السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

مهزلة الحل السياسي في سورية وخطورة القرار 2254 (4)

10 سبتمبر 2022، 12:37 م
مهزلة الحل السياسي في سورية وخطورة القرار 2254 (4)

الدكتور عبد المجيد الويس

أكايمي وباحث في مركز آرام للدراسات والنشر

10 سبتمبر 2022 . الساعة 12:37 م

قرارات الجامعة العربية،

وموقفها مما حصل ويحصل في سورية

     لا شك أن العرب شعوبا وحكاما يهمهم كثيرا ما يجري في سورية خاصة،  والوطن العربي عامة، وكان انشغال الحكام العرب بالموضوع السوري والربيع العربي كبيرا وخطيرا، فقد بات الخطر يهدد معظم هذه الأنظمة المستبدة العميلة ويهز عروشها التي نصبها عليها الاستعمار البريطاني، وترعاها الولايات المتحدة، وتحميها الصهيونية العالمية، وتوجهها الماسونية العالمية لخراب العرب والمسلمين والعالم..

     في البداية كانت وقاحة الأمين العام للجامعة نبيل العربي معلنة، حيث قام بزيارة خاطفة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بوزير الخارجية السعودي المقبور سعود الفيصل، ومنها طار إلى دمشق مباشرة، والتقى بالمجرم بشار الأسد، ووزير خارجيته المقبور المعلم، وبمؤتمر صحفي مع المعلم قال: إن الجامعة العربي تدعم الرئيس بشار الأسد في حربه ضد الإرهاب، فقامت الدنيا ولم تقعد، فقد كان تصريحه مفاجئا ووقحا وخطيرا، في الوقت الذي مازال الحراك الشعبي سلميا وعفويا وغير مسلح من جهة، وقوات النظام تقتل وتجرح وتقنص وتدمر من جهة أخرى.

   التحرك الأخطر ما قام به المقبور سعود الفيصل عندما صرحت كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بأن الرئيس أوباما سوف يلقي بيانا الخميس يطلب فيه من الرئيس السوري التنحي عن السلطة..

    طار سعود الفيصل سريعا إلى عمان، والتقى مساء الاثنين بالملك عبد الله الثاني لمدة ساعتين في مطار عالية، وأحسب - والله أعلم أنه - عرّج على تل أبيب أو  أن نتنياهو أو مسؤولا إسرائيليا كبيرا التقى به في عمان أو في الرياض، لأن ما حصل يوم الثلاثاء والأربعاء يدلل على ذلك، حيث طار الملك عبد الله ونتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى واشنطن كل على حده، والتقى كل منهما بأوباما كل على انفراد، بعد أن عرّج نتنياهو على مقر اللوبي الصهيوني الآيباك، واجتمع بهم علنا، وحركهم لنجدة بشار الأسد، كانت الرسالة الأقوى التي حملها الملك عبد الله الثاني ملك الأردن الأقوى مدعومة باللوبي اليهودي الصهيوني الماسوني الذي كان أوباما يعمل محاسبا في أحد بنوكه التابعة لعائلة روتشيلد اليهودية المعروفة، وهي التي أوصلته إلى رئاسة أمريكا كما أوصلت إلى رئاسة فرنسا، وهي التي تشكل الدولة العميقة في العالم مع بقية العوائل اليهودية المتنفذة في بريطانيا والعالم، ومنها عائلة آل سعود التي تدين لهم بالولاء وفضل الوصول إلى حكم بلاد الحرمين نجد والحجاز وتسميتها بالمملكة العربية السعودية..

    كان الترقب سيد الموقف بما ينتظره العالم كله ومنه الشعوب العربية والشعب السوري تحديدا، من تصريح خطير سوف يطلقه أوباما ينهي الأزمة السورية، ويخلص الشعب السوري من ظلم آل الأسد، ويريحه من المعاناة المريرة، ويوقف عجلة القتل والدمار الذي استشرى وتجاوز كل الحدود، ولكن التصريح جاء مخيبا للآمال، ونجحت السعودية عن طريق مبعوثَيها؛ عبد الله الصغير ونتنياهو النتن من المطالبة بتنحي الرئيس إلى الطلب من الرئيس بشار عدم استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين..

المبادرة العربية لحل الأزمة السورية 23 يناير 2012

    كان للدبلماسية القطرية الشجاعة بقيادة حمد بن جاسم الدور البارز في تجييش الجامعة العربي، والضغط عليها للقيام بالمبادرات واتخاذ إجراءات مشددة ضد بشار الأسد ونظامه المجرم، والعمل على إدانة بشار واستصدار قرار بطرده من الجامعة العربية، وتسليم مقعده للمعارضة، فكانت المبادرة العربية.. وهذا نصها:  

    أقر وزراء الخارجية العرب مبادرة لحل الأزمة السورية تتضمن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تفويض صلاحياته إلى نائب له، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيدا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ديمقراطية في البلاد، وفيما يأتي بنود القرار:

1- ضرورة، ووقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين .

 2- مطالبة الحكومة السورية بما يأتي:

آ- الإفراج عن المعتقلين وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات الجامعة المعنية، ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية، للاطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور من أحداث.

ب ـ سحب الجيش السوري وأية قوات مسلحة من مختلف التشكيلات، لثكناتها ومواقعها الاصلية .

ج ـ ضمان حرية التظاهر السلمي بمختلف أشكاله، وعدم التعرض للمتظاهرين.

د ـ دعوة الحكومة السورية إلى تسهيل مهمة بعثة المراقبين والسماح بإدخال كافة المعدات خاصة أجهزة الاتصال .

3- الاستمرار في دعم وزيادة عدد بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، وتوفير ما يلزم لهم من الدعم الفني والمالي والإداري، والتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة لدعم البعثة.

4- دعوة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى بدء حوار سياسي جاد؛ تحت رعاية جامعة الدول العربية، في أجل لا يتجاوز أسبوعين من هذه الدعوة؛ وذلك لتحقيق المبادرة الآتية:

 أـ تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين من تاريخه؛ تشارك فيها الحكومة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها؛ تكون مهمتها تنفيذ بنود خطة العمل العربية، والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على إجراءاتها بإشراف عربي ودولي.

ب ـ تفويض رئيس الجمهورية لنائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوفاق الوطني لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية.

ج ـ إعلان حكومة الوحدة الوطنية حال تشكيلها بأن هدفها هو إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم، ويتم تداول السلطة فيه بشكل سلمي.

د ـ قيام حكومة الوحدة الوطنية على إعادة الأمن والاستقرار في البلاد وإعادة تنظيم اجهزة الشرطة لحفظ النظام وتعزيزه من خلال تولي المهام الامنية ذات الطابع المدني، وتتعهد الدول العربية بتمويل هذا الجهد بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.

هـ ـ إنشاء هيأة مستقلة مفوضة للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون والبت فيها وإنصاف الضحايا.

و ـ قيام حكومة الوحدة الوطنية بالإعداد لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية على أن تكون شفافة ونزيهة؛ برقابة عربية ودولية، وذلك من خلال ثلاثة أشهر من قيام حكومة الوحدة الوطنية، وتتولى هذه الجمعية إعداد مشروع دستور جديد للبلاد، يتم إقراره عبر استفتاء شعبي، وكذلك إعداد قانون انتخابات على أساس الدستور.

5- تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بتعيين مبعوث خاص لمتابعة العملية السياسية.

6- دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية؛ لتمكينها من أداء مهمها.

7- الطلب من رئيس اللجنة والأمين العام إبلاغ مجلس الأمن؛ لدعم هذه الخطة طبقا لقرارات مجلس الجامعة...

يتبع...