السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

كيف ننهض بمناعة أجسامنا؟

07 سبتمبر 2022، 12:06 م
كيف ننهض بمناعة أجسامنا؟

 

الحمد لله واهب المناعات و كاشف الجائحات و الصلاة و السلام على نبينا الكريم القائل: "تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم" [1]

و قد أردت بمقالتى هذه تبصير نفسى و قراءى الأجّلاء ببعض سُبٌل تقوية مناعة أجسادنا،فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف، و كيف لا و نحن نحيا زمن جائحة ال"كورونا" التى قضّت مضاجعنا و أذهلتنا عن طلب الكسب و أورثتنا الكآبة و الأسى و مزقتنا تمزيقا، و الله المستعان و عليه التكلان .[1]

 

أين نحن العرب فى لياقتنا الطبية بين شعوب العالم؟[2]

أفادت مؤسسة "بلومبرج" فى عام 2019 أن أفضل شعوب العالم صحيا هم الأسبان ثم الإيطاليون ثم الآيسلانديون ، أما نحن العرب فنبدأ من بعد الخامسة و الثلاثون و دولة ا"لبحرين" هى أفضل الدول العربية صحيا.

 

فهل يمكن لنا نحن العرب أن نكون فى المقدمة؟

الجواب قادم إن شاء الله مع ضرورة التفريق بين الأثر الواقع على مناعة الإنسان من التقدم الحضارى و الأثر الواقع على مناعته من الظروف البيئية و التراث الثقافى.

ماذا يعنى هذا؟

الإسكيمو: كان أهل الإسكيمو يتناولون نوعا من ال"سردين" دون طهى،فلما كثرت عليهم منتجات الأوربيين المُعلّبة تركوا أكل السردين النىء و تناولوا المعلبات،و ما هو إلا قليل حتى إنتابهم طوفان من مرض ال"إسقربوط" الناتج عن نقص فيتامين سى،فلما عادوا لأكل السردين النىء إنقطع عنهم المرض .[3]

 

الصين: إعتاد الصينيون على تجنب شرب الماء البارد إعتقادا منهم أن ال"رطوبة" و ال"ماء" تتطلب حرارة لتحقيق ال"ميزان". أيضا فهم يعتقدون أن الماء الدافىء ينشط الدورة الدموية و يساعد على التخلص من السموم .

الهند: توارث فريق من الهنود ما يعرف بال"آيروفيدا" و هو[4] منهاج طبى تاريخى لهم:[2]

متطلبات ال"آيروفيدا" لتحقيق ال"مناعة"الأمثل:

1.الإفطار فى العاشرة صباحا على فواكه 2. وجبة العشاء فى السادسة مساء . 3. ما بين السادسة مساء و العاشرة صباح لا شىء إلا القليل من المشروبات . 4. وجبة غلال واحدة يوميا

و يرى أهل ال"أيروفيدا" أن أربعة عشر ساعة من الزمان بدون طعام كافية لإعادة مناعة الجسم لطبيعته و يرون أن الدلائل على صحة معتقدهم هو حدوث الجوع الشديد ، و دخول المرحاض بإنتظام و تحقيق النوم المريح و تحقق النشاط المهنى على وجه كافى كما يرون أن الحكمة من وراء ذلك هو تحقيق فترة "إلتئام" للأمعاء من كل عارضة سوء و تطهير الدم من سمومه .

الرياضة النموذجية: 150 دقيقة أسبوعيا سواء مقسمة على أيام الأسبوع أو دفعة واحدة .لا إعفاء من الرياضة حتى مع الحامل.[3].

كانت هناك شكوك حول الجرى على المدى الطويل ( الماراثون) حول ضرره على المناعة ،إلا أن هذه الشكوك لم يثبت صحتها حتى الآن .

 

الطفل الرضيع: الطفل دون الثانية من عمره غير مكتمل المناعة و لذلك نلاحظ شيوع أمراض الحمى مع الطفح الجلدى فى هذا العمر ( كالحصبة و الجديرى الكاذب).[4]

ماذا نفعل لنقوى مناعة الطفل الرضيع؟: الإجابة هى أن نحرص على برنامج التطعيمات للرضع قدر المستطاع و نحرص بقدر المستطاع على رضاعة الثدى.

و هل يوجد علاقة بين رضاعة الثدى ومناعة الرضيع؟: الملاحظ هو أن أبناء الرضاعة الطبيعية أكثر عافية من أبناء الرضاعة الصناعية.أيضا فقد ثبت طبيا أن هناك أرتباط عضوى بين ثدى الأم و فم الرضيع تستشعر من خلاله مناعة الأم بوجود أى جرثومة بجسم الرضيع و تقوم بتصنيع مضاد فورى لها. كل هذا و لا الرضيع و لا الأم يدرون عنه شىء،ناهيك عن التوطيد العاطفى بين الأم و رضيعها .

 

و هل التقدم فى السن يجعل الإنسان ضعيف المناعة كالطفل الرضيع؟ : الواقع يؤكد ذلك ،فعلى سبيل المثال إنفجار الزائدة الدودية شائع فى الأطفال والشيوخ و ليس فى الشباب.[5]

فما هو الحل بالنسبة لمتقدمى السن؟ : الرياضة تلغى التأثيرات

السلبية للعمر على الجهاز المناعى،فعلى سبيل المثال رياضة المشى أو الهرولة يترتب عليها تنشيط الجهاز اللمفاوى و تخفيف العبىء عن عضلة القلب كما أن النهجان أثناء الرياضة تزيد دفع الأكسوجين و صهر الدهون الزائدة. أيضا فالعرق أثناء الرياضة

يصرف عن الدم سموم واردة من التلوث البيئى ( سواء من الهواء أو مياة الشرب.[5] ).

 

و هل تقليدنا للأوربيين فى الخروج بالخيام للغابات كل شهر مرة يعود علي مناعتنا بالنفع؟ : الإجابة نعم ،لأن التواجد بين الأشجار و الأماكن المرتفعة على هيئة إنقطاع ( حيث لا إنترنت) يحقق مستوى أوكسجين عالى مصحوبا بزيادة منسوب ما يسمى بال"سيروتونين" و تكون المحصلة هى نوم هادىء يستمر لما بعد الرجوع ناهيك عن إسترجاع التركيز فى الذهن حيث أن عالم الإنترنت من ضمن مساوئه الكبرى التعود على التشتيت .[6]

 

و لكن كيف تنعكس ضعف مناعة كبار السن على أحوالهم؟:

الإجابة: نجد كبار السن يشكون برودة أطرافهم و كثرة نزلات البرد و توتر البطن فضلا عن التوتر العصبى و الإجهاد السريع.

فهل هناك نصيحة خاصة لكبار السن : شرب السوائل بوفرة حيث ينقطع أحيانا الإحساس بالعطش مع تقدم السن و شرب السوائل مع جميع الأعمار يزيد المناعة .

 

:

ويبقى سؤال بين حشايا الموضوع: أين شراب النحل من قصة النهوض بمناعة أجسامنا؟ و الجواب غيرمعلوم حتى الآن إلا أننا من وقت لآخر نسمع عن إرهاصات عن النحل منها على سبيل المثال : 1. مضاد لل"طبقة " الحيوية antibiofilm و المقصود هنا قدرة العسل على التسرب من "خنادق" البكتريا لدى الإلتهابات المزمنة و تقليص الإلتهاب علما بأن هذه ال"طبقة الحيوية" تقلص من تأثير المضادات الحيوية التقليدية[6]. 2.مضاد لجهاز إستخبارات البكتريا أو ما يعرف بأسم: anti querum sensing[7] أى قدرة العسل على إحداث تشويش على أجهزة تجسس البكتريا على مناعة جسم الإنسان قبل مهاجمته. 3. قدرة النحل على تشخيص بعض الأمراض كمرض الدرن عن طريق رائحة المريض و ربما أيضا رائحة المريضة بسرطان الثدى علماً بأن النحل حاسة الشم عنده تفوق أختها فى الإنسان بمئتى مرة .[8][7]

هذه الصورة تظهر مجموعة من المرضى المصابين بتليف فى الرئة و هم يستنشقون أبخرة تتصاعد من أجهزة موحدة. هذه الأجهزة الموحدة تحتوى على هواء تم تكثيفه إلى سائل و الهواء مجموع من داخل خلايا النحل![9]

 

و الآن هل يمكن الإستماع لوصفة منزلية تقوى مناعتنا أمام الأمراض المختلفة؟ و الإجابة نعم:

30 جرام من الكركم +30 جرام من مبشور رأس الفجل الحار + ربع فنجان مبشور الزنجبيل + 2 قرن فلفل حار و طازج + ربع فنجان بصل مبشور + ربع فنجان ثوم مبشور.

 

يوضع الخليط فى وعاء زجاجى جاف و يُصب فوقه 700 مم من خل التفاح . يمزج جيدا و يغلق بإحكام مع تجنب تعرض الزجاجة للضوء .

 

ملعقة صغيرة أثناء الغداء مرة واحدة يوميا .

يُلاحظ أن الوصفة تخضع للطب البديل و هو الذى لم يتم الإعتراف به حتى الآن من قبل منظمة الدواء و الأغذية FDA بشكل رسمى[10] رغم أن عيادات الإبر الصينية منتشرة بأمريكا و أكثر رواجا من عيادات الرعاية الصحية الأولية .

 

و الآن سنجد قارئا كريما يسأل: لقد دخلت سوق مدينتا الكبير فوجدت بقسم الخضروات و الفواكه شارتين : شارة للمنتجات التقليدية و تارة للمنتجات ال"عضوية"، فأيهما أصلح لزيادة المناعة؟

إجابة السؤال: إن كنت غنياً فأشترى ال"عضوى" و إن كنت متواضع الحال فأشترى التقليدى.[8]

و قصة الزراعة العضوية غير شائعة فى بلادنا العربية ،إلا أنه يوجد 70 مليون هكتار على مستوى العالم مُرخّص ك"مزارع عضوية".

شروط الترخيص كمزرعة عضوية : 1.بحبوحة حظائر الحيوان 2.مرقد الحيوان على "قش" نباتى 3. مأكول الحيوان نباتى خالص. 4. حظر إستخدام المضاد الحيوى لعلاج الحيوان إلا فى الضرورة القصوى 5.حظر بيع الحيوان الذى يثبت عليه تعرضه للأدوية إلا بعد إنقضاء فترة تسرب الأدوية من دم الحيوان. 6. عدم السماح بال"فطام" المبكر للحيوان الرضيع 7. ضمان كون بذور الزرع غير مهندسة وراثيا ( لأنه يفتقر لدراسة آثاره الجانبية حتى هذه اللحظة) . 8. ضمان خلو التربة الزراعية من السماد الكيماوى 9. ضمان عدم السماح بالمبيدات الحشرية و أستبدالها بالمبيدات البيولوجية 10. أستخدام ما يُعرف بأسم cover crops أى الترويح على التربة الزراعية بنباتات ليست مقصودة للإستهلاك و إنما مقصودة لتخصيب التربة ( مثل عباد الشمس و الفجل ).

حسن . و لكن ما علاقة الخضار و الفاكهة العضوية بمناعة الإنسان؟ لقد ثبت قطعيا أن المزروعات العضوية تحتوى على منسوب عالى مما يُعرف بمضادات الأكسدة ، و أهمية هذه المادة هى الوقاية من أمراض القلب و من الأورام . [9]

تُرى ما شأن المناعة مع ما تعارفنا على جلبه من المطاعم من الدجاج المُحمّر و البيتزا و البيبسى كولا ؟ الجواب: هم قاتلى المناعة لإفتقارهم للألياف و المعادن و الفيتامينات !.[10]

 

سؤال: من وقت لآخر نسمع صرخات من بعض الباحثين فتارة يحضون الناس على تعاطى حبوب فيتامين سى لتقليص نوبات البرد و تارة يحضون الناس على تعاطى حبوب ال"زنك" للوقاية من جائحة ال"كورونا"،فكيف ننفعل لهذه الصرخات؟

الإجابة: الصرخات لا تصنع حقائق، و كثير من الباحثين لهم زلات كبيرة لا يعلمها سوى المتخصصون، لذا يجب التريث و عدم الإندفاع . فعلى سبيل المثال: شركة "باير" الألمانية،رغم وجود منتجات مرموقة لها كعقار Claritin ضد الحساسية و عقار aleve للروماتزميات،إلا أن لها أخطاء فادحة مثل خطأها فى تحديد جرعة الأسبرين العلاجية أثناء جائحة الإنفلونزا الأسبانية و خطأها الجارى فى تجاهل شكاوى أصحاب المناحل من تناقص النحل بسبب سموم المبيدات الحشرية المصنعة من شركة باير .[11][12]

أيضا ،فشقيقة شركة باير و هى شركة CGG الألمانية قد وقعت فى خطأ فادح فى إستعجالها العقار المهدىء thalidomide قبل إستيفاء البحوث على أمانه ( أنظر صور نماذج من المتضررين أسفله).

كارثة الشركة الألمانية CGG لدى إستعجالها فى ترخيص

عقار الثاليدومايد ( مواليد بدون ذراع – عيوب خلقية أو phocomelia).

 

تُرى،أى الأسماك أفضل للمحافظة على مناعتنا و أى الفواكه أفضل لهذا الغرض؟

يُعدّ سمك ال"تونة" و ال"سردين" و ال"ماكريل" من الأجود لإحتوائهم على منسوب عال من مادة "أوميجا3"

بالنسبة للفاكهة فالأفوكادو هو السيد من الناحية المناعية و ماء جوز الهند مناسب لهذا الغرض و عصير ال"كرز" يوصى به أما ال"موز" و ال"تفاح" فلهم إمتياز آخر فى كونهم غذاء للبكتيريا النافعة بأمعاء الإنسان .

 

هل يٌنصح بزراعة بعض النباتات النافعة لمناعة الإنسان بحديقة المنزل؟

 

يسهل زراعة الأصناف الثلاثة أعلاه و يسهل إستخدام ورق الحبق ( أو المردقوش) و بذور القرنفل أما الثالث (Echinacea) فربما يحتاج لمعالجة خاصة .

 

فى زمن الكورونا،هل يمكن إضافة نصائح إستثنائية لوجبات الطعام الثلاث؟

نعم. مع وجبة الإفطار تنُصح ربة المنزل بإضافة الحبة السوداء لعجينة الطعمية المنزلية كما يُنصح بالزبادى قليل المائية ( اليونانى)و بعد الإفطار قليل من الشاى الأخضر الساخن . أما وجبة الغذاء فتُنصح ربة المنزل بإضافة قليل من الكركم و الفلفل الأسود للطبيخ. فى الجو الحار يُنصح ببارد منقوع ال"عرقسوس" و فى الجوالبارد يٌنصح بكوب من ال"قرفة" وقت المغرب . يتفق الباحثون على لعق ملعقة صغيرة من عسل النحل على غيار ريق يوميا .

 

هل هناك نصيحة ختامية لهذا المقال؟

نعم: التدخين هو الهلاك، و عليك بشرب الماء ثم شرب الماء ثم شرب الماء!

..............................................................

الكلمات المفتاحية

مناعة – رياضة – زراعة عضوية – النحل – البيئة – الماء – عقار – تطعيم – نوم –توتر – هضم – فواكه – خضروات.

المراجع

 

[1]م. د. نسرين فالح حسن. (2021). دور منظمة الصحة العالمية في التعامل مع جائحة كورونا-دراسة في ضوء المواقف الدولية. لارك, 1(40), 719-700.

 

[2] Patwardhan, B., Warude, D., Pushpangadan, P., & Bhatt, N. (2005). Ayurveda and traditional Chinese medicine: a comparative overview. Evidence-based complementary and alternative medicine, 2(4), 465-473.‏

 

[3] Gleeson, M. (2007). Immune function in sport and exercise. Journal of applied physiology, 103(2), 693-699

 


[1] أخرجه الإمام أحمد.

[2] https://www.skynewsarabia.com/technology/1230780-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%B5%D8%AD%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7

[3] https://pubs.aina.ucalgary.ca/arctic/Arctic32-2-135.pdf

[4] https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%B1%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A7

[5] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3312275/#:~:text=Arsenic%2C%20cadmium%2C%20lead%2C%20and%20mercury%20exposures%20are%20ubiquitous.,cleansing%E2%80%9D%20and%20of%20low%20risk.

[6] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26861950/

[7] https://www.researchgate.net/publication/358514175_Honey_Potential_as_Antibiofilm_Antiquorum_Sensing_and_Dispersal_Agent_against_Multispecies_Bacterial_Biofilm

[8] http://abcnews.go.com/blogs/health/2013/11/25/honeybees-trained-to-sniff-out-cancer

[9] https://www.researchgate.net/publication/351136227_Unravelling_the_beehive_air_volatiles_profile_as_analysed_via_solid-phase_microextraction_SPME_and_chemometrics

[10] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/12919107/

[11] https://www.nytimes.com/2009/10/13/health/13aspirin.html

[12] http://www.beethechange.life/the-buzz/2019/10/12/bayer