الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

بـ"الأخضر الإبراهيمي".. معتقل مفرج عنه حديثاً يروي لـ"آرام" فظاعة علاج السجناء في صيدنايا

03 يوليو 2022، 06:10 م
جلسة حوارية للمعتقلين في عفرين عدسة أمين العلي آرام 2 تموز 2022
جلسة حوارية للمعتقلين في عفرين عدسة أمين العلي آرام 2 تموز 2022

آرام – أمين العلي

أدلى أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً من سجن صيدنايا العسكري الواقع في محافظة ريف دمشق جنوبي سوريا، شهادته عن فظاعة علاج السجناء في المعتقل، في لقاء لشبكة "آرام" خلال جلسة حوارية للمعتقلين المفرج عنهم مؤخراً أقامتها "رابطة المحامين السوريين الأحرار"، أمس السبت.

وفي حديثه لنا قال "أحمد الحمادي" المنحدر من محافظة حمص: "اعتقلني نظام الأسد مطلع العام 2012 وأمضيت أغلب فترة اعتقالي في سجن صيدنايا وهو يفتقد لكلّ مقومات الحياة، من حيث شح الطعام، والنظافة، وانعدام العناية الطبية، يرافقها تعذيب متواصل ليلاً نهاراً، والأكثر من ذلك يمنع المعتقل من الكلام مع زملائه إلا بصوت منخفض، فكنّا لا نرفع صوتنا إلا أثناء التعذيب".

وأضاف: "أنا أحد الذين أفرج عنهم مؤخراً، وعندما خرجت من السجن كنت لا أعرف صوتي لأنّني أنا والكثير من المعتقلين ممنوع أن نرفع صوتنا، إلا أثناء التعذيب، خرجت من المعتقل وزني خمسين كيلوغراماً، بسبب غياب وجبة كافية من الطعام للمعتقل، ما أدى للإصابة بسوء تغذية شديد".

وتابع الحمادي قوله: "كنت معتقل في الطابق الثالث، وأي عطل يحدث في السجن يقطعون عنا الماء، وفي إحدى المرَّات قُطعت المياه عنا لمدة ثمانية أيام متواصلة، فوصلنا لمرحلة الموت من العطش، وعدد من رفاقي وصلوا إلى حالات سيئة جداً من الإغماء".

وكانت ظروف الاعتقال من الصعب جداً وصفها، فالحياة تتراوح بين "التعذيب الجسدي، والتعذيب النفسي عبر الإساءات اللفظية، ما يؤدي لانهيار تام لأيّ معتقل، يضاف إليه أمراض جلدية مثل الجرب وتفشى القمل في أجسادنا النحيلة، ووصلنا لمرحلة إذا أحدنا أصابه إسهال يفقد حياته". حسب الحمادي.

ويكمل حديثه: "لا يوجد أبداً عناية طبيّة ولا علاج، وإذا أحدنا تورط وطلب الطبيب، فهذه تعتبر جريمة وفق منظور مسؤولي السجن، حيث يحضرون له الجلاد ويبدأ بتعذيبه بدلاً من الطبيب، وكأنَّك فتحت على نفسك باب جهنم عندما تطلب الطبيب، والجلاد يقول للمعتقل المريض من ماذا تشتكي ويضربك، وفي ذات الوقت تسمع صراخ زملائك الذين يعذبون أيضاً".

اقرأ أيضاً: معتقل يروي لـ"آرام" حكايته ضمن فعالية لـ"المحامين الأحرار" شمال حلب

ويشير الحمادي في حديثه لـ"آرام" إلى أنَّ العلاج الأقوى بالنسبة للجلاد هو استخدامه لأنبوب تمديد صحي يضع في داخله عصا خشبية كي يصبح ألمه مضاعفاً أكثر ويطلق السجانون على هذا الأنبوب "الأخضر الإبراهيمي" حيث أطلق السجانون هذا الاسم "استهزاءً بالأخضر الإبراهيمي ومهمته بين عامي 2012 و2014 كمبعوث دولي إلى سوريا".

وهذا القضيب البلاستيكي يعد من أكثر أدوات التعذيب المستخدمة في سجون وأفرع مخابرات النظام، ويضيف الحمادي: "العلاج بالنسبة للمعتقل في السجن هو التعذيب بالأخضر الإبراهيمي، فكانوا يضربونا به، ويقولون هذا الذي أتى لإنقاذكم، هذا الذي أتى يطالب بكم، ويضربونا بكلّ قوة، فكان الأخضر الإبراهيمي علاج لكل شيء في المعتقل، حتى توفي أغلب من كانوا معي في المعتقل، نتيجة الأمراض الجلدية وغيرها الناتجة عن التعذيب الممنهج".

اقرأ أيضاً: بشار الأسد يعفو عن "الجرائم الإرهابية".. تعقيب قانوني مهم

يشار إلى أنَّ الجلسة الحوارية للمعتقلين الذين أفرج عنهم حديثاً، أقيمت أمس السبت في مطعم التراس بمدينة عفرين شمال محافظة حلب، للحديث عن الانتهاكات التي تعرضوا لها بحضور عدد من النشطاء الحقوقيين، وقانونيين، حيث بدأت الجلسة بأناشيد ثورية لمنشد الثورة السورية أبو النصر الحمصي، ثم بدأ كلّ من المعتقلين يروي ما حدث له في سجون الأسد.

والجدير بالذكر، أنَّ عدد المعتقلين المفرج عنهم من سجن صيدنايا منذ 30 نيسان/أبريل الماضي، وحتى أيار/مايو الماضي، بلغ 136 شخصاً، بينهم 7 يعود تاريخ اعتقالهم إلى العام 2011، و8 يعود للعام 2012، و51 شخصاً يعود للعام 2018، فيما لم يتم تحديد تاريخ دقيق لـ31 شخصاً من المفرج عنهم، وذكرت رابطة "معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" أنَّ القائمة غير نهائية والعدد قابل للزيادة في الأيام القادمة.

وفي 16 أيار/مايو الماضي، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إفراج نظام الأسد عن 476 شخصاً وفق مرسوم العفو 7/2022 وما زال لديه قرابة 132 ألف معتقل منذ آذار 2011، إضافة إلى 87 ألف مختفٍ قسرياً. ولم يتوقف النظام عن عمليات الاعتقال التعسفي.

وكان عضو "هيئة القانونين السوريين" المحامي عبد الناصر حوشان، أفاد بأنَّ عدد المفرج عنهم ابتداءً دون قيد أو شرط يجب أن يبلغ  3028 معتقلاً من المحكومين بعقوبات السجن، وذلك تعقيباً على القانون رقم 7 لعام 2022 الصادر عن بشار الأسد نهاية نيسان/أبريل الفائت بخصوص العفو عن "الجرائم الإرهابية".

اقرأ أيضاً: الصحافة الهولندية تقيم ندوة لإعادة التغطية للملف السوري.. ما أهميتها؟