الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.64 ليرة تركية / يورو
40.51 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.37 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.64
جنيه إسترليني 40.51
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.37
...

هل كان أبو حامد الغزاليُّ شبّيحاً ؟

29 ديسمبر 2019، 12:01 م

(بينما كان بطرس النّاسك يقضي ليله ونهاره في إعداد الخطب وتحبير الرّسائل لحثّ أهل أوروبة على امتلاك أقطار المسلمين، كان الغزاليُّ (حجة الإسلام) غارقاً في خلوته،منكبّاً على أوراده، لا يعرف ما يجب عليه من الدعوة والجهاد)
هذا ما نقشه الدكتور زكي مبارك في كتابه (الأخلاق عند الغزالي)

ولو كان الشبّيح هو من أعان الظالمَ والطاغيةَ بالكلمة أو السّلاح فلا شكّ في أنّ هذه الكلمة تطالُ السّاكتَ عن النُّصرة، والعدوُّ حينها هو الصليبيُّ الغازي لبلاد المسلمين.

فهل كان أبو حامد الغزاليُّ رحمه الله كذلك فعلاً ؟

وهل كان فارّاً من الزّحف وحوافرُ خيل الصليبيين تطأ حرماتِ المسلمين في الشّرق ؟

وأبو حامد الغزالي حينها هو من هو في حواضر الإسلام ...

لم ينبس ببنت شفة ولم يتعرّض للحملات الصليبيّة حتى بالذّكر والتذكير فضلاً عن التحشيد والتحريض على جهادهم ومواجهتهم.

بل وقد خلت كتاباتُه من تحريض المسلمين على جهادهم ومن التنديد بوحشيّتهم وهم يعيثون فساداً وينتهكون الحرمات على أطراف العالم الإسلاميّ.

مع أنّ الغزاليّ رحمه الله لم يكن متقاعساً عن واجباتٍ يتقاعس عنها أولو العزم من العلماء كمناصحة السلاطين والتشديد عليهم ثم إلى أبعد من ذلك ممّا ذهب إليه من مواجهة الباطنيّة الحشاشيّة والشيعة الإماميّة.

بل وقد كان محطَّ ثقة أمير المسلمين في المغرب يوسف بن تاشفين.

وقد كان الأخير يستفتيه في الصغيرة والكبيرة وقد كان محلّ الفتوى للمجاهدين هناك.

ذهب الدكتور عمر فروخ رحمه الله إلى أنّ الصّوفيّة كانوا يعتقدون بأنّ الحروب الصليبيّة كانت عقاباً للمسلمين على ما سلف لهم من الذنوب والمعاصي ولعلّ الغزاليّ قد شارك سائر الصّوفيّة في هذا الاعتقاد.

وخاصة أن الغزالي حينها كان في خلوته التي امتدّت لعشر سنوات

ولكنّها كانت في دمشق وفلسطين اللتين كانتا مسرح العمليات الصليبية حينها.
وحتّى أنّه عندما عاد إلى طوس لم يتعرّض للحروب الصليبيّة مطلقاً.

ولكنّ الحقيقة فيما هو أبعد من ذلك

وهو أن للجهاد عند الغزالي مظاهر ثلاث وهي:

الجهاد التربوي والجهاد التنظيمي والجهاد العسكري (مرتّبةً) _

أي لا يمكن البدء بالجهاد العسكريّ قبل التربويّ ثم التنظيميّ

فعمل رحمه الله على التربية الأخلاقية والدينيّة ولا ينكر أحد أنّ جيل نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبيّ إنّما نشأ في مدرسة الغزاليّ .

ويقول الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في كتابه ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين) :

إنّ موقف الغزالي من الجهاد اتّصف بأمرين اثنين :

الأول : إن مفهوم الجهاد عند الغزالي ليس دفاعاً عن أقوام وأوطان ، بل هو وسيلة لحمل رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي السبب الحقيقي لإخراج الأمة المسلمة إلى الوجود.

والثاني : إن الغزالي اعتمد ترتيب المراحل الثلاث للجهاد أوّلاً فأوّل كما ذكرنا.

وعلى هذا فقد كان الغزاليّ بين ناقدٍ متّهم ومادحٍ مقتنع في مسألة جهاد الصليبيّين

وهم العدو الأكبر للإسلام حينها.