الثلاثاء 05 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39
...

هل سيخرج المصريون يوم 11/11؟

06 نوفمبر 2022، 02:06 م

نتابع جميعاً حملات الدعوة للتظاهر يوم 11/11/ 2022 التي أطلقها أحرار مصر، ولعلكم مثلي لمستم لأول مرة منذ سنوات الاستجاية الواسعة للدعوة إلكترونياً رغم حملة الاعتقالات التي رافقتها، وكأن كأس الصبر التي تجرعها المصريون لقرابة عقد من حكم السيسي قد فاضت وتكاد تتدفق عبر الميادين.

في نفس الوقت دعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إلى الخروج في تونس في نفس التاريخ، كما وجهت صفحات سودانية الدعوة للخروج في السودان في ذات اليوم.

 تحركات تجعلنا نتساءل، هل نحن أمام هبة جديدة تكمل ما بدأته الثورات العذراء منذ سنوات أم أن الشعوب التي أنهكها القمع قد روضت ودخلت بيت الطاعة إلى أجل غير محدد؟، وستبقى هذه الدعوة كسابقتها حبيسة المواقع لا أثر لها في الواقع!.

والأهم من ذلك هل رتبت المعارضة المصرية أوراقها داخلياً ومحلياً ودولياً.. أم أن 11/11 لم تخرج من إطار التلقائية الشعبية التي اتسمت بها ثورات الربيع؟.

هل للاستقالات داخل الجيش المصري علاقة بدعم جناح في السلطة للتحرك الشعبي؟ هل هذه الاستقالات مناورة مخابراتية أم أنها تحرك حقيقي من ضباط يريدون تقديم ضمانات للشارع ليخرج؟ز

هل الدعوة للخروج الآن مجازفة بالجماهير لتواجه نظاماً قتل الآلاف في ميادين عامة، أم أن السيسي أصبح ورقة محروقة حتى لدى من دعموه بالأمس، خاصة بعد بروز تيار جديد في السياسة الأمريكية الخارجية يميل لاحتواء المعارضة في دول الشرق والمغرب بدل دعم الديكتاتوريات، وأصبح للديبلوماسية الأمريكية نشاط ملموس في التودد للشعوب لا يقل أهمية عن التحركات السياسية والعسكرية.

بعض المتابعين يرون أن المعارضة المصرية حققت ما عجزت عنه أغلب المعارضات في المنطقة، وصنعت مشروع وفاق وطني تجسد في مخرجات لجنة الحوار الشعبي الذي جمع المعارضة بكل أطيافها، وكانت أهم مخرجاته التوصية بحكومة ظل، وهو ما اعتبره المحللون خطوة استباقية لصناعة ذرع يحصن أي تحرك للشارع من الالتفاف السلطوي.

ورغم ذلك تبقى المخاوف قائمة ويبقى النموذج السوري بعبعاً يستخدمه الإعلام الرسمي لشيطنة أي تحرك رغم أن الشعب السوري ضحية، وأن تقديم ما حدث ويحدث له كنموذج يثبت حقيقة واحدة، وهي أن هذه الأنظمة مستعدة لمقايضة أمن الوطن ووحدته وسيادته وثرواته ودماء أبنائه بالبقاء في كرسي الحكم، إلا أن إعلام السيسي الذي تحول لمدرسة في التدليس وكأنه امتداد حقيقي لكهنة الفرعون يحسن التلاعب بالحقائق ونسج غربال من الأكاذيب لتغطية الواقع المزري الذي يعيشه الشعب المصري وتعيشه مصر كدولة فقدت ريادتها الديبلوماسية والاستراتيجية في ظل حكم السيسي.

وبالتزامن مع شيطنة المعارضة إعلامياً واعتقال العشرات داخل مصر، تعمل المخابرات على الضغط دولياً على الصحفيين بتلفيق التهمة التي يقتات منها الانقلابيون "الإرهاب".. خطوات قد نجحت في حماية السيسي لسنوات، لكن هل ستنجح في حمايته هذه المرة من ثوة الغلابة.. من غضب الشارع غير المؤدلج، غضب غير قابل للحصر في فئة أو تيار لعزله؟، وإلى من سيلجأ السيسي لطلب تفويض جديد بعدما فقد ثقة حتى أولئك الذين خدعهم سابقاً.

يبقى الوضع في مصر كما في بقية بلدان المنطقة مفتوحاً على الاحتمالات بسبب تمسك الأنظمة بالخيار القمعي والحلول الترقيعية ورفضها للحوار الجاد، وتبقى حقيقة واحدة علمنا إياها التاريخ، أن رياح الحرية إذا هبت بأرض لا تغادرها إلا إذا اقتلعت قلاع الظالمين و لو بعد حين.. و أن الهدوء الذي يفرضه القمع على الهبات الشعبية هو ذاك الذي يسبق العاصفة.. رعاها المصريون لقرابة عقد من حكم السيسي قد فاضت و تكاد تتدفق عبر الميادين.

المدونات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا