسل وفداً نيابياً إلى بغداد التقى أحد أسوأ قادة الميليشيات العراقية الموالية لطهران قيس الخزعلي، الأمين العام لعصائب أهل الحق بحجج تسهيل زيارات حجاج إيرانيين وعراقيين تحت مسمى السياحة الدينية لأماكن في محافظة الكرك يقال إن فيها قبر الصحابي الجليل جعفر الطيار.

وفي صيف العام الماضي وأثناء زيارة قام بها للولايات المتحدة التقى بها الرئيس الأمريكي حاول ترويج سياسة الخطوة خطوة مع النظام السوري ثم انتشرت وثيقة قيل إنها قدمت من الملك للرئيس أسميت باللا ورقة تقول إن النظام السوري أمراً واقعاً وعلينا التعاون معه بل تعويمه عربياً.

واشتكى من سوء حالة الاقتصاد الأردني وتأثره بإغلاق المعبر الحدودي مع سوريا.. ثم حاول الحصول على استثناءات أمريكية من عقوبات قانون قيصر للشركات والأفراد الذين سيعملون بإيصال الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري وكانت المملكة تعلن بشكل متكرر عن ضبط شحنات من المواد المخدرة عبر حدودها البرية أو ضمن الشاحنات التجارية التي تعبر ممر جابر الحدودي.

وكانت الشكوى تتصاعد حتى وصلت ببدايات العام الحالي إلى انتشار الجيش الأردني على الحدود مع سوريا بدل قوات حرس الحدود وإعلانه أنه سيغير قواعد الاشتباك بعد قتلى وجرحى سقطوا خلال التصدي لإحدى عمليات التسلل عبر الحدود.. ولم تكن تخلو بعض البيانات عن تهريب أسلحة وليس مخدرات فقط.

وكانت الاتهامات الأردنية تشير إلى عمليات تهريب منظمة غير اعتيادية تشترك بها ميليشيا تتوزع إلى مجموعات رصد ومجموعات تأمين ومجموعة التهريب، حيث تم رصد 300 عنصر من الميليشيا اشتركوا في إحدى عمليات التهريب.. طبعاً فشلت كل المحاولات لإنعاش الاقتصاد الأردني عبر تنشيط التجارة البرية وفشل مشروع تزويد لبنان بالغاز والكهرباء ولم يبق إلا تهريب المخدرات عبر الحدود حيث يشكل الأردن بلد عبور للخليج ولا يشكل الاستهلاك المحلي إلا قدراً يسيراً من المخدرات المهربة.

كانت الولايات المتحدة بالطبع على دراية بالمخططات الإيرانية فقامت بنقل جزء مهم من قواتها من دولة قطر وإقامة قاعدة عسكرية بمدينة الأزرق شرق المملكة لتدعيم القوات الأردنية وإعطاء إشارات أو رسالة إلى الميليشيات الإيرانية.. من غير المجدي تجارياً استخدام الطيران المسير في عمليات التهريب وقد تم الإعلان عن التصدي لعدة محاولات تهريب ويمكن أن تكون الرسالة اختراق الأجواء الأردنية وإيصال رسائل تهديد أمنية.

ويقول أردنيون إنهم رصدوا عدة محاولات استهداف للقاعدة الأمريكية بالأزرق من طيران مسير بعد اتهام الأردن طائرات إسرائيلية عبرت أجواءها لضرب مواقع ومنشآت إيرانية في سوريا ليس مفاجئاً تصريح الملك الأردني عن خطورة انتشار الميليشيا ذات التابعية الإيرانية على حدود بلاده بعد تلاشي الدور الروسي تماماً بالجنوب السوري وانكفائه عن مناطق سوريا عديدة انتشرت مكانه ميليشيات إيرانية مختلفة.. يدق الملك الأردني ناقوس الخطر بما هو قادم.

نقاط الضعف الأردنية التي يمكن أن تستغلها الميليشيات

يمكن أن نحدد بعضاً من تلك النقاط التي ستحاول الميليشيات استغلالها لتخريب الساحة الأردنية تمهيداً للانقضاض:

أشك أن الوضع الاقتصادي الأردني في أسوأ حالاته وقد فاقم ذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات عالمياً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وبعد اجتياز أزمة جائحة كورونا، لذلك وأسوة بغيره من البلدان قد تندلع احتجاجات جوع لا يمكن السيطرة على اتساعها، وبالتالي ستكون تلك مدخلاً مهماً لتسعير الفوضى والاضطرابات.

يتواجد في المملكة الأردنية جمهور مهم مؤيد لحركة حماس التي تدور في الفلك الإيراني.

إن القرار الأخير للملك الأردني بفرض إقامة جبرية على شقيقه حمزة بن الحسين واتهامه لأول مرة بصفات وأوصاف قد ترقى لحد الخيانة أو التآمر الخارجي وتذكيره بمحاولة الفتنة أو الانقلاب التي قادها العام الماضي.. واتهامه بمحاولة العبث بالوحدة الوطنية.. كل ذلك يشير إلى أن فئة مهمة من العشائر الأردنية غير راضية عن أداء الملك الحالي، وتولي الأمير حمزة.. وهذه نقطة خطيرة ممكن النفاذ إليها لخلق اضطرابات في الشارع الأردني.

توجد قطاعات مهمة من المجتمع الأردني من حزب البعث السوري وبقايا اليسار والقوميين العرب وغيرهم ممن يؤيدون النظام السوري ومحوره وشعاراته وهم متواجدون أيضاً بالنقابات المهنية وغرف التجارة والصناعة.. ولم تنقطع زياراتهم إلى دمشق ولقاءاتهم من مسؤولي النظام وبإحدى المرات التقاهم رأس النظام بذاته.

لذلك فإن مخاوف الملك الأردني بمكانها، وهو الأول الذي حذر من هلال شيعي بات بعد ثمانية عشر عاماً يطرق بابه على أمل إيراني بأن يتم التماس الهلال الشيعي وثبوت رؤيته في عمان (لا سمح الله).

المصدر: سوريا الأمل

اقرأ أيضاً: