السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

الحقيقة التي يجب أن يصدح بها السوريون

01 ديسمبر 2022، 05:07 م

بعد أكثر من عقدٍ من عمر ثورة الحرية، والكرامة. وبعد أن اتضح للسوريين حجم، وجحيم الكوارث التي ألحقتها بهم الفصائل المسلحة، والقوى السياسية المسيطرة على سلاح الثورة، وقرارتها لم يعد يخفى على أحد أنَّ معارك التحرير تتطلب تغيير جذري في الأفراد، والمؤسسات المأجورين الذين أنشأتهم، وقامت بتعيينهم أجهزة الاستخبارات المتعددة ليبقى وضع السوريين، وثورتهم في حالات الترهل، والتجهيل، والتفقير، والإذلال عماداً، ومرتكزاً لاستمرارية الهيمنة على السوريين، ومضاعفة معاناتهم، وزيادة عذاباتهم للوصول إلى بثِّ اليأس، والقنوط لفقدان أي أمل بتحرير سورية، وإسقاط حكم أسد فيها.

وكل ذلك يحصل بإشراف الأمم المتحدة أو إيحائتها ضاربةً بعرض الحائط كلاً من شرعة حقوق الإنسان، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان، ومبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول. في حين يغيب عن أروقتها، وتتجاهل وصول مئات الآلاف من ملفات القتل، والإجرام بحق الشعب السوري إلى مكاتبها التي قامت بها الميليشات الطائفية المحلية، والمستوردة.

وبالانتقال إلى الحالة التي يعيشها السوريون في شمالهم تظهر حجم الهوة الشاسعة ما بين الثوار، ومن يصادر قرارهم، ويفرض تمثيله، وقيادته عليهم من قبل أطراف وأوصياء خارجيين. حتى أصبح من الصعب ردم هذه الفجوة، أو الوثوق بها، أو تصويب مسار الثورة عن طريق هؤلاء. أو من دون خلق مؤسسة ثورية من ثوار الأرض البعيدون كل البعد عن كل ما سبق ذكره من هياكل، وأفراد، وارتهانات أجنبية.

ومن باب العزيمة، والإصرار على مواصلة مسيرة الثورة حتى تحقيق كامل أهدافها؛ هناك أغلبية ساحقة من السوريين لا يزالون يؤمنون بأنَّ أول خطوة للتحرير هي التحرر من القيود التي كبلتنا بها سوتشي الغدر، وأستانا العار، والخيانة، ومحاسبة المرتزقة، والخونة الذين ارتضوا بهذه الاتفاقيات المذلة التي قادت إلى انحسار المناطق التي تحررت بأرواح آلاف الثوار. فوقعوا على مناطق خفض التصعيد الأربعة، وقاموا بتسليم سلاح الثورة لعدو الأخيرة، وارتضوا بالتهجير القسري الذي ولَّد تغييراْ ديغرافياً تصب مخرجاته في بوتقة مصالح أسد.

مما سبق ذكره؛ ندرك نحن كشعب سورية بأنَّ شعارات حقوق الإنسان، والأخلاقيات، وقيم العدل، والمساواة تبقى بنظر السياسات الدولية حبر على ورق مندثرة في مستنقع النسيان. وأنَّ الوصاية، والتبعية لن تقودا إلا إلى زيادة عذابات، وآلام السوريين، وقهرهم. وأنَّ الحق يؤخذ بالقوة ومن دون دعمٍ، أو وصايةً خارجيين ولا يُستجذى عبر مؤتمرات، ولقاءات، واتفاقيات، وأنَّ إسقاط كل من فشل في واجباته الثورية، أو تنازل عن أهداف الثورة، أو ارتهن لصالح الخارج هو عميل، وخائن، ويجب إسقاطه، ومحاسبته. وأنه لا وصاية له على الثورة، ولا قيادة عليها أو تمثيل.

المدونات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا