اتخذت فرنسا وكندا وهولندا إجراءات جديدة ضد إيران، في حين تعهّدت الولايات المتحدة بالردّ على ما سمّتها حملة "القمع الدموية"، إثر وفاة الشابة مهسا أميني أثناء اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق" بتهمة ارتداء لباس غير محتشم ما أدى لاندلاع احتجاجات مستمرة منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأعلنت كندا، أول أمس الجمعة، فرض عقوبات جديدة بينها منع عشرة آلاف مسؤولٍ إيراني من دخول أراضيها "بشكلٍ دائم". ويشمل قرار المنع من دخول الأراضي الكندية نصف قادة الحرس الثوري، حسب وكالة "رويترز".
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: إنَّه "إجراء لا يتمّ اللجوء إليه سوى في ظروفٍ هي الأخطر ضدّ أنظمة ترتكب جرائم حربٍ أو إبادات، كما في البوسنة ورواندا"، مكرّراً دعمه للإيرانيين الذين يتظاهرون منذ ثلاثة أسابيع.
من جهتها، ذكرت وكالة إيه.إن.بي الهولندية للأنباء نقلاً عن وزير الخارجية فوبكه هويكسترا، أنّ حكومة هولندا نصحت يوم الجمعة، كل رعاياها بمغادرة إيران وعدم السفر إليها تحت أي ظرف.
وفي ذات السياق، دعت الخارجية الفرنسية، الجمعة، مواطنيها الذين "يزورون إيران إلى مغادرة البلاد في أقرب الآجال، نظراً إلى مخاطر الاعتقال التعسّفي التي يعرّضون أنفسهم لها".
وقالت: إنَّ "جميع الزوّار الفرنسيين، بمن فيهم مزدوجو الجنسية، معرّضون لخطرٍ كبيرٍ بالاعتقال والاحتجاز التعسّفي والمحاكمة غير العادلة". وذلك بعد أيام من اعتقال إيران مواطنين فرنسيين ونشرت مقطعاً مصوراً يعترفان فيه بالتجسس، ودعت الخارجية الفرنسية إيران للإفراج عنهما.
أمّا وزارة الخارجية الأميركية، فصرّحت أنَّ الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع حلفائها بشأن كيفية الردّ على "حملة القمع" في إيران و"العنف الذي ترعاه الدولة" ضدّ النساء.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل للصحفيين، أنَّ جماعات حقوقية تتمتّع بالمصداقية "أكدت أنَّ الحكومة الإيرانية قتلت حتى الآن أكثر من مئة شخص في حملتها الدموية".
ويطالب المحتجون الذين يخرجون في مظاهرات تقود النساء غالبيّتها بالحصول على إجابات وإجراء تحقيق حول سبب وكيفية وفاة أميني، وإلغاء قوانين الحجاب الصارمة وحلّ شرطة الأخلاق التي تطبّق هذه القوانين.
ويرفعون شعار: "امرأة، حياة، حرية" وهي دعوة للمساواة وموقف قوي ضد الأصولية الدينية. ومع انتشار الاحتجاجات بشكل أكبر واكتسابها الزخم بسرعة، زادت المطالب على نطاق أوسع، حيث يمكن سماع هتافات مثل "الموت للديكتاتور" في الشوارع، في إشارة إلى المرشد الأعلى للبلاد، صاحب الكلمة النهائية في الجمهورية الإسلامية.
يذكر أنَّ هيئة الطب الشرعي الإيرانية نشرت تقريراً، الجمعة، قالت فيه إنّ وفاة أميني "ناجمة عن المرض، وليس الضرب"، وإنّها توفيت "نتيجة نقص الأكسجين في الدماغ بسبب اضطراب ضربات القلب المفاجئ وانخفاض ضغط الدم وفقدان الوعي".
اقرأ أيضاً: تدمير جسر استراتيجي.. أوكرانيا توجه ضربة غير عادية لروسيا
