انسحب المحتلون الروس، في 30 يونيو/ حزيران 2022، من جزيرة زميني (الثعبان) الأوكرانية في البحر الأسود. ويعود الفضل في ذلك إلى القوات الأوكرانية المدافعة عن مقاطعة أوديسا التي بذلت قصارى جهدها من أجل استعادة هذه الجزيرة الاستراتيجية، والشركاء الأجانب الذين زودوا أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة اللازمة، وكذلك مصممي ومصنعي مدفع هاوتزر ذاتي الدفع الأوكراني "بوغدانا".
احتلت القوات الروسية هذه الجزيرة التي تكتسب الأهمية الاستراتيجية وتقع جنوبي شاطئ مدينة أوديسا على بعد 35 كيلومتراً من الساحل في اليوم الأول من الحرب. ومنذ ذلك الحين قصفت أوكرانيا القوات الروسية المتمركزة في الجزيرة بشكل متكرر حتى لم تتمكن من الصمود أمام نيران المدفعية والصواريخ والضربات الجوية الأوكرانية وغادرت الجزيرة 30 حزيران/ يونيو.
لا يمكن لروسيا أن تقبل هزيمتها في المعارك على الجزيرة وصرحت وزارة الدفاع الروسية بأن سحب كتيبتها منها "بادرة حسن نية" من جانب روسيا.
ومع ذلك، درست أوكرانيا تصرفات العدو جيداً خلال الحرب وفهمت أنه لا يوجد بوادر حسن نية من جانب دولة إرهابية يرأسها مجرمون ولا بد أن يوم الانتقام قريب.
حلت ليلة 1 تموز/ يوليو 2022 عندما شنت الطائرات الاستراتيجية الروسية من طراز تو-22 ضربات صاروخية على منطقة بيلغورود دنيستروفسكي في مقاطعة أوديسا. أصابت ثلاثة صواريخ Kh-22مبنى سكنياً من 9 طوابق ومنتجعين صحيين في قرية سيرغييفكا.
وتجدر الإشارة إلى أن صواريخ Kh-22تعتير صواريخ قديمة ويمكن أن تصل نسبة خطأها إلى 300 متر. ولذا تُعرّض قيادة الجيش الروسي حياة المدنيين للخطر عمداً إذ أنها توجه ضربات بالصواريخ غير عالية الدقة.
أسفرت الضربات الصاروخية عن مقتل 18 شخصاً بينهم طفلان وإصابة أكثر من 30 شخصاً. ولا يزال رجال الإنقاذ يزيلون أنقاض المبنى السكني ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى.
ولذا يجب تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب لأن "الإرهابيين المجانين فقط هم الذين يستطيعون إصابة أهداف مدنية بصواريخ ولذا لا ينبغي أن يكون لهم مكان على الأرض"، وفق تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لا بد من إيقاف بوتين وجيشه بأي وسيلة من الوسائل الممكنة لكي لا تعاني أوكرانيا وبقية العالم المتحضر من طموحات بوتين المجنونة.
اقرأ أيضاً: الغرق الروسي في أوكرانيا
