الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

آنَ للمقاومة أن تعيد سيرتها الأولى

07 اغسطس 2022، 10:02 م
آنَ للمقاومة أن تعيد سيرتها الأولى

فراس السقال

كاتب وباحث سوري

07 اغسطس 2022 . الساعة 10:02 م

في ظلّ هذه الهجمة الصهيونيّة الوحشيّة على أهلنا في قطاع غزة، وتزامناً مع تواطؤ المجتمع الدولي مع الطغاة اليهود، وتهافت المزيد من الدول العربية للتطبيع مع المجرمين اللصوص في تل أبيب، وفي هذا الوقت الذي يتخبط فيه القرار لدى قيادة المقاومة في غزة، حيث تترنح بين طهران ودمشق والضاحية الجنوبية، تلك الأماكن الثلاث التي فيها مكمن الشياطين والأبالسة والمفسدين، فعلى كلّ ناصح أن يدلي دلوه فيما يراه نافعاً لأخيه المسلم، ويكون نصحه أكثر لزاماً كلما زاد الآخر في التهاوي والتغافل.

لذلك أدعو قيادة المقاومة في غزة، لتستعيد ثقة المسلمين التي خسرتها بأسرع وقت، بعد مخالفتها لمعظم أبناء المسلمين وعلمائهم ونصحهم ليبتعدوا عن شياطين فارس ومجرمي الشام وبيروت، حتى ذابوا في مياه الولي الفقيه، وانغمسوا في الوثوق بأعداء أمّة الإسلام من الصفويين المجوس وحلفائهم النُصيرين الحاقدين.

فعناد قادة المقاومة قد يفقدهم حاضنتهم الإسلامية العريضة، والتي كان لها صوت هادر في حروب غزة المنقضية، حيث استطاعوا تحريك مشاعر المسلمين، وتجيش عواطفهم، ما جعل الشعوب تنتفض بالمظاهرات والاعتصامات، واستنفرتْ حملات التأييد وجمع المعونات لأهل غزة، ونادتْ بالخروج في جميع العواصم المسلمة، للتنديد بالعدوان الصهيوني، وكذلك في تحريض المجتمعات والشعوب غير المسلمة في الوقوف ضدّ الظلم والقتل والتدمير، كلّ ذلك دعا الاحتلال الصهيوني لإعادة حساباته والتراجع بإيقاف حربه وقصفه الهمجي على أهلنا في غزة في كلّ مرّة، ولا ننكر شدة وضراوة المقاومة التي أمطرت إسرائيل مئات الصواريخ، ولكن كلّ ذلك ما كان كائناً لولا التحام الشعوب بالتضامن والتعاطف مع قضية فلسطين.

والآن وبعد الانتكاسات المتتالية التي تعرضتْ لها المقاومة في غزة بسبب سياسة قادتها في إصرارها التعامل مع القتلة والمجرمين في طهران، وكذلك مع ميليشيات وعصابات حزب الله في لبنان، والتعاطف مع فلول الغدر الحوثيين في اليمن، وتأييد مافيات الشيعة في العراق، وختم قادة المقاومة الفلسطينية سقطاتهم بقرار العودة إلى حضن المجرم بشار الأسد الذي قتل من الفلسطينيين ما لم تقتله اللعينة إسرائيل منهم في ستين عاماً، وفعل بالمسلمين في سورية ما لم تفعله أي دولة أو حكومة بأعدائها فضلاً عن شعوبها على مرّ العصور.

فأقول لتلك القيادات الفلسطينية، والتي ما ضننا في الدعاء لها في جهادها، قبل أن يُغيّروا ما سَنَهُ ووضعه أسلافهم رحمهم الله، والوقوف معهم ودعمهم في ما قدرنا عليه، أقول لهم: اتقوا الله في أمّة الإسلام، فلا تظنوا أنّ الإسلام مقصور على ما كان بين جنبات غزة فقط، فأمتنا واحدة وآمالنا واحدة وأهدافنا واحدة، وكذلك آلامنا وجراحنا وأحزاننا واحدة، فعودوا إلى حاضنتكم الإسلامية التي بها تعودوا إلى مكانتكم وعزتكم فمن يخلع ثوبه يبرد.

ولا تنخدعوا بما تُمليه عليكم طهران الخبيثة في العودة إلى حضن قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، ومدمر البلاد ومشرد العباد بشار الأسد، فو الله ما هؤلاء إلا ثلّة شيطانيّة أرادتْ إخراجكم من بين إخوانكم، وسلخكم عن عقيدتكم ومبادئكم، وصرفكم عن وحدتكم الإسلامية، فاخترعتْ فكرة الدعم العسكري لتجبركم على الخضوع لها، ولتحيدكم عن طريق إخوانكم حتى تغدو وحيدينَ معزولين كالغرباء، فتصدق عليكم قصة "أكلتُ يوم أكل الثورُ الأبيض"، وبذلك تقتلُ آخرَ قلعة قوية للمسلمين، وآخر جبهة لهم في جهادهم الصادق ضدّ اليهود المعتدين.

يا قادة المقاومة في فلسطين، من قال لكم أنّ إيران على عداوة أو خصومة مع إسرائيل أو أمريكا؟ فمنذ عقود والسجالات الكلامية بين الفريقين حامية الوطيس عبر الإعلام فقط، فهل شاهدتم صاروخاً أو قذيفة أو حتى رصاصة أُطلقت على إيران، أو هل سمعتم بأنّ إيران ضربت أو استهدفت مواقع لأمريكا أو إسرائيل؟ وما ذلك حتى تعلموا أن كلام إيران في عداوة إسرائيل نهاراً يمحوه توافقهم معهم ليلاً في ضرب وإضعاف المسلمين، والتعاون في إخراج مسلمينَ بفكر جديد بعيد عن فكر سلفهم الصالح.

يا قادة المقاومة هل سمعتم بخبر عن عملية تفجير إرهابية لداعش أو غيرها من المنظمات قد فتكت بجنود إيران أو موقع إيراني على أرضها، بينما نسمع ضرباتْ تلك العمليات في الكثير من بقاع العالم حتى أمريكا؟ وهذا يعني أن فكرة داعش فكرة المخابرات الإيرانية والسورية، دخلت فيها بعد ذلك قوى من الاستخبارات العالمية.

يا قادة المقاومة والله إنّ أهل غزة بل أهل فلسطين قاطبة لا يرضون بتعاملكم مع أعداء الأمّة من الصفويين والنصيريين المجرمين، والأمثلة كثيرة: فقد قام أهل غزة الأشراف بإنزال صور الهالك قاسم سليماني وأحرقوها، بعدما قام قادتهم برفعها في ساحات غزة، وما رأيناه من أهالي غزة في توزيع الحلوى عقب نفوق سليماني. إضافة أيضاً إلى تأييد الشعب الفلسطيني الحرّ للثورة السورية، وتنديدهم بالمجرم بشار الأسد.

يا قادة المقاومة عودوا إلى رشدكم، وأدركوا جهادكم، أما آن لكم أن ترجعوا سيرتكم الأولى، كما كان الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وعياش رحم الله الجميع، لتعود ثقة المسلمين بكم كما كانت، فلا تزيدوا الشرخ ولا توسعوا الخرق على الراقع.

يا أيها القادة ألا يكفيكم أن تدعو لكم امرأة أرملة ضعيفة قتل المجرمُ بشار زوجَها فرمّلها، فإنّما تُنصرون بضعفائكم؟

ألا يكفيكم أن يدعو لكم رجل شيخ مُسن أخذ الظالمُ بشار أولاده وغيّبهم في الأقبية والسجون، وهجّره في خيمة تعيسة في المخيمات؟

أتسركم نظرات كئيبة من أطفال سوريين أيتام، يَتمتهم ميليشيات حزب الله اللبناني وإيران في حمص وهم ينظرون إليكم وأنتم تتهافتون بالدعاء بالرحمة للمجرمين النافقين؟

ألا ينفعكم ويصبركم أن يجتمع المهاجرون اللاجئون الذين هجّرهم بشار وإيران في دول المَهجر فيهتفون لقضيتكم العادلة وينددون بعدوكم؟

ألا ترتفع معنوياتكم حين يدعو لنصرة فلسطين وأهل غزة خطيبُ الجمعة في خيمة من مخيمات اللجوء، ويُؤمّنَ على دعائه المشردُ والمهجر والضعيف والمظلوم، فدعاء هؤلاء ليس بينه وبين الله حجاب، فكيف بعد ذلك توالون قاتلهم؟

ألا يثلج صدوركم أن تَلتهبَّ ساحات الشام والعراق واليمن ولبنان بمظاهرات تهزّ الرأي العالمي في التضامن معكم والوقوف مع قضيتكم العادلة؟ فكيف بعد ذلك تضعون أيدكم بأيد من دَمّر تلك البلاد؟

ألا تعتزون بأن يجتمع علماء أمّة الإسلام - الذين ما ضنوا عليكم بالنصح والإرشاد - حول قضيتكم، فينافحوا عنكم بخطبهم وكتبهم وأقلامهم وتحريضهم المسلمين على الجهاد بكافة أنواعه؟  

يا قادة المقاومة لا تتمسكوا بسياسة عوراء حمقاء، فما كانت السياسة الحقّة يوماً نفاقاً ولا ظلماً، ولا لَفاً ودوراناً، ولا ذلاً وخذلاناً، فانظروا وتفكّروا ما تقدمون عليه، فأرواح المسلمين في شامكم وعراقكم ويمنكم وأعراضهم ليست قرباناً وضريبة وثمناً لبعض السلاح الإيراني الذي يُغشّي أبصاركم وبصائركم.

يا قادة المقاومة لا تحرقوا قلوب إخوانكم وجيرانكم المحبين لفلسطين وأهلها، وتجرحونهم وتكسروا خواطرهم بأن تجعلونهم بين نارين، إمّا يدعون لكم بالنصر والغلبة بينما أنتم توالون وتسالمون قاتلهم ومشرِدهم وظالمهم، أو أنهم يتعامون عن إخوانهم المظلومين الذين يُقتلون في غزة بنيران الاحتلال الصهيوني الغاشم بجريرتكم، فلا تظلموا شعبكم وشعوب أمتكم.

اقرأ أيضاً: انتشال جثامين 7 أشخاص وارتفاع عدد شهداء غزة إلى 29 بينهم أطفال

شاهد إصداراتنا: