الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

زلزال سوريا ليس طوق نجاة لإنقاذ الأسد ونظامه!

17 فبراير 2023، 09:45 م
بشار الأسد فوق ركام الزلزال في مدينة حلب
بشار الأسد فوق ركام الزلزال في مدينة حلب

د. عبد الله خليفة الشايجي

أكاديمي وسياسي كويتي

17 فبراير 2023 . الساعة 09:45 م

لا لتسييس واستغلال نظام الأسد وغيره، الزلازل عبر دبلوماسية المساعدات بعد مأساة زلزال تركيا وسوريا المدمّر في السادس من الشهر الجاري والأسوأ منذ قرن، للتطبيع وإعادة العلاقات، خاصة بعد وفاة وإصابة عشرات الآلاف، وتضرر 13 مليون شخص، حتى كتابة هذا المقال.

أطلق الزلزال المدمر دبلوماسية المساعدات الإنسانية من دول ومنظمات وأفراد ومتطوعين من حول العالم لتخفيف المعاناة عن الناجين وإنقاذ أرواح العالقين تحت الركام بإرسال فرق وقوافل مساعدات وإغاثة. والمدهش ما يظهره العالم من تضامن وتكاتف من الدول العربية وخاصة الخليجية، وكذلك من دول إسلامية، بإطلاق حملات جمع تبرعات نقدية وعينية من الحكومات واللجان الخيرية والمجتمع المدني.

تجاوز عدد وفيات الزلزال 3500 وفاة وإصابة 5000 في جميع مناطق سوريا، أغلبهم في مناطق المعارضة شمال سوريا، في إدلب وريفها وريف حلب وفي مناطق سيطرة النظام. هذا دون إضافة عدد الضحايا السوريين داخل تركيا الذين بدأت جثثهم بالعودة إلى مسقط رأسهم شمال سوريا.

الصادم في كارثة ومأساة زلزال سوريا عدم وصول أي مساعدات إغاثية لشمال سوريا، لمحدودية المعابر من تركيا وإصرار النظام السوري على دخول المساعدات عبر مطار دمشق- مع صعوبة وعدم إيصالها.

هناك تقارير مع صور موثقة تؤكد أن بعض المساعدات خاصة من دول خليجية يتم بيعها في المحال والسوبر ماركت في دمشق ومدن يسيطر عليها النظام. وبالتالي يستحيل وصولها للمتضررين في مناطق لا يسيطر عليها النظام شمالي سوريا.

هذا يعني استغلال وتوظيف النظام السوري مأساة ومعاناة شعبه المهجر أصلاً هرباً من قمعه، ما يعادل نصف الشعب السوري النازح (12 مليون سوري) في الداخل ولاجئين في الخارج. إلى أن وافق النظام قبل يومين على دخول مساعدات إغاثية للمناطق خارج سيطرة النظام بإشراف الأمم المتحدة!.

يجب التذكير بأنَّ أغلبية ضحايا الزلزال في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، هم بالأصل ضحايا نظام الأسد، وكانوا فروا هاربين من بطش وجرائم قتله ومن البراميل المتفجرة وقصف المقاتلات الروسية وتنكيل مليشيات إيران. ليأتي النظام وأزلامه ويطالبون برفع العقوبات المفروضة على النظام بسبب تنكيله بشعبه خلال الأعوام الماضية.

وبحجة المساعدة على توفير المساعدات- طالبت بثينة شعبان مستشارة الأسد والناطقة باسم النظام السوري إذا رفعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات، "لنستطيع العناية بالشعب السوري"! كيف سيُعنى بكامل الشعب السوري والنظام لا يسيطر على مناطق شاسعة شمالي غربي سوريا حيث سقط أغلب الضحايا والمصابين والدمار؟!.

انتقد الناطق باسم الدفاع المدني في شمال سوريا (الخوذ البيضاء)، غياب وتقصير الأمم المتحدة وعدم وصول أي مساعدات عن طريقها، ولم تدخل فرق دولية باستثناء متطوعين أفراد وبمبادرات شخصية لمناطق شمالي سوريا من الأمم المتحدة بعد 6 أيام من كارثة الزلزال بعكس المساعدات التي تصل إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام. وأنَّ تقصير المجتمع الدولي والأمم المتحدة وبيروقراطيتها عار عليها، ويجب فتح تحقيق بتقصيرها، وعليها الاعتذار للشعب السوري.

وكان وائل الزيات مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية ومدير عام مؤسسة ENGAGE- علّق في مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست: "لا ترفعوا العقوبات عن نظام الأسد- فالمنكوبون هم ضحاياه". وحاجج برفض رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن نظام الأسد- وذلك بعد مطالبات من ممثلي النظام ومنظمات وهيئات تابعة له برفع العقوبات لتسهيل إيصال المساعدات للمتضررين من الزلزال. وطالب بتقديم المساعدات بشكل مباشر إلى المناطق المنكوبة بدلاً من رفع العقوبات، وقدم قائمة بأسماء منظمات مستعدة لتقديم المساعدات مباشرة إلى مدن الشمال السوري المنكوب.

ردت أمريكا بتعليق العقوبات لستة أشهر، لتسريع وصول المساعدات وتعمل على فتح المزيد من المعابر من تركيا، وأنَّ العقوبات المفروضة على النظام السوري لا تستهدف المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين المتضررين من الزلزال ولكافة المناطق في سوريا. وتقديم مساعدة 85 مليون دولار لتركيا وسوريا. وأنَّ الولايات المتحدة هي أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية لسوريا، وقدمت أكثر من 15 مليار دولار منذ بداية الحرب قبل 12 عاماً.

نشر مجلس الأطلسي في الولايات المتحدة الأمريكية تقريراً مؤلماً لمعاناة السوريين في مناطق المعارضة، وأشار إلى إهمال وغياب أبسط مقومات إنقاذ المصابين وإخراج المصابين من تحت الأنقاض لشبه انعدام المعدات الثقيلة لفرق الإنقاذ وانخفاض درجات الحرارة. علّق أحد الناجين بمرارة: "حقق الزلزال ما يرغب الأسد وحلفاؤه وروسيا عمله وتحقيقه منذ البداية"!.

يجب ألا يخضع المجتمع الدولي، وترفض الدول العربية توظيف دبلوماسية الكوارث والمساعدات الإنسانية، لتكون طوق نجاة للطغاة الذين قتلوا مئات آلاف وأضعاف ضحايا زلزال سوريا، وشردوا نصف شعبهم وتسبب قمعه بلجوء مواطنية لأمنهم إلى مناطق المعارضة، المنكوبة والمدمرة بسبب الزلزال سواء في شمال سوريا، وبالآلاف داخل مدن جنوب تركيا المنكوبة!.

لكن ما هو صادم ومعيب نتيجة لزلزال سوريا وتركيا، مسارعة استغلال النظام السوري وبعض الدول العربية كارثة الزلزال لتبرير الانفتاح والتطبيع لتعويم نظام الأسد! مؤشرات ذلك الانفتاح والتطبيع- اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأول مرة منذ رئاسته الأولى عام 2014، معزياً ويؤكد تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق بالمصاب الأليم، وتقديم كافة أنواع المساعدات الإغاثية.

وتلقى الأسد اتصالاً هو الأول من ملك البحرين، وقام وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال بزيارة سوريا على رأس وفد رسمي واجتمع مع رئيس النظام في دمشق، وقرر الرئيس التونسي قيس سعيد رفع التمثيل الدبلوماسي مع سوريا تمهيداً لإعادة العلاقات!.

واضح سعي نظام الأسد لاستغلال وتوظيف كارثة الزلزال والمساعدات الإنسانية كفرصة لرفع العقوبات وتطبيع العلاقات عربياً ودولياً، واستعادة مقعد بلاده في الجامعة العربية، وهذا ما يجب رفضه أخلاقياً.

المصدر: الشرق

المقالات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا

اقرأ أيضاً: نظام الأسد يشترط مرور المساعدات عبره حتى يوصلها "لكل المواطنين"

شاهد إصداراتنا: