آرام – عائشة صبري
يعتقد المستشار الاقتصادي الدولي، د. أسامة قاضي، أن يواصل معدن الذهب انخفاض سعره عالمياً ليصل إلى أرقام قياسية مع نهاية العام الجاري، مقابل كثرة الطلب على الدولار الأمريكي.
ويقول قاضي، في تصريح خاص لشبكة "آرام"، اليوم الأحد: إنَّ الذهب عادةً ما يكون ملاذاً آمناً للمستثمرين لكن مع ارتفاع سعر الدولار ورفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، يصبح عندها اللجوء إلى الدولار أكثر بكثير من الذهب.
ويوضح رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا، أنَّ معدلات استبدال الذهب بالدولار بدأت في 22 نيسان/أبريل الماضي، حين كان سعر الأونصة الواحدة للذهب 1934 دولاراً، بينما انخفض سعر الذهب اليوم إلى 1708 دولارات للأونصة الواحدة.
ويضيف قاضي، أنَّ سعر أونصة الذهب هبط بمعدل 300 دولار إذ كان سعرها في 8 آذار/مارس الماضي 2052 دولاراً، وذلك بسبب رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتابع: وذهاب الأموال الساخنة إلى أمريكا بشكل كبير، جعل الطلب على الدولار كبيراً مقارنةً بالعملات الأخرى، بالتالي الناس تخلّت عن الذهب لأنَّها وجدت في الدولار ملاذاً أكبر.
ويتوقّع المستشار الاقتصادي أن يبقى سعر الذهب في حالة انخفاض ليصل ربّما إلى مستوى سعره في العام 2016 عندما وصل سعر الأونصة الواحدة إلى 1062 دولاراً، والتوقعات تشير إلى هبوط سعر الأونصة 700 دولار في الشهور القادمة.
ويرى قاضي، أنَّه ليس من الصعب أن يواصل سعر الذهب انخفاضه حتى يصل لنحو ألف دولار للأونصة الواحدة في نهاية العام الحالي، وذلك حال استمرت واشنطن في رفع معدلات الفائدة.
وينوَّه في ختام حديثه، إلى أنَّ الذهب في مراحل سابقة لم يتجاوز سعر الأونصة 1300 دولار وفي 5 أيلول/سبتمبر من العام 2018 انخفض سعر الأونصة إلى 1194 دولاراً، وفي العام 2008 بلغ سعر الأونصة 700 دولار بينما سعره كان في 9 آذار/مارس 1999 259 دولاراً، وبالتالي أسعار الذهب تفاوتت كثيراً خلال آخر ثلاثين عاماً.
وفي آخر مستجدات لسعر الذهب، وفقاً لموقع "الليرة اليوم" بلغ سعر أونصة الذهب مساء الأحد، 1708 دولارات أمريكية، وبلغ سعر شراء غرام الذهب عيار 21 في سوريا 191,761 ليرة سورية، والعيار 22 بلغ 200,632 ليرة سورية، وفي تركيا وصل سعر غرام عيار 21 قيراطاً إلى 836.311 ليرة تركية، والعيار 22 سعر الغرام 876.253 ليرة تركية.
وبحسب وكالة أنباء "رويترز" فقد بلغ الذهب أدنى مستوياته منذ 30 أيلول/سبتمبر الماضي عند 36،1722 دولار للأوقية في وقت سابق، وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1،0 في المائة إلى 60،1733 دولار للأوقية.
ويوم الخميس الفائت، قال صانعو السياسة النقدية الأكثر تشدداً في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي): إنَّهم يميلون إلى زيادة أخرى في سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية هذا الشهر، وليس بالقدر الأكبر الذي سارع المتعاملون إلى التأهب له بعد أن أظهر تقرير يوم الأربعاء أن التضخم يتسارع.
وتزيد معدلات الفائدة وعوائد السندات المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عوائد ثابتة. وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات يوم الجمعة الفائت، مما عزّز سعر الذهب بشكل طفيف.
ودفعت حالة عدم اليقين المتعلقة برفع أسعار الفائدة والبيانات الاقتصادية الضعيفة عقود الخامين إلى التراجع يوم الخميس، وانخفضت إلى أقل من مستوى إغلاق يوم 23 فبراير/شباط الماضي، أي قبل يوم من غزو روسيا لأوكرانيا. غير أنَّ كلا الخامين عوَّض خسائره بحلول نهاية الجلسة.
هذا وأثّر الارتفاع المستمر في الدولار والمخاوف من رفع حاد لأسعار الفائدة الأميركية على الطلب على السبائك، ويحوم الدولار حول أعلى مستوياته في 20 عاماً، ليستمر في خفض الطلب على الذهب المقوّم بالعملة الأميركية بين المستثمرين الأجانب. حسب صحيفة "العربي الجديد".
وبين المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 1.1 بالمئة إلى 18.18 دولاراً للأوقية، لتخسر حوالي 6 بالمئة هذا الأسبوع متجهة إلى سابع خسارة أسبوعية على التوالي، وتراجع البلاتين 0.4 بالمئة إلى 840.53 دولاراً، وانخفض البلاتين حوالي 6.4 بالمئة هذا الأسبوع، وهو أكبر انخفاض في ثلاثة أشهر. وارتفع البلاديوم 0.4 بالمئة إلى 1904 دولارات، لكنه انخفض 13 بالمئة هذا الأسبوع، وهو أكبر تراجع منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
اقرأ أيضاً: اليورو يتساوى مع الدولار لأول مرة منذ 20 عاماً
