الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

أول مركز مصالحة في حمص.. بروباغندا الأسد لاستمالة اللاجئين السوريين

13 نوفمبر 2022، 06:34 م
حمص حي الوعر - أرشيف
حمص حي الوعر - أرشيف

عائشة صبري

صحفية سورية

13 نوفمبر 2022 . الساعة 06:34 م

آرام – عائشة صبري

يواصل نظام الأسد، العمل على إعادة تأهيله عبر الترويج لعمليات المصالحة للمعارضين له، إذ افتتح، الأحد، مركزاً لـ"تسوية أوضاع المطلوبين"، في حي الوعر بمدينة حمص وسط البلاد، وهو يعدّ الأول من نوعه في عاصمة الثورة.

وذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا"، أنَّ المركز افتتح في مدينة المعارض بحي الوعر لتسوية أوضاع المطلوبين مدنيين وعسكريين، وذلك في إطار الاتفاقات التي طرحتها "الدولة".

وفي هذا السياق، يرى الصحفي جلال التلاوي المهجّر من حي الوعر، أنَّ الافتتاح يأتي ضمن بروباغندا النظام الأسدي في الترويج للعودة إلى مناطق سيطرته، لأنَّ جميع المطلوبين من الثوار بشقيهم المدني والعسكري قد خرجوا من الحي وفق اتفاقية التهجير إلى الشمال السوري في العام 2017.

خطوة فاشلة

ويقول التلاوي، وهو مدير "اتحاد الإعلاميين السوريين" في تصريح لشبكة "آرام": إنَّ النظام يهدف من خلال ذلك إلى إرسال رسائل طمأنة للمهجّرين من الحي بأنَّه بات بإمكانهم العودة دون ملاحقة أمنية.

ويضيف: لدينا توثيقات لاعتقال عدد من الأشخاص سواء أفراد أو عائلات عادوا إلى حي الوعر خلال السنوات الماضية، ومن ثم تحويلهم إلى القضاء والحكم عليهم بأحكام "إرهاب".

ويؤكد التلاوي، أنَّ النظام ليس له عهد أو زمة، وجميع المهجّرين يخشون من عمليات انتقامية في حقهم حال عودتهم، لذلك تعدّ "خطوة فاشلة"، كما رأينا فشلها مؤخراً في مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، لذلك "أكاذيب النظام" لن تنطلي على المهجّرين قسراً.

اقرأ أيضاً: أسلوب مفضوح لميليشيات الأسد باستقطاب المهجرين.. معرة النعمان نموذجاً

كذلك، أكد الإعلامي المهجّر من حي الوعر، أبو عزام الحمصي، لشبكة "آرام" أنَّ افتتاح مركز "التسوية" لا يعدو عن كونه "حركات تلميعية" أمام الإعلام والرأي العام، معتبراً أنَّه من غير المنطقي بقاء أحد دون "تسوية" خلال خمس سنوات خلت.

وأوضح أنَّ أغلب سكان الحي الذين بقيوا فيه أثناء التهجير من كبار السن، والشبان الذين باتوا في سن الخدمة الإلزامية في جيش النظام، مجبرون على الالتحاق بالخدمة، بالتالي، الأمر لا يحتاج إلى "تسوية".

صورة إيجابية لدول الجوار

يتزامن إعلان التسويات سواء مؤخراً في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب أو ما سبقها في دوما بريف دمشق، واليوم في حي الوعر، مع تنسيق النظام لعودة اللاجئين السوريين من دول الجوار. وفقاً للنقيب رشيد حوراني الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام".

ويعتقد في حديثه لـ"آرام" أنَّ النظام يعمل على إرسال "صورة إيجابية" للأنظمة الحاكمة في دول الجوار بأنَّه غيَّر معاملته مع المعارضين له، ليطمئنهم كي يسيروا في مخططه ويتعاونوا معه، حيث بدأت لبنان بتسيير دفعات اللاجئين ضمن ما يسمّى العودة الطوعية، وتواصل تركيا ترحيل اللاجئين، ولاحقاً ستأخذ الأردن خطوات مماثلة.

وفيما يخصّ عودة اللاجئين السوريين، فيرى حوراني، أنَّها بالرغم من تكلفة دول الجوار من الناحية الاقتصادية، إلا أنَّها مفيدة لهم من الناحية الأمنية، حيث يتم التحقيق مع اللاجئين والاطلاع على نشاطات المعارضة في تلك الدول، ومن ناحية أخرى يستطيع النظام من خلال اللاجئين استجرار أموال مخصصة لهم من الأمم المتحدة وأوروبا لما يسمّى "إعادة الإعمار".

يشار إلى أنَّ مركز التسوية في حي الوعر، افتتح بعد اجتماع بين وجهاء من حمص ومحافظها نمير مخلوف، وشخصيات عسكرية وتقرر خلاله منح العسكري المنشق مهلة شهر لتسليم نفسه لقطعته العسكرية، ومنح المتخلف عن أداء الخدمة العسكرية فترة ستة أشهر.

وبالنسبة للمدنيين، فسوف يجري عرض تسويتهم على أفرع المخابرات التابعة للنظام، من أجل تسوية أوضاعهم بشرط عدم وجود ادعاء شخصي بحقهم.

ويوم الاثنين الماضي، نقلت صحيفة "الوطن" ووكالة "سانا" التابعتان للنظام، عن محافظ حمص تأكيده افتتاح مركز لـ"التسوية" في حي الوعر الحمصي، بدءاً من يوم الأحد.

ويقع حي الوعر على الضفة الغربية لنهر العاصي، بالقرب من منطقة عسكرية تضم ثكنات للنظام، من أبرزها "الكلية الحربية" التي كانت من أبرز مراكز العمليات العسكرية للنظام في حمص، إضافة إلى قربه من قرية المزرعة ذات الغالبية الشيعية التي تعدّ من أكبر المراكز "التشبيحية" في المدينة.

يذكر أنَّ حيّ الوَعْر شهد تهجيراً قسرياً برعاية روسيا إلى الشمال السوري على مدى شهرين متواليين لتكونَ الدفعة الثانية عشر والأخيرة في العشرين مِن أيار/مايو عامَ 2017، بنحو واحدٍ وعشرينَ ألفَ مُهجّر من أصل قرابة خمسين ألف محاصر.

وسبَقَها تهجير قرابة خمسمئة شخصٍ من الثوار وعائلاتهم إلى الشمال السوري عَبْرَ دفعتين في أيلول/سبتمبر عامَ 2016، إضافة إلى عوائل فَضّلتْ العودة لباقي أحياءِ مدينة حمص، بعدَ حصار الحي منذ منتصف العام 2013.

وبدأ نظام الأسد فتح مراكز لما يُسميها بـ"التسوية" لغايات إعلامية بحتة، خلال العامين الماضي والحالي في المناطق التي استعاد سيطرتها من قبضة الثوار بعد قصف ومجازر ومعارك انتهت بتهجير قسري بالحافلات الخضراء، ولم تشهد هذه المراكز أي إقبال من قبل الأهالي.

اقرأ أيضاً: تزييف الحقائق لتلميع الأسد.. كيف تفاعل أبناء الثورة مع الطفلة شام البكور؟

شاهد إصداراتنا: