آرام - بسام الرحال
عاد الحديث عن مستقبل الليرة التركية إلى الواجهة، بعد أن شهدت خلال الفترة الماضية تراجعاً في قيمتها لتقترب من 17.4 مقابل الدولار، يرافقه حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بالنسبة لتركيا، وخاصة بعد نيتها شن عملية عسكرية شمالي شرقي سوريا، إضافة لاقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وزادت تصريحات البنك المركزي التركي من المخاوف بعد توقعاته بمزيد من الخسائر نهاية العام الجاري، مستنداً إلى دراسة قدمها باحثون ومصرفيون أتراك، بعد رصدهم تقلبات أسعار سوق الصرف خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
وتوقع الباحث الاقتصادي سامر السليمان في تصريح خاص لـ"آرام"، أن مستقبل الليرة التركية يتجه نحو الانخفاض، وبدا ذلك واضحاً من الخط البياني لمسار الليرة التركية خلال الفترة الماضية.
ورجح أن تصل قيمة الليرة التركية مع نهاية العام الجاري إلى 20 ليرة مقابل الدولار الواحد، مستدلاً على ذلك بالعديد من التصريحات التركية الرسمية التي تتوقع أن تصل إلى هذا المستوى.
ورأى السليمان أن "الاقتصاد العالمي بعمومه يعاني من أزمة وليس تركيا فقط، إلا أن إقدام الأخيرة على شن معركة قسد الميليشيات الكردية شمالي سوريا سيؤثر بشكل خاص على الاقتصاد التركي، بسبب خلق حالة عدم استقرار بالنسبة للدولة التركية".
وتابع: "ستؤدي التطورت العسكرية أيضاً إلى زعزعة العلاقات التركية مع الأطراف المختلفة الموجود في سوريا سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا وإيران، نتيجة المعركة المرتقبة، وما يترتب عليها ربما من موجات لجوء أو نزوح أو غيرها".
وأوضح السليمان أن "العملية الانتخابية القادمة في تركيا ستؤثر أيضاً على قيمة الليرة التركية، سواء تمكن رجب طيب أردوغان من الفوز أم لا"، معتبراً أن "الاقتصاد التركي بات يتعرض للعديد من الهزات التي أدت إلى تضخم وارتفاع في نسبة البطالة".
ولفت إلى أن شخصية الفائز بالانتخابات التركية، لن يكون لها أي تأثير في الليرة التركية، لأنه بحسب سليمان ما يغير قيمة العملة هي السياسات المتبعة في مرحلة ما بعد الانتخابات، والتي يرى أنها غير واضحة حالياً، ولا يوجد أي حلول لوقف تدهورها.
إلا أن المحلل الاقتصادي، مأمون المصري، خالف السليمان في رأيه حول مدى تأثير فوز أو خسارة أردوغان في قيمة الليرة التركية خلال حديثه لـ"آرام"، إذ يرى المصري أن الضغوطات التي تتعرض لها تركيا هو نتيجة عمل مؤسسات اقتصادية خارجة عن إرادة الدول الأوروبية والغربية بشكل عام.
وأضاف أنه في حال وجود رئيس آخر غير الرئيس الحالي، والذي ربما قد يكون موالياً للغرب، قد يؤدي إلى التقليل من هذه الضغوطات التي ستنعكس إيجاباً على قيمة الليرة التركية، وخاصة إذا ما قرر الرئيس الجديد تبني بعض السياسيات التي كانت ترفضها الإدارة التركية الحالية.
كما أن المصري تماشى مع تصورات البنك المركزي التركي، الذي يصدر نشرات بشكل دوري حول توقعاته بشأن الليرة التركية، ووصفها بأنها سلبية، وتؤكد على تراجع في قيمة الليرة خلال الفترة المقبلة.
وأكد المحلل الاقتصادي أن ارتباط السكان شمالي سوريا بالليرة التركية سيؤثر على الأوضاع المعيشية بشكل كبير، مشيراً إلى أن هذا الوضع سيزداد سوءاً في حال قررت أنقرة البدء بعملية عسكرية شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضاً: انخفاض كبير بسعر الذهب.. "آرام" تستعرض الأسباب والتوقعات القادمة
- شاهد إصداراتنا:
