الثلاثاء 23 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

إعادة الاعتبار لخطاب الوسطية الإسلامية

29 سبتمبر 2022، 07:53 م
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
29 سبتمبر 2022 . الساعة 07:53 م

مقال بقلم: د.  أحمد محمد الدغشي

حين تعصف بالأمة رياح عاتية من المحن (الفتن)، التي تنقلب معها الحقائق رأساً على عقب، فإنه يخيّل إلى ذوي الأفق المحدود، أن تلك نهاية التاريخ، وآخر فصول الحياة الدنيا. وغاب عن بالهم، أن الفترات التي تُبرز الأحداث الجلل، لا تمثل سوى مرحلة من مراحل التاريخ وفقاً لسنة الله القاضية بالتدافع: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض» (البقرة: 251)، وسنة التداول: «وتلك الأيام نداولها بين الناس» (آل عمران: 140). أما العاقبة في نهاية المطاف، فإنها للمتقين الصالحين: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون» (الأنبياء: 105)، وفقاً للخيرية التي تميزت بها هذه الأمة: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» (آل عمران: 110)، ذلك لأن أمة الإسلام هي أمة الشهود الحضاري الوسطية: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا» (البقرة: 143)، تبعا لشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم، على هذه الأمة قبل أن تكون أمته شاهدة على الناس: «.. وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس» (الحج: 78).

لقد مرّت بالأمة احداث كبيرة في العقود السابقة، غير أن احداث السنتين الاخيرتين بدءاً بما اصطلح على تسميته بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومروراً بسقوط كابل وبغداد، وانتهاء بتفجيرات الرياض الأولى والدار البيضاء وما تلاهما من احداث عنف بأشكالها المتعددة بما في ذلك تفجيرات الرياض الثانية في مجمع المحيا السكني أحدثت مواقف غاية في الاضطراب ـ وربما المراجعة المتأخرة ـ من قبل بعض من يفترض أنهم يمثلون مرجعية للمسلم المعاصر في ظروف عصيبة كهذه. فلعلنا لا نزال نتذكر جماعة محدودة من المنتسبين إلى العلم الشرعي والدعوة السلفية في غير ما قطر ولا سيما بلاد الحرمين كيف خرجت علينا إثر احداث الحادي عشر من سبتمبر بالتأييد المطلق لما جرى هناك من قتل لأبرياء مسلمين وغير مسلمين تحت ذرائع شتى يعوزها جميعاً السند العلمي القويم. وصحيح ان هذه الفئة ظلت شاذة بآرائها رغم ارتفاع صوتها نتيجة الإرهاب الأميركي الفظيع الذي وقع في أفغانستان أولا، ولما توقعه النصوص من تأثير في نفوس العامة من الناس، بل وبعض المنتسبين إلى العلم الشرعي ثانيا، لكنها لم تلق رداً علمياً من جمهور علماء العصر على النحو الذي آلت إليه الأمور بعد أن وقع الفأس على الرأس في بعض البلدان الإسلامية ومنها بلاد الحرمين، فإذا بالجميع تقريباً يتسابق ليعلن موقف براءة مما حدث من أعمال عنف وتخريب، وليسجل بالمقابل موقف إدانة بأفصح لسان، وأبلغ عبارة، بعد أن لاذ بالصمت أو ما يشبهه طيلة الفترة السابقة التي أعقبت احداث واشنطن ونيويورك وكأنه إلى موقف التأييد أقرب، رغم أن ما جرى في الولايات المتحدة يمثل الأساس لهذه الأحداث الجزئية ـ على خطورتها ـ في هذا القطر أو ذاك. ولعلّ المتابعين للمشهد الثقافي والسياسي في بلاد الحرمين ما برحوا يتذكرون حجم الحملة الظالمة التي تزعمها نفر من دعاة السلفية هناك، حين حملوا على شيوخ لهم وزملاء كانوا بالأمس القريب معهم، حيث اصدر أولئك الشيوخ والزملاء بياناً متفاعلاً بقوة مع بيان تحريضي لستين من المثقفين الأميركيين، كان أطلق عليه هؤلاء الأخيرون عنوان (على أي أساس نقاتل؟)، فرد عليهم ثلة من علماء ومفكرين ومثقفين وكتاب من السعودية، ببيان حضاري مناقض عنوانه: (على أي أساس نتعايش؟)، لكن أولئك المتزعمين لحملة التسويغ لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، اصدروا جملة بيانات، بل وبعض الرسائل والكتب التي تحمل تضليلاً قريباً من التكفير أحياناً لأصحاب بيان (على أي أساس نتعايش؟)، فحرّموا قراءة البيان ونشره وتداوله لأنه ضدّ التوحيد ويحمل منافاة صريحة لعقيدة الولاء والبراء، القاضية بإعلان الحرب على كل مخالف لنا في العقيدة حتى وإن كان مسالماً غير حربي (راجع: ناصر بن حمد الفهد، طليعة التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل، ص 2 ـ 11، عبر موقع (السلفيون) على الإنترنت)، ولسنا ندري كيف سيكون التنكيل ذاته؟!.

لقد اضطر بعض الموقعين على بيان المثقفين السعوديين ـ كما عرف واشتهر بهذا الوصف ـ بإعلان تراجعهم تحت وطأة الحرب النفسية (الإرهابية)، التي تعرّضوا لها وأعلنوا مواقف مناقضة بعد ذلك تحاشياً لاتهامهم بالانهزام النفسي والوقوع في دائرة الفكر الدفاعي.. الخ، فراحوا يؤيدون القلّة من ذوي الصوت العالي المدعومين بسياسة الإرهاب الأميركية في أفغانستان وفلسطين وسواهما في ذلك الحين.


واليوم ينضم بعض أولئك النفر أنفسهم إلى قائمة علماء الأمة، وإذا بهم يعلنون أن تجربة السجن لمدة بضعة أشهر فقط أتاحت لهم فرصة مراجعة جذرية جادة لم تعلمهم إياها الكتب! (راجع تسجيل الحوار المثير الذي أجراه الشيخ عائض القرني مع الشيخ ناصر بن حمد الفهد في القناة السعودية الأولى يوم 27/11/1424هـ الموافق 22/11/2003).

مع انهم عيّروا من تزعموا البيان آنف الذكر، بالانهزام لمجرد بقائهم في السجن بضع سنين، بل ورد ما نصه: «ومن العجيب أن من الكفار من سجن لأجل مبادئه ما يقرب من الثلاثين عاما، فلم يتزحزح ـ على كفره ـ عنها حتى خرج، بينما تجد من (الدعاة) من سجن بضع سنين فانقلب رأسا على عقب من (حتمية المواجهة) الى (حتمية الحوار) ومن (صناعة الموت) إلى (صناعة العيش) أو (التعايش) ومن (لماذا يخافون الإسلام؟) إلى (لماذا يحارب الإرهابيون الكفار؟)، هذا وهم في (سجن) يأتيهم فيها بكرة وعشيا، فكيف لو كانوا محاصرين في (كهوف أفغانستان) أو (جبال كشمير) أو (غابات الشيشان) أو (مخيمات جنين)؟!، ماذا تراهم سيصنعون؟! (ناصر الفهد، طليعة التنكيل، المرجع السابق، ص 7 ـ 8).

أجل مرّة أخرى إن ذلك الصوت الأقرب إلى التكفير لم يكن ليمثل جمهور علماء العصر ولا بعضهم، لكن العتاب متوجّه هنا نحو «فقه التربيت على الأخطاء»، ليس في السعودية وحدها، لكن في غير ما قطر، كذلك حتى لا ينفض الجمهور من الأتباع والرعاع ومن حولهم. وحين لم يصح هؤلاء إلا على أصوات طلقات رصاص سياسية غادرة، أو تفجيرات قنابل وألغام مدمرة في هذا القطر أو ذاك، أياً ما بلغت خطورتها على أوضاعهم وأوضاع مجتمعاتهم وأمنها فإنها لا تقارن بخطورة احداث الحادي عشر من سبتمبر التي مثلت الشرارة الأولى للانطلاق المنظم «المشروع» لأعمال التخريب وقتل الأبرياء في هذا البلد أو ذاك، حينها فقط أدركوا أن السكوت على الانحراف تحت أي مسوّغ وتعليل لا يمكن أن يكون حلاً أو مخرجاً لأن الأذى طالهم أو كاد هذه المرة.

لم يحرّك سقوط دولتين هما أفغانستان والعراق ومجازر فلسطين التي تضاعفت في غيبة الرأي العام الإسلامي والعالمي، نتيجة الأحداث الجديدة، ناهيك عما أصاب المسلمين في الولايات المتحدة والغرب عموما، بل والبلدان العربية والإسلامية تبعاً لذلك من إيذاء وتضييق على مختلف الصعد، لم يحرك ذلك كله بعض أولئك العلماء الأفاضل فيقدّموا موقفهم صريحاً واضحاً على النحو الذي حصل بعد أن وقع قدر من نتائج أحداث الحادي عشر من سبتمبر في بلدان بعضهم ـ وكأنها مركز الكون ـ فتحولوا إلى صوت جماعي هادر يعلن في وضوح ضرورة الاستمساك برأي جمهور العلماء حول فقه الجهاد القتالي وأنه لا يعلن إلا حين تستباح بيضة الإسلام، أو يعلن العدو حربه علينا أو يتجهز لذلك.. الخ، بل لقد سمعنا بعض أولئك المراجعين يعلنون في صراحة ووضوح أنهم لم يكونوا يتصورون أن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه في بلادهم!، وإذا بخطاب الوسطية الإسلامية الذي كان مستهجناً بالأمس القريب لدى عدد غير قليل من المنتسبين إلى العلم الشرعي والدعوة السلفية بخاصة هو الذي يسارع اليوم الى تبنيه والتباهي به، بعد أن كان قبل ذلك من قبيل الانهزام النفسي والفكر الدفاعي وعصرنة الإسلام.. الخ.

لقد وقف شعري اندهاشاً وحيرة وسروراً في الوقت ذاته حين أقلب القنوات الفضائية التابعة لعدد من الدول العربية، سيما تلك التي وقع في بلدانها قدر من أعمال العنف والتخريب أخيراً، فأجد أن محاور الحديث ومفردات النقاش تتركز حول:
ـ فقه الجهاد وضوابطه وشرائطه ورأي جمهور الفقهاء في ذلك، وأنه لا يعلن إلا لدرء الحرابة وقمع الفتنة.. لا لفرض الإسلام والقضاء على الكفر.
ـ الأصل في علاقة المسلم بغيره هو السلم، أما الحرب فحالة طارئة.
ـ علاقة المسلم بغيره في دار الإسلام أو الحرب أو العهد.
ـ حقوق غير المسلم في المجتمع الإسلامي.
ـ الإنصاف في التعامل مع غير المسلمين وأنهم ليسوا سواء، وأن أقربهم مودة للذين آمنوا النصارى.
ـ نحن لا نقاتل اليهود لأنهم يعتنقون ديانة غير إسلامية، بل لأنهم محتلون مقاتلون.
ـ مفهوم الجزية وأنها معللة بالحماية، فهي تدور مع علتها وجوداً وعدماً.
ـ الدعوة إلى الأخوة الإسلامية الجامعة للسنة والشيعة ولكل مسلم موحّد.
ـ تصحيح الفهم السائد حول حديث «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب»، وما في حكمه وأنه يعني اجتماع سلطتين متنازعتين على نحو من الندية والاشتراك.


قد يظن البعض ان الذي يتناول هذه المحاور وما يدور في فلكها هو الدكتور يوسف القرضاوي ومدرسته الوسطية، والحق أن معظم الذين يناقشونها هذه المرة ويتبنونها ويدعون الجيل إلى التنشئة عليها هم من أعلن الحرب الضروس على مدرسة الوسطية الإسلامية وإمامها الشيخ القرضاوي!، ليس من قبيل الغرور ولا المناكفة أو تسجيل مواقف النجاح، أو الشماتة ـ معاذ الله ـ التذكير هنا بالظلم والعنت والمكابرة، بل والتكفير الحقيقي حيناً والضمني حيناً آخر، الذي لاقاه تيار الوسطية الإسلامية ورائدها الشيخ يوسف القرضاوي، فلتقر عينه الآن وليقض ما تبقى من عمره ـ أمد الله فيه ـ أو ليغادر هذه الفانية مطمئناً، وقد شاهد في حياته ثمرة جهاده وبلائه وما لاقاه في سبيل ذلك من إيذاء واتهامات شتى من قبل دعاة الغلو باسم «الجهاد» والسلفية التقليدية بعامة التي إن لم تشترك في موجة الاتهام والإيذاء المباشر له ولمدرسته فقد شايعت ذلك وباركته بصمتها وكأنه رضا حقيقي بما تلوكه ألسنة الغلو والبهتان، أو تخطه أقلامهم، مع ما نعلمه من ضرورة نصرة الأخ المسلم ـ فكيف إذا كان إماماً في الدين ـ ظالماً أو مظلوماً، أم أن لحوم العلماء مسمومة حين يفاخرون بالتقليد، ويشاعيون الجهل والتخلف فقط. لقد كانت الوسطية الإسلامية تصور على أنها مدرسة ترمز إلى التفلت من الأحكام الشرعية، وتقدم الرأي المجرد على النص المحكم، وتسعى لتقديم الإسلام متوائماً مع العصر، ولو على حساب أحكام الإسلام وقيمه الثابتة، ومن ثم صدرت بحق هذه المدرسة ورموزها ـ ولا سيما الشيخ القرضاوي ـ أحكام بالحظر لكتبها حيناً سواء بالمنع الفعلي أم بالتحريم من قراءتها واعتمادها مرجعاً في البحث والحكم، فضلاً عن الدروس والمحاضرات واللقاءات المتلفزة وغيرها. والغريب أن لا تجد الجماعة الإسلامية في مصر، حرجاً وهي تلك التي كانت تتبنى «الكفاح المسلح» تحت عنوان «الجهاد» بعد إقدامها الجريء على مراجعاتها الشهيرة ان تعدّ كتب الشيخ القرضاوي مرجعاً ثبتاً لتنقل منها النصوص المطولة في مفهوم الجهاد وضوابطه وتصحيح المفهومات المتعلقة بمسائل من هذا القبيل، هذا بعد أن ظلت ردحاً من الزمن تعد القرضاوي وفكره رجساً من عمل الشيطان بوصفه عالم سلطان، متبعا للهوى، أضله الله على علم!، لكن المراجعة الجريئة الدائمة لهذه الجماعة تغفر لها ذلك كله برحمة الله ومسامحة الدكتور القرضاوي. والحق ان هذا ما ينقص الآيبون إلى الرشد وشيوخهم داخل السعودية أن يعلنوا أنهم ظلموا الشيخ القرضاوي طويلاً، ولا يزال بعضهم حتى ممن يتبرأ من الدعوة إلى العنف اليوم مستمراً في ظلمه لأسباب غير مفهومة، وكأنه ينتظر مرسوماً حكومياً يقضي بالكف عن ذلك!، متناسياً الموقف غدا بين يدي الحكم العدل!.

لا أريد أن يتبادر إلى ذهن القراء، أن ثمة وقوعاً في دعوة حزبية جديدة شعارها «الوسطية الإسلامية» كلا فهذه المدرسة تجمع ذوي الاعتدال ـ وهم السواد الأعظم من العاملين للإسلام ـ من مختلف فصائل العمل الإسلامي وأطره، على غير تنسيق أو اتفاق، فهي تجسّد وسطية هذا الدين واعتداله وسماحته، وعلماؤها هم الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الصحيح بقوله: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» (صحح الحديث ابن عبد البر واحمد بن حنبل وابن الوزير، راجع: محمد بن ابراهيم الوزير، العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (تحقيق شعيب الأرنؤوط)، 1412هـ ـ 1992، ط الثانية، بيروت: مؤسسة الرسالة، حـ 1 ص 308 ـ 312).
وحين يذكّر كاتب هذه الأسطر بمثل هذه الكلمات، فلأنه يعتقد ان إنصاف المظلوم لا يزعج سوى الظالم المكابر، أما المؤمن الحق فهيّن ليّن أوّاب إلى الجادة، في غير غطرسة ولا استعلاء، كما ان دافعه لمثل هذا التذكير هو خشيته أن صوت الاعتدال اليوم أمر فرضته مناسبات يخشى كل أحد أن يتهم بضلع فيها، فراح يعلن خطاب الاعتدال لأن ذلك نتاج تربية اعتدال طويلة الأمد.
ومما يؤكد هذا المعنى أن بعض المشهود لهم بالاعتدال في الخطاب راحوا يدارون المتهمين بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ومن أيدهم وتعاطف معهم، بكلمات لا تمثل حقيقة توجهاتهم وقناعاتهم، لكنهم كانوا كذلك حريصين على كسب الشارع وعدم انقضاض الجمهور الذي تملؤه العاطفة، خاصة أثناء العدوان الأميركي على أفغانستان، رغم عدم إيمانهم في أعماقهم بسلامة هذا المسلك وصوابه!.
الحق أقول: لقد أثبتت هذه الأحداث الأخيرة، ومنها احداث عنف في اليمن، والدار البيضاء، وتركيا، الى جانب تفجيرات الرياض الأولى والثانية، وسواهما في مكة المكرمة وغيرها من مدن السعودية، كم نحن «شوفينيون» متعصبون، تحركنا المصالح الذاتية والحزبية بمستوياتها وصورها المتعددة، ولكم نحن ساذجون غافلون، ذوو تربية خربة مدمرة في الوقت ذاته!، والعظيم وحده من راجع المسار، ولم تأخذه العزة بالإثم أو الخطأ، قبل أن يأتي يوم عاجل قريب نعض فيه أنامل الندم: ولات حين مندم.

إن تسجيل إدانة مؤقتة أو مطلقة على انحراف هذا المسلك أو ذاك أمر مشروع، بل وواجب، لكنه سهل وميسور ويقدر عليه كل أحد، بيد أن الأمر العسير حقاً، هو مناقشة الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى أحداث العنف هذه في هذا القطر أو ذاك.. والحلول الناجعة للقضاء على تلك الأسباب والدوافع، والسعي بكل السبل الممكنة للتنشئة على التربية السليمة في إطار المجتمعات الإسلامية أولاً أياً ما بلغ الخلاف بين أفرادها، ولتبقى التربية الجهادية قائمة فاعلة، لكن بعد أن نضع أسئلة متى، أين، وكيف؟.

اقرأ أيضاً:
ماذا بعد تجدد القصف الروسي على ريف إدلب؟
الفصائل تدمّر غرفة عمليات إيرانية بريف حلب

شاهد إصداراتنا: