آرام – عائشة صبري
تعرّض رئيس الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، الجمعة، لهجوم بالضرب من قبل متظاهرين في مدينة أعزاز شمال محافظة حلب شمالي سوريا، خلال محاولة "المسلط" المشاركة في المظاهرة المنددة بالتقارب التركي مع نظام الأسد.
وبث ناشطون تسجيلاً مصوراً يظهر فيه، رئيس الائتلاف سالم المسلط، وهو يُطرد مع الوفد المرافق له من مدينة أعزاز، حيث حاول البعض الوصول إلى رئيس الائتلاف عند ركوبه السيارة وضربوه بالأيدي مع هتافات "شبيحة - شبيحة" "خاين".
وفي تصريح لشبكة "آرام" قال الصحفي معن البكور: إنَّه بمجرد وصول سالم المسلط إلى ساحة فيوتشر التي يتجمّع فيها المتظاهرون، طردوه من الساحة ولاحقه عدد من المتظاهرين حتى وصوله السيارة وبرفقته شخص حاول إبعادهم عنه لكنهم تمكنوا من ضربه أثناء صعوده السيارة.
ولاقت حادثة طرد رئيس الائتلاف من المظاهرة ردوداً متباينة رصدت "آرام" منها، ما قاله المحامي عبد الناصر الحوشان: إنَّ "ما جرى مع سالم المسلط اليوم، هو نتيجة الهوة الساحقة بين الثورة، وبين المتصدّرين للقيادة، والتي يغلب عليهم سيطرة همّ إرضاء المجتمع الدوليّ، على حساب ثوابت الثورة ومطالب الأحرار، وهمّها ببناء أجسام القيادة على أساس المحسوبيّة، على حساب الولاء للثورة".
فيما أشار العميد فاتح حسون إلى أنَّ موقف رئيس الائتلاف الوطني الشيخ سالم المسلط واضح من المصالحة مع النظام حيث أكد في غرفة حوارية بقوله: "من يصالح النظام المجرم من السوريين إنما هو مجرم مثله، ومن يصالح القتلة فهو جزء منهم، ومن يرتضي الذل والمهانة لنفسه ولأهله فهو خائن سياسياً كان أم عسكرياً".
من كان هذا موقفه يُحمل على الأكتاف.. صبرا وثباتا، فمشوارنا طويل وشائك. https://t.co/rSnUtVB83n
— عميدركن دكتور فاتح حسونF.hasson (@fatehhasson) January 13, 2023
وأعرب الصحفي عقيل الحسين، عن حزنه للحادثة، معتبراً أنَّ عملية الاستفراد بـ"المسلط" وعدم حمايته مقصود منها توريطه، قائلاً: "حزين عليك يا أبا عبد العزيز رغم خلافنا القوي والعميق.. إنّهم ورطوا المسلط، لأنهم تركوه وحيداً ومعه مرافق واحد، بينما لو كان عبد الرحمن مصطفى أو فهيم عيسى مكانه كنا سنجد عشرات من أفراد الحماية والحرس المدججين بالسلاح من حولهما.. ولا أستبعد أن يكونوا دبروا له من بالغ في الهتاف ضده ومن يضربه بهذه الطريقة".
لو أن سالم المسلط تحدث باسم الشعب وعبر عنه لكان محمولا على الأكتاف بدل هذه الإهانة.. ولكنه تصرف كما يريد أصحاب المصالح الشخصية والفئوية الذين ورطوه أكثر من مرة وفي هذه المرة أيضاً عندما هربوا من الناس وتركوه يواجههم بمفرده ليروا ما يمكن أن يحدث !
— عقيل حسين (@akilhousain) January 13, 2023
في حين قال رئيس المكتب السياسي في "حركة العمل الوطني من أجل سوريا" محمد ياسين النجار: "عندما لا يلتقط هؤلاء رسالة السوريين الواضحة في الأسبوعين الماضيين برفض الارتهان والتطبيع والفساد، ويقومون بتحديهم ومواجهتهم ستكون النتائج بلا شك وخيمة عليهم.. ما حصل اليوم في إعزاز متوقعاً.. إعادة ترتيب البيت الداخلي لمؤسسات الثورة السورية واختيار قيادة موثوقة كفء هي نقطة البداية لإصلاح مؤسساتنا".
من جهته، الصحفي غسان ياسين ذكر في تغريدة له: إنَّ من حق الناس انتقاد الائتلاف وكل الكيانات السياسية المعارضة، لكن من غير المقبول الاعتداء على المسلط بالسب والشتم ووصفه بـ "الشبيح".
من حق الناس أن تنتقد الإئتلاف وهيئة التفاوض والحكومة وكل الكيانات السياسية والثورية لكن ماجرى مع سالم المسلط غير مقبول
— غسان ياسين Ghassan yassin (@ghassanyasin) January 13, 2023
لماذا يضرب ويشتم ويوصف بالشبيح!
اذا كان الجميع يعرف أن الإئتلاف لاحول ولاقوة وليس لديه ميزانية ولا سيطرة على أي شيء في سوريا.. يعني حرفياً مابيمون على شي pic.twitter.com/QCzj44G5UA
ما حدث مع #سالم_المسلط في #اعزاز هو تعبير جلي عن الحالة المؤسفة التي وصلت لها مؤسسات المعارضة السورية
— NASSER ALKADRI (@nasseralkadri1) January 13, 2023
طبعاً ضرب السياسيين حالة طبيعية وموجودة في أعرق الديمقراطيات العالمية
الفرق أنها لدينا تعبر عن فوضى شعبية في مهاجمة فاسد صغير مقارنة بالفاسدين الكبار الذين لديهم السلاح
#سوريا
— Adnan Al Hussein 🇳🇱 (@Adnan_Alhusen) January 13, 2023
الاعتداء على رئيس الائتلاف الوطني #سالم_المسلط تصرف غبي وغير مقبول
كان الأأولى بمهاجمة قادة الفصائل الذين يديرون معابر ونقاط تهريب ويخضعون لأصغر مترجم تركي ويتقاضون آلاف الدولارات
وتستمر المظاهرات في مناطق إدلب وحلب، منذ يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحت اسم "انتفضوا لنعيد سيرتها الأولى"، وذلك تأكيداً على ثوابت الثورة السورية بإسقاط نظام الأسد ورفض كافة أشكال المصالحة معه.
وهذه المظاهرات تأتي رداً على مساعي التقارب مع حكومة بشار الأسد من قبل الحكومة التركية الداعمة الرئيسية للمعارضة السورية السياسية والعسكرية، بوساطة روسية وذلك بعد أن شهدت موسكو لأول مرة بعد العام 2011 اجتماعاً رسمياً بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا ورؤساء أجهزة استخبارات الدول الثلاث.
اقرأ المزيد: "انتفضوا لنعيد سيرتها الأولى".. مظاهرات حاشدة تعمّ الشمال السوري
اقرأ أيضاً: أول تعليق له على التطبيع.. بشار الأسد يحدد شروطه للتقارب مع تركيا