السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

روسيا تستعرض عضلاتها النووية والصاروخية

02 نوفمبر 2022، 09:55 م
روسيا تستعرض عضلاتها النووية والصاروخية

مصطفى إسماعيل

ناشط سوري

02 نوفمبر 2022 . الساعة 09:55 م

أجرت قوات الردع الاستراتيجي البرية والبحرية والجوية الروسية تدريبات في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وإطلاقاً عملياً لصواريخ باليستية وصواريخ كروز برؤوس حربية نووية. وفي إطار المناورات تم إطلاق صواريخ تجريبية من شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي ومن مياه بحر بارنتس في القطب الشمالي.

وأجريت التدريبات النووية، التي أشرف عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية مزاعم موسكو أن أوكرانيا تخطط لتفجير "قنبلة قذرة". كرر الرئيس الروسي جميع روايته المفضلة وذكر الولايات المتحدة إلى جانب الأسلحة البيولوجية و"القنبلة القذرة". على خلفية جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الروسية اتهم بوتين المجتمع الدولي بخرق الآليات القانونية للاستقرار الاستراتيجي وفرض "عقوبات أحادية الجانب على أولئك الذين لا يتفقون مع سياسته".

عادة ما تتضمن مناورات غروم (الرعد) النووية الروسية مناورات واسعة النطاق للقوات النووية الاستراتيجية، فضلاً عن إطلاق صواريخ حية. اللافت للنظر أنها ألغيت في العام 2021 وثم أعيدت عشية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير في العام الجاري. بعد ذلك أعلن بوتين في 27 شباط/ فبراير أنه ينقل قوات الردع إلى نظام الاستعداد القتالي.

في ظل خسارة روسيا الوشيكة للحرب استراتيجياً وتمرير المبادرة إلى أوكرانيا يحاول الكرملين من خلال إجراء التدريبات النووية استخدام ورقته الرابحة وهي التهديد النووي.

يقوض الحديث بحد ذاته عن السلاح النووي السلم والأمن الدوليين ولا يشكل تهديداً لأوكرانيا فحسب، بل للعالم برمته. ولذا يجب أخذ تهديدات بوتين النووية على محمل الجد. وتعتمد أوكرانيا على مساعدة حلفائها، في المقام الأول الولايات المتحدة التي حذرت روسيا على أعلى مستوى من أن استخدام روسيا سلاحاً نووياً سيكون خطأ فادحاً هائلاً.

فضلاً عن الضربات الصاروخية وتدمير البنى التحتية، حيث تنتهج روسيا استراتيجية الأرض المحروقة، حتى باتت مرتبطة باسمها كاستراتيجية تدمير وليست حلب وقبلها غروزني عنا ببعيد، فاعترف نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف في 28 تشرين الأول/ أكتوبر علانيةً بأن روسيا تشن ضربات صاروخية على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية لتجعل أوكرانيا تعترف "بمطالب روسيا التي طرحت في إطار العملية العسكرية الخاصة ونتيجة الاستفتاء، وفي هذه الحالة سيتحسن وضع إمدادات الكهرباء في أوكرانيا".

يعد هذا البيان بمثابة اعتراف روسيا بأنها تمارس إرهاب دولة تستخدم أساليب إرهابية لشن الحرب وتدمر البنية التحتية المدنية وتقتل الأوكران المدنيين، وذلك على خلفية عجزها عن قلب الموازين بالجبهات لصالحها. سبق لميدفيديف أن أدلى مراراً وتكراراً بتصريحات مناهضة لأوكرانيا يمكن تفسيرها على أنها مظهر من مظاهر الشوفينية وكراهية البشر. على وجه الخصوص، صرح في بداية شهر تموز/ يوليو بأنه في حالة إلحاق الأضرار بجسر القرم ستواجه أوكرانيا "يوم الحساب". كما قال في شهر أيلول/ سبتمبر: إن "أوكرانيا بحد ذاتها تشكل تهديداً لروسيا وبالتالي يجب القضاء عليها كدولة".

لا شك في أن تصريحات ميدفيديف تعكس الموقف الرسمي لروسيا الاتحادية. وفي الشهر التاسع من للحرب على أوكرانيا لم يعد مسؤولو الكرملين يخفون الهدف الرئيسي (لما يسمى بـ العملية العسكرية الخاصة) الذي يتمثل في تدمير أوكرانيا كدولة والإبادة الجماعية لشعبها. بالإضافة إلى ذلك، كلام ميدفيديف هو انعكاس لموقف غالبية الشعب الروسي الذين شوهت وعيهم دعاية الكرملين الإجرامية إلى درجة أن صاروا مستعدين لقتل الأوكران من أجل إرضاء بوتين.

ولذا ينبغي الاعتراف بروسيا كدولة إرهابية على مستوى برلمانات الدول الغربية مع تصنيف سياستها وأيديولوجيتها مهددة للعالم المتحضر. ومن تصريحات ميدفيديف يمكن القول إن الجيش الروسي سيواصل قتل الأوكران ولن يتوقف ما لم يُوقف بالقوة فبوتين تُرك في سوريا ثم عربد في أوكرانيا. ومن غير المتوقع استبعاد أشكال وأساليب الإبادة الجماعية حتى النووية التي يمكن أن يستخدمها الكرملين على خلفية إخفاقاته في الجبهة والعزلة الدولية.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا

اقرأ أيضاً: نصر روسي زائف في سوريا.. من أسباب الإخفاق في أوكرانيا

شاهد إصداراتنا: