الجمعة 08 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

كيف جرى التعاطي مع صورة "الرفاعي" و"هنية"؟

06 يوليو 2022، 10:34 م
كيف جرى التعاطي مع صورة "الرفاعي" و"هنية"؟
06 يوليو 2022 . الساعة 10:34 م

يقول المفكر الفرنسي، غوستاف لوبن، في كتابه "سيكولوجيا الجماهير": "إن الجماهير لا يمكن تحريكها والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرّفة والشعارات العنيفة، وكذلك التكرار دون إثبات أي شيء عن طريق المُحاجّة العقلانية" مضيفًا: "الجماهير لا تعرف إلا العواطف البسيطة والمتطرفة".

ربما هذا ما حدث بالضبط في قضية صورة رئيس المجلس الإسلامي السوري، ومفتي سوريا الشيخ "أسامة الرفاعي" التي جمعته مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية"، حيث أثارت الصورة التي تجمع الرجلين ردود فعل واسعة في الأوساط السورية، بين منتقد ومبرر، وذلك في ظل تبدل موقع حركة حماس، وتطبيعها مع نظام الأسد، علاوة على علاقة إسماعيل هنية بالنظام الإيراني، ووصفه في وقت سابق لقائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" بـ"شهيد القدس".

لكن سرعان ما قدم المجلس توضيحًا منطقيًا لما حدث؛ حيث قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي السوري، المهندس مطيع البطين، بتسجيل مصور له: "إن اللقاء الذي جمع الشيخ أسامة الرفاعي، بإسماعيل هنية، كان لإيصال رسالة تحذيرية من المجلس الإسلامي لحركة حماس من التطبيع مع النظام والعلاقة مع إيران".

وأوضح البطين أنه تم خلال هذا اللقاء إيصال رسالة “واضحة” من علماء العالم الإسلامي عمومًا، والمجلس الإسلامي السوري خصوصًا، مفادها إن لم تستجب الحركة لطلب العلماء، فسيصدر (المجلس الإسلامي السوري) بيانًا مفصليًا حول هذا القرار إضافة لكثير من الهيئات والعلماء الذين ينتظرون جواب الحركة.

البيان التوضيحي الذي أصدره المجلس مكتوبًا، ومسجلًا على لسان المتحدث باسمه؛ بدا كـ"خطاب تهديد" لحركة حماس، وقطع الشك باليقين، أن المجلس لا يقر ممارسات حركة حماس ولا علاقاتها مع نظام الأسد، وإنما يريد بالفعل "ثنيها عن قرارها"، مع الإشارة هنا إلى أن الحركة سبق وسحبت مكاتبها من العاصمة دمشق، ورفع بعض قادتها علم الثورة في السنوات الأولى لانطلاقها، علاوة على مساهمة مدربين عسكريين من حركة حماس بتدريب فصائل الثورة في بداياتها، وتشكيل فلسطيني سوريا فصائل مسلحة بدعم من حماس لمواجهة الأسد، وهو ما جعل من الممكن والضروري السعي في إعادة الحركة والضغط عليها للعودة لمواقفها القديمة، وهو ما حدث في الاجتماع الذي استمر لأكثر من 5 ساعات بحسب تقارير.

أما عن الصورة التي كانت على هامش اللقاء، فلم يستبعد مراقبون، أنها قد تكون محاولة من الحركة، لإظهار تأييد "علماء أهل السنة" لمسارها ومسلكها في علاقاتها السياسية، حيث لم يكن الشيخ أسامة الرفاعي وحيدًا في الصورة، وإنما كان هناك جمع كبير من علماء العالم الإسلامي حاضرين.

اقرأ أيضاً: مصادر: قرار جديد لـ "حماس" بشأن العلاقة مع نظام الأسد

إلا أن أطرافًا أخرى استغلت الصورة باتجاه آخر، بهدف إسقاط شخص الشيخ أسامة الرفاعي، ووجدوا فيها فرصة لإسقاط المجلس، وكان أبرزهم العلمانيون المتطرفون الذين هدفهم إسقاط كل ما هو إسلامي من جهة، ومن جهة أخرى، هيئة تحرير الشام التي سبق ودخلت في سجالات متعددة مع المجلس في أكثر من موقف، كان آخرها بسبب الصدام الذي حدث بين الفيلق الثالث في الجيش الوطني، ومجموعة منشقة من الفرقة 32.

حينما تدخلت تحرير الشام لصالح الفرقة 32، ووصلت لأطراف مركز مدينة عفرين، وأفتى المجلس حينها بضرورة مواجهتها، ليجد أتباعها في الصورة فرصة لإسقاط المجلس ورمزيته التي حظي بها بين السوريين، عبر خطاب فوضوي عاطفي متطرف، وبشكل مقصود لا تنفع معه أي محاجة عقلية، متبعين بذلك ما أشار له لوبون من أن "الجماهير لا يمكن تحريكها والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرّفة والشعارات العنيفة، وكذلك التكرار دون إثبات أي شيء عن طريق المُحاجّة العقلاني".

اقرأ أيضاً: ما قصة لقاء الشيخ أسامة الرفاعي مع إسماعيل هنية؟

وخلال عقد كامل من ثورة السوريين وحتى يومنا هذا نجد المسلسل الممنهج لإسقاط الرموز أشخاصاً ومؤسسات كيف أدى لفراغ حقيقي وانخفض تأثير الحكماء والمؤثرين بل وأدت حملات التخوين لخوف وعزوف النشطاء من الرد والتضامن خوفاً من التشويه الممنهج الذي سيلحق بهم بمجرد الدفاع عن قيادات ومشايخ وحكماء برز اسمهم خلال الثورة السورية، وحاولت تلك الجهات إسقاط الرموز وتلاقت تلك الجهات على ثغر موحد رغم جذور الاختلاف البنيوي فيما بينها فقد التقى المتطرف العلماني مع المتطرف الداعشي والقاعدي إلى جانب الجيش الالكتروني للنظام في بوتقة سوداوية واحدة لا يهمها سوى إطلاق حملات التخوين والإسقاط.

اقرأ أيضاً: "المعارضة السورية" تعلق على تقارب "حماس" مع نظام الأسد