انتشرت حالة من الذعر بين أرباب العمل وأصحاب الأعمال وورشات الخياطة في تركيا عموماً، بالتزامن مع هجرة الكثير من السوريين نحو أوروبا، أو بدء عودة بعضهم إلى بلادهم.

وقالت صحيفة (Türkiye Gazetesi) إن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم أدت إلى نقص في الأيدي العاملة لدى العديد من القطاعات، وعلى رأسها قطاع المنسوجات، كما أكد عدد من أصحاب العمل أن العمال الأتراك لا يقبلون بالرواتب التي كان يتقاضاها العمال السوريون.

وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلة العمالة ازدادت في تركيا في الآونة الأخيرة، حيث لا يمكن العثور على موظفين مؤهلين ومدربين في القطاعات التي تتطلب عمالة كثيفة، إضافة إلى أن الشباب الأتراك باتوا يفضلون المهن الأسهل، الأمر الذي ساهم في تفاقم هذه الأزمة، وقد بدأت آثار ذلك تطفو على السطح عندما واجه أرباب العمل، الذين اعتمدوا على العمال السوريين، صعوبة في إيجاد عمال بعد عودة السوريين إلى بلادهم.

ويشهد قطاع صناعة الجلود في منطقة "زيتين بورنو" نقصاً يقدر بـ 1000 عامل، حيث قال شهموز كيران ألتي بارماك، صاحب ورشة لتصنيع الجلود، إن مشغله يعمل بقدرة 30 بالمئة فقط من قدرته لأنه لا يستطيع العثور على عمال.

وفي الوقت نفسه يشهد قطاع النسيج نقصاً في العمالة بنسبة 60 في المئة، بينما تبلغ الحاجة إلى العمال في قطاع الجلود بنحو 10 آلاف عامل، ويبلغ النقص في قطاع الأثاث 25 ألف عامل، و20 ألفاً في قطاع تصنيع الآلات والخراطة، و15 ألفاً في قطاع السياحة والأغذية والمشروبات، و5 آلاف في قطاع السيارات والصناعات الفرعية.

وأدى ذلك إلى ارتفاع أجور العمال، حيث قال سيركان دورماز، الذي يملك ورشة تصنيع الملابس الجاهزة: "لدينا صعوبة في إيجاد العمالة التي لا تتطلب خبرة، مثل القص والطباعة والخياطة ومراقبة الجودة، فضلاً عن صعوبة إيجاد ذوي الخبرة منهم".

وأردف: "اللاجئون أيضاً رفعوا أجورهم مع انخفاض أعدادهم في سوق الأعمال المهنية، والعامل الذي كان يتولى الأمور البسيطة لا يعمل مقابل الحد الأدنى للأجور، والعمال الأتراك لا تعجبهم الوظائف التي أجرها ينقص عن 8 آلاف ليرة".

يذكر أن وتيرة خروج الشبان السوريين من تركيا ارتفعت خلال الفترة الأخيرة بسبب حملات العنصرية وسوء المعاملة، بينما أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن بلاده أرسلت 335 ألف مهاجر "غير نظامي" إلى بلدانهم خلال السنوات الخمس الماضية، في حين أن 506 آلاف مهاجر عادوا إلى بلدانهم "طواعية".

اقرأ أيضاً:
• إلغاء زيارة حزب تركي معارض لدمشق.. ما السبب؟
• تصريحات قطرية لاذعة ضد نظام الأسد
شاهد إصداراتنا: