الإثنين 08 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

جسر القرم بين الحقائق والوهم

13 أكتوبر 2022، 02:36 م
جسر القرم بين الحقائق والوهم

أنس حجي يحيى

كاتب سوري

13 أكتوبر 2022 . الساعة 02:36 م

يعتبر جسر القرم من أهم المعالم الروسية حديثة الإنشاء، وذلك لموقعه الاستراتيجي الرابط بين القرم وبين الأراضي الروسية، وتكمن أهميته كونه الممر الذي تدعم به موسكو قواتها في الجبهة الجنوبية لأوكرانيا.

قد ورد ذكره مؤخراً على محركات البحث ولدى الأجهزة الأمنية بسبب الانفجار الذي عطل حركته وسنورد هنا بعض الحقائق على ميزان المنطق العسكري وربطها بردة الفعل الروسية. وفي البداية لا بد من ذكر بعض الأساليب الأمنية التي فعلتها موسكو لحماية الجسر ومنها: الدلافين البحرية المسيرة، القوات الفضائية الروسية، والحواجز المتواجدة على مداخل الجسر ومخارجه، وصولاً للأقمار الصناعية وبحسب زعم الروس طبعاً.

السيناريوهات المفترضة لتفجير الجسر  

في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الروسية صوراً تظهر قارباً غامضاً من دون ربان انجرف إلى الشاطئ بالقرب من القاعدة البحرية الروسية في مدينة سيفاستوبول بجزيرة القرم ويشبه هذا القارب قوارب الكاياك الكبيرة، وكان أسود اللون واحتوى على أجهزة استشعار مثبتة على عمود الشراع وجهاز يشبه المنظار في أعلاه، وبحسب التقارير تم سحب القارب إلى البحر وتفجيره.

ومن هذا نستنتج، أنَّ هناك عدة محاولات جرت من قبل القوات الأوكرانية المدعومة غربياً بإرسال قارب مفخخ، لكن باءت بالفشل، وذلك لطول المسافة واحتمال وجود تشويش روسي حيث تقدر المسافة بين مكان التفجير وأقرب نقطة أوكرانية 280 كم هذا من جهة.

ومن جهة أخرى إذا كان الانفجار من تحت الجسر ما يعني تدمير الأجزاء التي وقع عليها الانفجار. أما الصور المنتشرة فهي تشير إلى أنَّ ضغط انفجاري عمودي وقع على المكان ففصل الأجزاء غير المتماسكة، وانهارت نحو الأسفل وهذا يدحض رواية القارب المسير.

أما الرواية الثانية، فهي رواية الشاحنة العائدة ملكيتها لشخص من كراسنود يدعى سمير يوسوبوف يبلغ من العمر 25 عاماً، وأنَّ أحد أقربائه وهو ابن عمه ويدعى ماهير يوسوبوف كان يقود الشاحنة ولدى تفقد خط رحلة الشاحنة من قبل الأمن الروسي لوحظ اختفاء الشاحنة لمدة 6 ساعات ومن ثم عبرت الجسر وانفجرت، ولا بد هنا من بعض التساؤلات:

موعد الانفجار: 8 تشرين الأول الساعة 6 صباحاً بتوقيت موسكو.

التصريحات الأوكرانية:  بين نفي وتأكيد.

في الواقع، فقد صرح رئيس مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك عبر بيان رسمي تأييداً لفرضية الشاحنة المفخخة التي أكدتها موسكو أيضاً.

وقال في بيانه: يجب البحث عن الإجابة في روسيا، وأنَّ الانفجار نتج عن اقتتال داخلي بين المخابرات الداخلية, ومقاولين عسكريين خاصين، مثل مجموعة فاغنر ووزارة الدفاع - هيئة الأركان العامة من جهة.

ربّما يكون تصريحه هذا تلاعباً بالروس، أو تصيداً لهم، وربّما هو نفي قطعي منه، وربّما لعباً على الأوتار والأعصاب المشدودة.

في هذه الأيام يتم نقل الكثير من السلاح والذخائر للقرم بأوراق عسكرية مزورة يمكن لأي سيارة عبور الجسر هذه الأيام، بحيث أنَّ تدمير الجسر بهذه الطريقة وهذا التخطيط، (الكمية اللازمة لهدم الجسر وكيفية تزوير أوراق السيارة) يدل على أنّه تم باحترافية عالية من قبل جهاز استخبارات غربي.

توقيت الانفجار، وقلة عدد الضحايا المدنيين في هذا الانفجار، يحتمل تحليل هذه المعلومة وجهان (كيف ذلك)؟ 

ــ يحتمل أنَّ الروس فعلاً من قاموا بذلك.

ــ يحتمل أنَّ الأوكران من قاموا بذلك.

لكن الحقيقة جاءت بعد الرد الروسي العنيف المشابه لتدمير حلب سابقاً باستعمال الصواريخ الباليستية بكثافة نارية كبيرة على أوكرانيا وخصوصاً كييف العاصمة. وذلك عقب تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً للقوات الروسية في العملية العسكرية في أوكرانيا الذي يعدّ تعيينه ويدل فعلاً على أنَّ سياسة الأرض المحروقة باتت خياراً ومعتقداً تنتهجه موسكو.

لكن كيف لردة فعل عنيفة أن تكون لولا وجود فعل يسببها بالأساس، نعم باعتقادي أنَّها لعبة استخباراتية روسية لكي يتم تصعيد العنف نسبياً من قبل القوات الروسية، وذلك بالتذرع أنَّ الأوكران استهدفوا بنى تحتية لا علاقة لها بالمعارك الدائرة في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً: روسيا تعيّن قائداً جديداً لها في أوكرانيا.. ما دوره في سوريا؟

وأتوقع أن يقوم الروس بالتصعيد مجدداً بردة فعل على عملية مشابهة لعملية جسر القرم حينما تستدعي الحاجة.. وهذا التوقع أتى من أنَّ الاستخبارات الأوكرانية والروسية على حد سواء ورثوا سياسة الاستخبارات السوفيتية ومعلوم ومعروف مدى نشاط ذلك الجهاز، والواقع يقول لا قدرة للاستخبارات الأوكرانية على هذا الخرق، ولا قدرة للقوات الأوكرانية للعمل في هذا البعد الجغرافي خلف خطوط العدو، مع أنه يجب مراعاة التشابه العرقي واللهجات المحكية بين الأوكران والروس والزيارات الكثيفة ما قبل الحرب بين شعبي البلدين.

اقرأ أيضاً: انفجارات ضخمة تهز كييف.. هل بدأ بوتين الانتقام؟

اقرأ أيضاً: تدمير جسر استراتيجي.. أوكرانيا توجه ضربة غير عادية لروسيا

شاهد إصداراتنا: