الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

ماذا حدث في أعزاز اليوم؟

07 اغسطس 2022، 11:28 م
ماذا حدث في أعزاز اليوم؟

طارق الدغيم

كاتب سوري

07 اغسطس 2022 . الساعة 11:28 م

تجمّع بعض الطلبة الراسبين في امتحانات الثانوية العامة، اليوم الأحد، محتجين على نتائجهم ومحملين مسؤولية رسوبهم لوزارة التربية.. استمرت الاحتجاجات ساعتين دون مشاكل، إلا حين لم يجد أحد الطلاب وسيلة للاحتجاج إلا بالكتابة على الجدران ثم لم يجد بين الجدران إلا جداراً رسمت عليه بعض الرسوم الفنية (لا أدري محتواها) ليوزع الكتابات هنا وهناك في عبث واضح.

أحد الشرطة الموجودين في المكان سارع إلى نهيه بشكل لائق في البداية ثم عند إصرار الطالب على استكمال ما بدأه، دفعه الشرطي.. تطوّر الموقف إلى ملاسنات ثم إلى عنف جسدي.

هل كان الشرطي مصيباً بتصرفه؟ لا طبعاً، وكنا نتمنى أن نرى تصرفاً مغايراً.. لكن هل كان الطالب مصيباً أصلاً؟.

لقد ارتبطت ثقافة الكتابة على الجدران بالخوف من الجلاد، واستخدمت في بداية الثورة كوسيلة وحيدة للاحتجاج بعيداً عن أعين المخابرات حتى ينجوَ الفاعل ويبقى صوته على الجدار حديث البلد.

بعد أن خرجنا في المظاهرات، وتحررت المناطق لم يعد أحد يحفل بهذه الثقافة، وبعد أن رسّمت الجدران بأعلام الثورة السورية وغيرها، صار من غير المقبول أن يكتب عليها عبارات يمكن بكل سهولة أن يُعبَّر عنها بألف طريقة وطريقة دون التشويه والتخريب.

فيما تكون المقارنة مع أطفال درعا عند انطلاق شرارة الثورة العظيمة "ظالمة"، لأنَّ المحتجين اليوم خرجوا من أجل "امتحان"، لا من أجل الحرية والكرامة، وتلك المفردات الغالية التي بذلت لها الدم والأرواح.

الطلاب احتجوا دون أن يعترضهم أحد  قبل تشويه الجدار. بما يعني أنَّ الشرطي لم يواجه المحتجين ولم يصادر حق الفتى البخاخ بالاحتجاج، بل أخبره ببساطة مراراً "لا تكتب على الحيط".. احتجّ، اكتب لافتة، املأ شوارع أعزاز باللافتات، اصرخ، اهتف، لكن فقط لا تشوّه الجدار.. إذن فالأمر ليس قمعاً كما يروّج له البعض على مواقع التواصل الاجتماعي.

الشرطي الذي غضب بعد أن تجاهل الفتى طلبه هو بشرٌ مثلنا جميعاً.. مثل أيّ سوري يغضب من ابنه عندما لا يسمع كلامه وربما عنّفه.. هو مخطئ بلا شك لكنّه ليس شبيحاً، كما أنَّ المحتجَّ ليس ثائراً في هذا الموقف، فليس كل قضية "قضية حرية" وليس كل رعونة "تشبيحاً".

أخيراً الاحتجاج ثقافة والتعامل معها ثقافة أيضاً.. وريثما تنضج هاتان الثقافتان سنرى المزيد من هذه اللقطات البائسة.

اقرأ أيضاً: فيديو يثير غضباً أثناء وقفة احتجاجية في أعزاز.. والشرطة توضح الحادثة

شاهد إصداراتنا: