السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

القيادة الانقلابية لـ"أحرار الشام".. والعمى الاستراتيجي

04 نوفمبر 2022، 01:05 م
القيادة الانقلابية لـ"أحرار الشام".. والعمى الاستراتيجي

عباس شريفة

كاتب وباحث سوري

04 نوفمبر 2022 . الساعة 01:05 م

منذ أن استولت القيادة الانقلابية في كانون الثاني/يناير 2021 على زمام حركة أحرار الشام بدعم عسكري من هيئة تحرير الشام، والسيطرة على قنوات الدعم المالي وتحييد القيادات الرمزية للحركة، وقعت هذه القيادة بالكثير من الحسابات الخاسرة والعمى الاستراتيجي والخلل المفاهيمي في قراراتها وتحالفاتها، وحصدت نتائج كارثية على الحركة والثورة بحكم حساباتها الشخصية الضيّقة المنطلقة من مصالح أنانية تفتقد للتوازن.

وقد تجلّى هذا الاضطراب المفاهيمي لمعاني القيادة وتوحيد الكلمة في العديد من المواقف نجملها بخمسة مواقف، كانت بمثابة اختبار لمستوى النضج السياسي والإخلاص لمبادئ المؤسسين لحركة أحرار الشام.

الموقف الأول:

لقد ظنّت القيادة الانقلابية لأحرار الشام المتمثلة بالثلاثي "عامر الشيخ وأحمد دالاتي وحسن صوفان" أنَّ الدعم الخارجي والاستعانة بـ"الجولاني" والتحكّم بكيس المال، كافٍ ليجعل منهم سلطة شرعية تتحكم برقبة أحرار الشام بعد استبعاد وفصل القيادات الرمزية للحركة، لكن في الواقع فإنَّ هذه الخطوة تسبّبت بانشقاق مجاميع مهمّة عن الحركة وإعلان كلّ من "لواء الإيمان وجماعة الخطاب مع جماعة المدفعية من الخطاب وجماعة أبي موسى كناكري ومجموعة أبي ساهر مغاوير ومجموعة أبي سليم" تعليق عملها مع الهيئة بعد بغيها الأخير على الفيلق الثالث، وتمرّد أكثر من 90 % على قرار القيادة الانقلابية (أحرار الشام) بالمشاركة في هذا البغي، لترد القيادة على خيبتها بإعلان فصل مجموعة من القيادات الرمزية وتهديد الكتل التي علّقت عملها بضربها عن طريق تحرير الشام لإلزامها عصا الطاعة، وقطع الكتلة المالية عنها، وهو ما كشف زيف هذه القيادة وعدم قدرتها على إقناع جنودها بخلاف ما كانت تروجه.

الموقف الثاني:

أكثرت القيادة الانقلابية من تنظيراتها الطوباوية في الدعوة لتوحيد الكلمة ورص الصفوف لمواجهة النظام الأسدي لتبرّر ارتمائها في أحضان تحرير الشام وتسليم زمام قرارها لـ"الجولاني"، لكن ما إن أعلنت جماعة "أحرار عولان" انشقاقها عن الفيلق الثالث ورفضها لكلّ قرارات اللجنة الشرعية التي تم التوافق عليها وتنكرها لاتفاقية الانضمام التي وقّعها حسن صوفان قائد أحرار الشام في تلك المرحلة مع حسام ياسين قائد الفيلق الثالث، ثم ركبت على أرتال "الجولاني" للبغي على الفيلق الثالث ومنعه من تطبيق قرارات اللجنة وتحمي قرار "أحرار عولان" بالانشقاق وتفريق الكلمة والتنكب عن تحكيم الشريعة التي كانت القيادة الانقلابية تتاجر بها.

الموقف الثالث:

عندما تقرّب حسن صوفان من "الجولاني" ودفع بالقيادة الانقلابية للسيطرة على حركة أحرار الشام ليدخلها في حلف شبه اندماجي مع هيئة تحرير الشام، كانت الذريعة أنَّ الاقتتال الفصائلي في المراحل السابقة صفحة يجب أن تطوى إلى غير رجعة، لكن سرعان ما تحوّلت القيادة الانقلابية إلى رأس حربة في قتال الفيلق الثالث في سبيل مشروع تحرير الشام.

الموقف الرابع:  

كانت القيادة الانقلابية تعتقد أنَّ "الجولاني" لا مستقبل له بحكم التصنيف وفي حال توافقت الدول على حل لمعضلة تحرير الشام فسيكون حسن صوفان هو البديل عنه، وعلى هذا الأساس لا بدَّ من الدخول البنيوي مع تحرير الشام لتكون قضية انتقال السلطة من "الجولاني" إلى "صوفان" ترتيباً مشروعاً ضمن البيت الواحد، لكن يبدو أنَّ "الجولاني" سيجر القيادة الانقلابية للتصنيف بعد أن شاركت مع تحرير الشام في غزو المناطق الكردية في عفرين بدلاً من أن يخرجوا تحرير الشام من التصنيف، حيث بدأت الدول تبحث تصنيف القيادة الانقلابية بحكم تحالفها مع فصيل مصنف.

الموقف الخامس:

وقد تجلّى هذا الموقف في الكلمة التي نشرها مؤخراً عامر الشيخ بعد قراره بفصل القيادات الرمزية للحركة حيث قال: "إنَّ القيادات السابقة لم يرقَ لها أن ترى الحركة قد خطّت خطوات نحو أهدافها وأن تتوسع جغرافياً وأن تنتعش عسكرياً".

تصوروا أنَّ هذه القائد يُسمّي بغيه على مناطق "غصن الزيتون" والتوسّع في مناطق جغرافية تحت سيطرة الجيش الوطني السوري، "توسعاً جغرافياً" للحركة، وهو كلام يذكّرنا بهوس تنظيم "داعش" في التمدد الجغرافي وشعارها "باقية وتتمدد"، لكن تمدّد على حساب الثورة السورية وليس على حساب نظام الأسد.

وإنَّه لمن المضحك، عندما يتحدث عامر الشيخ عن الانتعاش العسكري.. و90% من الحركة جمّدت عملها وثلث الحركة انشقت عنه من قبل، فإين الانتعاش العسكري؟ أم عداه شعور تحرير الشام بالانتعاش فظنّ نفسه هو صاحب النعشة!.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا

اقرأ أيضاً: أداة بيد "الجولاني".. تطور مفصلي في "أحرار الشام" يؤكد المؤكد

اقرأ أيضاً: "الجولاني" وأحرار الشام.. علاقة غامضة تتكشف معالمها

شاهد إصداراتنا: