السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

مهزلة الحل السياسي في سورية وخطورة القرار 2254 (12)

19 سبتمبر 2022، 12:06 م
مهزلة الحل السياسي في سورية وخطورة القرار 2254 (12)

الدكتور عبد المجيد الويس

أكايمي وباحث في مركز آرام للدراسات والنشر

19 سبتمبر 2022 . الساعة 12:06 م

جنيف1.. 25/3/2015م.

       البيان الختامي الصادر عن مجموعة العمل من أجل سوريا٣٠ حزيران/يونيه ٢٠١٢.

     - استضاف مكتب الأمم المتحدة في جنيف، في ٣٠ حزيران /يونيه ٢٠١٢، اجتماعًا ضمّ كلا من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية الاتحاد الروسي وتركيا والصين والعراق (رئيس مؤتمر قمة جامعة الدول العربية) وفرنسا وقطر (رئيسة لجنة جامعة الدول العربية لمتابعة الوضع في سوريا) والكويت (رئيسة مجلس وزراء الخارجية التابع لجامعة الدول العربية) والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية وممثلة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بوصفهم مجموعة العمل من أجل سورية، برئاسة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسورية.

1 - بدء عملية سياسية بقيادة سوريا تفضي إلى عملية انتقالية تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري.

2- يجب على الأطراف أن تنفذ خطة النقاط الست، وقراري مجلس الأمن ٢٠٤٢/٢٠١٢ و ٢٠٤٣ /٢٠١٢ )، تنفيذًا كاملا، وتحقيقًا لهذه الغاية: 

- وقف العنف المسلح بإجراءات فورية تتخذها حكومة الجمهورية العربية السورية لتنفيذ البنود الأخرى من خطة النقاط الست، بما يشمل:

1- الإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفيا.

2- حرية التنقل في جميع أرجاء البلد للصحفيين ومنحهم تأشيرات.

3- احترام حرية تشكيل الجمعيات وحق التظاهر السلمي.

- المبادئ والخطوط المتفق عليها للقيام بعملية انتقالية:

- عملية انتقالية بقيادة سورية، بخطوات واضحة، وفق جدول زمني، وذات مصداقية، وتفضي إلى:

1- إقامة دولة ديمقراطية وتعددية؛ بانتخابات حرة نزيهة يشارك بها الجميع.

2- استقلال القضاء، وسيادة القانون، ومساءلة الحاكمين.

3- أن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية.

4- أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة، وتُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة، وشاملة للجميع، ومجدية.

5- أن يعاد صياغة الدستوري، وتُعرض النتائج على الاستفتاء العام.

6- الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة وتعددية، وتُمّثل المرأة تمثيلا  كاملا.

7- نزع سلاح اﻟﻤﺠموعات المسلحة، وتسريح أفرادها، وإعادة إدماجهم.

8- كفالة حماية الفئات الضعيفة، والإفراج عن المحتجزين.

9- استمرار المؤسسات الحكومية، والموظفين من ذوي الكفاءات، ويشمل ذلك قوات الجيش ودوائر الأمن، والاستخبارات.

10- المساءلة والمصالحة الوطنية، وتعويض ضحايا النزاع، والعفو العام.

11- أن يُحل النزاع بالحوار السلمي، عن طريق التفاوض حصر ًا.

12- تأكيد الالتزام بخطة النقاط الست. ووقف العنف المسلح.

31- سيُتاح قدر كبير من الأموال لدعم الإعمار وإعادة التأهيل.

الإيجابيات:

1- إقامة هيئة حكم انتقالية.

2- تتمتع هيئة الحكم الانتقالية بكامل السلطات التنفيذية.

3- ضمان حقوق الطوائف الأقل عدداً،(الأقليات).

4- كفالة حماية الفئات الضعيفة.

السلبيات:

1- أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية، والمعارضة.

2- أن تُشكّل على أساس الموافقة المتبادلة.

3- نزع سلاح المجموعات المسلحة، وتسريح أفرادها، وإعادة إدماجهم في الجيش.

4- استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين الكفء؛ ويشمل ذلك قوات الجيش، ودوائر الأمن، والمخابرات؛ أي الخبراء بالتحقيق والتعذيب ونزع الاعتراف والقتل والإعدام.

ما نتج عن بيان جنيف1:

  • أسقط بيان جنيف1 الشرعية عن النظام المجرم، حيث صرح كوفي عنان بأن النظام انتهت شرعيته، ولكن بضغط سعودي إماراتي حصل تغير مفاجئ بالرغبة الأمريكية بإبقاء النظام لاسيما بعد زيارة الجربا لأمريكا، ولقائه المخزي بأوباما نهاية 2012م، وتم بعد ذلك إنهاء المجلس الوطني؛ وتشكيل الائتلاف، لإعادة الشرعية للنظام، بالذهاب إلى جنيف 2، لنسف جنيف1، بجلوس مَنْ يمثل الثورة مع النظام المجرم ممثلا بوزير خارجيته المعلم وجها لوجه، وهذا ما حصل.
  • كان على المعارضة أن ترفض التفاوض مع النظام المجرم قبل تنفيذ بنود جنيف1، بالترتيب وتحت الفصل السابع، ولكن الضغط السعودي وعمالة من يمثل المعارضة وضعفها وهزالها - وهم عالة على الثورة وإلى النظام أقرب - حال دون ذلك.
  •  لو فعلوا ذلك لأجبر النظام على التخلي عن السلطة، وتسليمها دون قيد أو شرط، لأن الثوار كانوا على مشارف دمشق، ويطرقون أبوابها.
  • طلب فورد من المعارضة التفاهم مع روسيا لتطبيق الحل السياسي، فتسابقت إلى موسكو برئاسة معاذ الخطيب، حيث أطلق شعاره البائس: (الشمس تشرق من موسكو) لكسب ود بوتين بعد تشكيل الائتلاف، ظنا منها أن بوتين سيخلع بشار، وسينصبهم بدلا عنه، كما فعلت أمريكا بالعراق مع الجلبي والمالكي!! وكان الأولى أن ترفض المعارضة الذهاب إلى موسكو وسوتشي وأستانا، لأن قرار الأمم المتحدة فوق قرار روسيا.
  • هددت مجموعة من الائتلاف بالانسحاب إذا ذهبوا لجنيف2، لكنهم رضخوا بعد تهديدهم باستبدالهم، وغلبتهم أهواؤهم الشخصية، ومصالحهم الذاتية، وخدعوا الثوار؛ وذهبوا إلى جنيف2، خشية فقدان مناصبهم.
  • أعادت المعارضة المصطنعة الشرعية للنظام، بإعادة مندوبه الجعفري إلى لأمم المتحدة؛ حينما حصلت المفاوضات التي أصبحت بين معارضة ونظام، وليس بين ثورة خلعته ونزعت عنه الشرعية، وأفقدته إياها رسميا في بيان جنيف1، وهنا كان الخطأ الاستراتيجي الكبير.
  • كشف سيناتور أمريكي، ونائب وزير الخارجية الأمريكية أن هذا التحول بإدارة أوباما لإنقاذ النظام، كله كان بفضل ضغوط المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
  • أخرجوا ذلك بمسرحية هزلية، ألقى فيها وزير خارجية النظام المعلم، خطبته المشهورة، حيث هدد أمريكا وكل أصدقاء الشعب السوري، وكان رد الجربا ممثل الثورة دون المستوى المطلوب، ثم اختفى عن الساحة، هو وسيده السعودي، وكل أصدقاء الشعب السوري المزعومين، ولم تصارح المعارضة الثوار بهذه الحقيقة، ولم تطلعهم على ما جرى وراء الكواليس، وإنما استمرت بتضليل الفصائل والشعب، وبما يخطط له أعداء الثورة لإنهاء الثورة، وأن الهدف الدولي، أصبح تقاسم السلطة مع النظام فقط، وليس إسقاطه.
  • عملوا على إغراء وخداع الفصائل من قبل قيادات بالمعارضة، والموك والموم والدول الداعمة لهم، فقاموا بتشكيل مكتب سياسي لكل فصيل، ووضعوا أشخاصا ليس لهم علم ولا خبرة في السياسة، بدفع وتوجيه من قبل الدول الداعمة لهم، وعلى رأسها السعودية والإمارات والأردن، وتكلل ذلك في مؤتمر الرياض1، الذي كان بداية الظهور لهم على مسرح السياسة في العلن..
  • اعتقدوا أنهم أصبحوا ممثلين حقيقيين للثورة والشعب، وليس فخا نصب.
  • كانت كل خطوة يخطونها بالمفاوضات، يقابلها تقدم للنظام على الأرض، فلا قيمة لأي تفاوض إذا فقد الثوار قوتهم على الأرض، علاوة على اتفاق المدن الأربع، وخداع الفصائل من قبل هؤلاء.
  • حصلت اجتماعات مكوكية بين كيري ولافروف، اتفقوا على نقاط عدة منها: البدء بتسليم المحرر، وإيقاف تسليح الفصائل، وترقين  بيان جنيف1، ونسفه، وإحلال القرار 2254، مكانه.
  • صرح منسق هيأة التفاوض العام رياض حجاب أنه خلال شهر سيبدأ بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وعزل رأس النظام، وسيكون عمرها ستة أشهر فقط، ولن يذهبوا لجنيف3 إلا بعد تنفيذ البند 12-13 من 2254 بفك الحصار عن المدن المحاصرة، وإخراج المعتقلين.
  • تم خداع الفصائل ووقع حوالي 160 مئة وستون فصيلا على الهدنة، بسبب هذه الدعاية الإعلامية، وذهبوا إلى جنيف3، ولم ينفذوا فك الحصار، وأرسلوا كبير المفاوضين (محمد علوش)، كرئيس وفد للأستانة، ما أعطى الشرعية لهذا المسار الروسي.
  • حضرت الفصائل بوفدي الأستانة وجنيف، والتزمت بالهدنة من طرف واحد، على الرغم من تقدم الروس والنظام، وكانت أولى ثمرات الهدنة، سقوط داريا، بعد صمود أسطوري، دام أربع سنوات.
  • لم يعلق هؤلاء التفاوض، وتجاهل المفاوضون المطالب الثورية، بحجة أنها رغبة دولية، ولم تحرك الفصائل أي جبهة، بحجة الهدنة، واستمروا في مهزلة سوتشي وأستانا فأضاعوا وضيعوا. 
  • تم ضم منصتي القاهرة وموسكو، وضم الفصائل الأكثر تسليحا، مقابل الموافقة على تسليم المحرر للشرطة الروسية، ولعبة السلال الأربعة، لاستمرار التفاوض لأطول وقت لازم، ريثما يكمل النظام والروس استعادة المحرر، وهذا ما حصل.
  • تم تشكيل اللجنة الدستورية بعد انتهاء مسلسل تسليم حلب وريف إدلب، وإنهاء دور الجيش الحر والفصائل، وتحويلها إلى مرتزقة، ومافيا منظمة، وأمراء حرب.
  • صفوا داعش بعد انتهاء مهمتها، بتدمير العراق وسورية، وذبح العرب السنة، وتفتيت الكتلة الصلبة، وتفكيكها، وتدميرها، والقضاء على وجودها، من خلال تميكن المد الإيراني الفارسي الشيعي الشعوبي في المنطقة، وفرض التشيع على أبناء المنطقة؛ لا سيما الجيل الجديد فيها، وتسليم الأراضي العربية للأكراد في سورية والعراق، وتمكين مشروعها القسدي الأوجلاني القنديلي في المنطقة بحجة محاربة داعش، وطردها منها، بخطة مدبرة متفق عليها - أمريكيا إسرائيليا سعوديا – فيما بينهم مسبقا.
  • حافظوا على وجود جبهة النصرة في إدلب، وأبقوها شماعة وحجة لتبرير القصف والتدمير وحرب الإبادة من جهة، ومن جهة أخرى للجم الجيش الحر والثوار، ومنعهم من إقامة أي مشروع عسكري أو سياسي يزعج النظام، ويعيد للثورة وللثوار زخمهم ومعنوياتهم وقوتهم.
  • الثورات لا تعدل دساتير، وإنما تلغي كل ما يتعلق بالنظام، ويُترك الدستور لأول برلمان يُنتخب.
  • الدستور الذي يراد تمريره من خلال اللجنة الدستورية، لن تعترف به الثورة، إذا انتصرت، ولن ينفذه النظام إذا انتصر أيضاً، وهذا ما جعل المفاوضات تطول، وتراوح مكانها، دون أن تحرز أي تقدم يذكر.