أعلن المدعي العام الإيراني، الأحد، حلّ شرطة الأخلاق من دون أن يحدد مصيرها، إضافة إلى مراجعة لقانون الحجاب. وذلك مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقال محمد جعفر منتظري، في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني: إنَّ "دوريات شرطة الأخلاق ليست تابعة للسلطة القضائية وتم حلّها من جانب السلطات التي أسستها".
وأضاف: "بالطبع سيواصل القضاء مراقبة التصرفات السلوكية على مستوى المجتمع".
وأشار إلى أنَّ الحجاب غير اللائق في البلاد "من الشواغل الرئيسية للسلطة القضائية والمجتمع".
وتابع منتظري: "مجلس الشورى الإسلامي [البرلمان الإيراني] والمجلس الأعلى للثورة الثقافية يبحثان هذه المسألة وسيعلنان النتائج خلال أسبوعين".
وجاء الإعلان، عقب الاحتجاجات التي اجتاحت المدن الإيرانية في 16 أيلول/سبتمبر اعتراضاً على مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني 22 عاماً، على يد شرطة الأخلاق في 13 أيلول/سبتمبر بدعوى عدم ارتداء الحجاب بشكل لائق.
ويجري البرلمان والسلطة القضائية في إيران مراجعة للقانون الذي يفرض على الحجاب على النساء، والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية تشهدها البلاد، وفق ما أعلن المدعي العام، دون تحديد ما الذي يمكن تعديله في القانون، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" أول أمس الجمعة.
وتخلّلت الاحتجاجات إحراق متظاهرات حجابهن كما تم إطلاق هتافات مناهضة للحكومة. ومنذ وفاة أميني يتزايد عدد النساء اللواتي يرفضن وضع الحجاب، خصوصاً في شمال إيران.
وأصبح الحجاب إلزامياً في إيران اعتباراً من نيسان/أبريل 1983. وأمس السبت، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة متلفزة: إنَّ الأسس الجمهورية والإسلامية لإيران "راسخة في الدستور". لكنّه أشار إلى "وسائل لتطبيق الدستور يمكن أن تكون مرنة".
ومع تغيّر معايير اللباس بات من الشائع رؤية نساء يرتدين الجينز الضيق والحجاب الفضفاض الملون. لكن في تموز/يوليو من العام الحالي، دعا رئيسي المحافظ المتشدد "جميع مؤسسات الدولة لفرض قانون الحجاب".
وحول إحصائية 78 يوماً للانتفاضة، وثقت منظمة "مجاهدي خلق" وثقت حتى يوم الجمعة، خروج مظاهرات وانتفاضات في أكثر من 277 مدينة إيرانية، أسفر قمعها من قبل القوات الإيرانية عن وقوع 680 قتيلاً واعتقال 30 ألف شخص.
اقرأ المزيد: مظاهرات تهتف "الموت لخامنئي".. ما حصيلة 78 يوماً للانتفاضة الإيرانية؟
وللمرة الأولى أعلن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده، مقتل أكثر من 300 شخص في إيران منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة أميني، وأمس السبت أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان مقتل "أكثر من 200 شخص" في الاضطرابات.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المجلس أن الحصيلة تشمل عناصر أمن ومدنيين ومسلحين انفصاليين و"مشاغبين"، بالإضافة إلى تقدير الأضرار التي نجمت عن أعمال العنف بملايين الدولارات.
والأسبوع الماضي قال المفوّض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك: إنَّ 14 ألف شخص بينهم أطفال أوقفوا في حملة قمع الاحتجاجات.
اقرأ أيضاً: خصوصيات انتفاضة إيران الأخيرة ومآلاتها
