الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

قمة طهران.. فاز الثلاثي وخسرت سوريا

20 يوليو 2022، 07:50 م
قمة طهران.. فاز الثلاثي وخسرت سوريا
20 يوليو 2022 . الساعة 07:50 م

ربما حظي لقاء القمة الأخير للدول الثلاث الراعية لمسار أستانا (تركيا، روسيا، إيران) في العاصمة الإيرانية طهران بمزيد من الاهتمام والترقب، ليس لتوقعات تشي بحدوث اختراقات سياسية في الملف السوري، بل ربما لتزامن تصاعد الحديث عن العملية العسكرية التركية المرتقبة في الشمال السوري مع انعقاد هذه القمة، إذ ظنّ الكثيرون أن القمة المشار إليها سوف تكون حاسمة سواء بإقرار العملية العسكرية أو نفيها، لكن يبدو أن ما جرى بين الرؤساء الثلاثة لا يمكن حصره باهتمامات المتابعين، وخصوصاً السوريين الذين لا يزالون يعتقدون أن القضية السورية وحدها فقط محور مسار أستانا.

ما ينبغي تأكيده أن مسار أستانا وإن كانت انطلاقته مطلع 2017 هو القضية السورية، بل في جانبها العسكري فحسب، إلا أن استمرار هذا المسار أثبت أنه بات يعكس تفاهمات الدول الثلاث ليس على المسألة السورية فقط، بل على مجمل المصالح المشتركة بين الأطراف المشار إليها، وفي هذا السياق لا نستغرب إن وجدنا تحقيق نجاحات في مجالات متنوعة لرعاة أستانا ليس من بينها القضية السورية، ولعل هذا ما حصل بالفعل في قمة طهران الأخيرة.

فإذا كان ما يجمع بين طهران وموسكو هو أن كلا البلدين يخضع لعقوبات من جانب الغرب والولايات المتحدة، فمن الطبيعي أن تكون أولويتهما هي إيجاد فرص للتغلب أو الخروج من عبء تلك العقوبات، وذلك من خلال إبرام العديد من التفاهمات الجديدة على المستويين الاقتصادي والتجاري، وقد حصل ما يماثل ذلك أيضاً بين طهران وأنقرة، إذ اتفق الجانبان على رفع حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى ثلاثين مليار دولار.

أما على المستوى السياسي فلا بأس أن يقارب كل طرف من الأطراف الثلاثة القضية السورية من خلال مصالحه ورؤيته الخاصة، فالدولة المضيفة إيران، لا تزال ترى أن حل القضية السورية يبدأ بخروج القوات الأميركية وعودة السوريين إلى مظلة الأسد، ومساعدة المجتمع الدولي لهذا النظام فيما يخص عودة اللاجئين وإعادة الاعمار، وهذه الرؤية هي ذاتها التي تنطلق من نظام الملالي بأن ما حصل في سوريا مؤامرة وعدوان عليها، وعلى المجتمع الدولي أن يكفّر عن أخطائه بمكافأة حاكم دمشق.

في هذا السياق، لا تكاد روسيا تبتعد عن الرؤية الإيرانية بدعوتها أيضاً إلى ضرورة خروج القوات الأميركية من سوريا موازاةً مع وجوب بسط نظام الأسد سيطرته على كافة الجغرافية السورية، والبدء بمحادثات سورية-سورية بقيادة الأسد، أي البدء بعملية سياسية تتجسد بعودة "المتمردين" إلى إطار شرعية الأسد حسب الرؤية الروسية، ولعل ما زاد في إغراء الروس بالاستمرار في هذا الطرح هو المواقف الرخوة أحياناً والرمادية أحياناً أخرى للمعارضة الرسمية، وخاصة مواقف اللجنة الدستورية التي لا تزال متماهية مع رغبة موسكو في استمرار اللقاءات العبثية لهذه اللجنة وبيانها الأخير حول تسمية وفد النظام بوفد حكومة الجمهورية العربية السورية الذي أثار حفيظة وغضب السوريين.

أما أنقرة فإنها أكدت على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان على ضرورة مكافحة الإرهاب القسدي الذي لا ينبغي أن يكون مختلفاً عن الإرهاب الداعشي وفق أنقرة، كما أكد على ضرورة تجريف مشتقات حزب العمال الكردستاني من منبج وتل رفعت، ولا بأس، وفقاً للرئيس أردوغان، بعد ذلك من العودة إلى حوار سياسي بين الأطراف السورية على أساس القرار الأممي 2254.

لقد انتهت قمة طهران بحصاد سياسي واقتصادي وفير فيما يخص الدول الثلاث، إلا أن وفرة هذا الحصاد لا تطال السوريين ولا قضيتهم فيما اتفق عليه أطراف أستانا الثلاثة، وهو أن تبقى هدنة وقف إطلاق النار قائمة، وبوجود الهدنة ينتفي وجود الحلول، ومن ثم لا بأس من ترحيل الخلافات حول القضية السورية إلى لقاءات قادمة، ذلك أن ما تريده روسيا وإيران هو التأكيد على أن قمة طهران قد أنتجت رداً مناسباً على قمة جدة الخليجية الأميركية.

كما أن الحليفين الروسي والإيراني أرادا التأكيد على أنهما لا يزالان الطرف الأقوى في الشرق الأوسط، فضلاً عن أنهما يمتلكان الكثير من الأوراق التي تجعل منهما ندّين للخصم الأميركي والغربي في المنطقة العربية، وما عزّز من ثقة موسكو وطهران بقدرتهما على مشاغلة الخصم الأميركي هو عدم إجماع الدول الخليجية ومعها مصر والأردن على مفهوم دفاعي واضح في مواجهة التهديد الإيراني.

أضف إلى ذلك فشل الرئيس الأميركي بايدن في إقناع قادة الخليج العربي بالانخراط في حلف عسكري مناهض لإيران، إضافة لفشله أيضاً بإقناع الدول الخليجية بأخذ موقف معادٍ لروسيا والصين على أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يجعل طهران ترى أن أمامها المزيد من المساحات التي تصلح لمناورات مستقبلية حيال صراعها مع الولايات المتحدة.

إصرار الرئيس التركي على "اجتثاث الإرهاب" المتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، لا يوحي بتراجع تركيا عن عزمها القيام بالعملية العسكرية كما توقع البعض، فهل حصل الرئيس التركي على ضوء أخضر من شركاء أستانا لشن العملية العسكرية في الشمال السوري؟ لعل الجواب الفعلي على هذا التساؤل يبقى رهن التفاهمات البينية بين كلّ من تركيا والولايات المتحدة من جهة، وروسيا وتركيا من جهة أخرى، تلك التفاهمات التي ربما يخترق الإعلام جانباً كبيراً منها، إلّا أن جانباً آخر لا يظهر إلّا في الأوقات المناسبة.

المصدر: المدن

اقرأ أيضاً: تصريحات نارية تنبئ بالقادم.. نتائج قمة أستانا حول سوريا

شاهد إصداراتنا: